مقالات
د. عادل عبد السلام (لاش) – الشركس في مهرجان القطن الأول
د. عادل عبد السلام (لاش) – التاريخ السوري المعاصر
الشركس في مهرجان القطن الأول
الجمعية ومهرجان القطن الأول في سورية (1959)
كان يقام في مدينة حلب السورية في شهر تشرين الأول وموسم قطاف القطن من كل عام مهرجان حافل للقطن، يستقطب عدداً كبيراً من الفعاليات الفنية والاستعراضية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية وغيرها من نشاطات تنامت سنة بعد سنة، وذلك بحضور رسمي وحكومي وشعبي كبير.
وترجع بدايات الاحتفال بموسم القطن إلى ما بعد ازدهار زراعة القطن سنة 1952 في الشمال السوري، وتحول مدينة حلب إلى قطب تجارته وصناعتة عام 1956 ، لكن إقامة مهرجان رسمي له تأخر إلى ما بعد صدورالقانون رقم 127 والتشريعات الخاصة بالقطن ومهرجانه في حلب سنة 1958. فتم الاحتفال بالمهرجان الحافل الأول رسمياً في خريف (تشرين الأول) سنة 1959 في مدينة حلب، بإشراف وزارة الزراعة والهيئة العامة لحلج القطن وتسويقه، وكافة الفعاليات الرسمية والشعبية والاجتماعية في حلب ومحافظتها، ومشاركة المحافظات السورية الأخرى بفعاليتها الفنية. علماً أن سكان مدينة حلب كانوا يحتفلون بالمناسبة في موسم قطاف القطن منذ عام 1956.
كانت فعاليات المهرجان تتثمل بحفل كرنفالي يبدأ من الساحة الرئيسية (ساحة سعد الله الجابري) لتشمل أماكن أخرى من حلب وشوارعها. وكانت الجهات العامة والخاصة تسهم في أعمال المهرجان، في زمن أزدهرت فيه صناعة النسيج والقطن في حلب و سورية لدرجة نافست معها صناعة النسيج الإنكليزية، ولقد تطور المهرجان ليصبح تظاهرة اقتصادية وثقافية و اجتماعية وفنية حتى سنه 2010. التي تم افتتاح المهرجان فيها أمام قلعة حلب.
تزامن الاحتفال بالمهرجان الأول للقطن في حلب، مع ارتقاء نشاط الجمعية الخيرية الشركسية إلى مستويات عالية من النشاطات المتعددة ومن بينها النشاط الفني وتشكيل فرقة متواضعة لفنون الرقص والموسيقا الشركسية، تأسست بجهود عادل عبدالسلام لاش و عازف الأكوديون البارع فيصل جلاحج. برعاية وعناية رئيس الجمعية المرحوم الأستاذ فوزي تسه ي. ونخبة شباب وفتيات المجتمع الشركسي في خمسينات القرن العشرين. ونظراً للسمعة الطيبة التي حظيت بها الجمعية وفرقتها، لم تتردد إدارة مهرجان القطن الأول من دعوتنا للمشاركة فيه. وبتلبيتنا الدعوة تحولت الجمعية إلى خلية نشاط للتدريب على لوحات الرقص التي ستقدم للجمهور. كما تم الاتصال بشراكسة حلب وخناصر بالذات للمشاركة والتعاون لتقديم أفضل ما يمكن أن نفتخر به.
وكان تجاوب أخواننا وإخوتنا في الشمال السوري رائعاً ومشجعاُ. وبعد الجهود الكبيرة التي بذلها كافة المشاركين وبخاصة الأخوة عبدالوهاب (حباب) تحقواخوة وعدنان قوشحة، وعثمان يعقوب طالب( فندِظ) من خناصر، قمنا بدورنا في فعاليات المهرجان مع بقية الفرق الفنية الفادمة من كافة محافظات سورية و منظماتها العامة والخاصة.
كان المهرجان رائعاً لكن روعة منح لجنة التحكيم المرتبة الأولى للمهرجان لفرقنتا وجمعيتنا كانت جائزتنا التي أنستنا ما بذلناه من جهد لرفع اسم جمعيتنا وفننا. ومما زاد في سعادتنا اختيار الآنسة ينال ابنة الفنان الكبير صبحي شعيب ملكة جمال مهرجان القطن السوري الأول.
وأذكر بهذه المناسبة، أننا تمكننا من تجاوز عقبة اجتماعية حرجة، كانت وقفت حجر عثرة في وجه إحياءالجمعية الخيرية الشركسية حفلاً لجمع التبرعات سنة 1956 شارك فيه الفنان وديع الصافي، وكادت تتسبب بإلغاء الحفل، ألا وهي اعتراض كبار المسنين في المجتمع الشركسي على مشاركة الفتيات الشركسيات الشباب في الرقص أمام جمهور غير شركسي. إذ أننا اضطررنا حينذاك أن نقدم لوحات الرقص دون الفتيات. وفي حلب كانت اللوحات متكاملة ورائعة. (انظر مقالتنا- صفحة من سيرتي الذاتية مع بعض التعديل- ودبع الصافي والشركس- 12 تموز 2015).
الصورة (من اليمين): الجالسون: عدنان قوشحة، عادل عبدالسلام لاش،العازف فيصل جلاحج. ددوح سعيد، ؟, العازف نجم الدين سانا. الفتيات من اليمين: سعدية تسه ي،ردادة باغ، نجاة عبدالسلام، بديعة يوسف حاج قول، ينال شعيب .
أما صف الشباب الخلفي فأترك معرفة أسمائهم لأبناءخناصر الكرام. عرفنا منهم أنور صفر الرابع من اليمين، وكَيكَي تاوش الثاني من اليسار. بانتظار من يتعرف على الأخرين ولأخريات.
الصورة السفلى(من اليمين): ؟ ،صبحي شعيب، ؟ ،عدنان قوشحة، ينال شعيب، ؟ ، رئيس الجمعية الأستاذ فوزي تسه ي، أمين سرها عادل عبدالسلام لاش،عثمان يعقوب طالب فندظ. .عبدالوهاب (حباب) تحقواخو.
عادل عبدالسلام (لاش) 27-12-2015.