ملفات
صحيفة 1984 – مجابهة مؤامرة حسين – عرفات ضرورة قومية
دعت صحيفة “الثورة” الصادرة في الثامن من كانون الأول 1984م، إلى دحر ما اسمته بالتحرك التأمري للملك حسين وياسر عرفات رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، واسقاط أدواته بالحزم والشدة.
وقالت الصحيفة في تعليق لها في عددها الصادر في الثامن من كانون الأول 1984م، وتحت عنوان : (مجابهة مؤامرة حسين – عرفات ضرورة قومية) أن زيارة الملك حسين الحالية لبريطانية وتصريحاته الودية التي أطلقها بشكل سافر باتجاه إسرائيل ورئيس وزرائها عن طريق صحيفة صهيونية لا تدع مجالاً للشك في مدى تورط حسين وعرفات في التسوية الأميركية – الصهيونية والاستعداد لجر عربة كامب ديفية المتوقفة من خلال البوابة الأردنية الخطي نفسها التي سار عليها سلفه المقتول الرئيس المصري أنور السادات.
ومضت الصحيفة قائلة ان تحرك المحور الرجعي المتمثل بأنظمة مصر والأردن والعراق بدأ عندما أعطى عرفات من خلال مجلسه الانشقاقي في عمان ورقة تنازل إلى الملك حسين والضوء الأخضر للولوج في مفاوضات مباشرة مع إسرائيل على قاعدة المشروع الأميركي للتسوية(1).
وخلصت الصحيفة إلى القول أن مسألة مواجهة هذا التحرك ودحر مؤامرة حسين عرفات مسألة قومية وضرورة ملحة تستوجب أعطاؤها الأولوية القصوى وبما يكفل اسقاط المؤامرة واسقاط ادواتها بأقصى السرعة والحزم والشدة.
جاء هذا التعليق ضمن سياق الحملة التي شنتها دمشق على ياسر عرفات والملك حسين الذي كان ينسق سياسة الأردن مع مصر التي كانت علاقتها جيدة جداً مع العراق الذي كانت تعيش قيادته أسوء علاقاتها مع حافظ الأسد.
وضمن هذه التجاذبات، بدأت منظمة التحرير تنقل بعض مقراتها من دمشق إلى عمان ,خصوصاً بعد الانتخابات التي أوصلت الشيخ عبد الحميد السايح رئيساً للمجلس الوطني بدلاً عن خالد الفاهوم.
وأعلنت اللجنة التنفيذية الجديدة لمنظمة التحرير الفلسطيني الحادي والثلاثين من كانون الثاني 1984م، عن نقل مقر المجلس الوطني الفلسطيني من دمشق إلى عمان حيث يقيم الشيخ عبد الحميد السايح رئيس المجلس الجديد الذي انتخب ، كما أعلنت عن نقل أمانة سر المجلس من دمشق إلى تونس، وكذلك قررت نقل مقر الصندوق القومي الفلسطيني من دمشق إلى عمان.
تزامنت هذه الحملة على الملك حسين وياسر عرفات مع تحذيرات أطلقها إسحق رابين وزير الدفاع الإسرائيلي للملك حسين بشأن تقاربه مع منظمة التحرير الفلسطينية، حيث صرح رابين في تل أبيب في الأول من كانون الأول عام 1984م، بأن الملك حسين بدعوته قادة منظمة التحرير إلى الأردن يقدم ملجأ للإرهابيين مما يعرض الوضع الراهن على الحدود الإسرائيلية – الأردنية للخطر). وأضاف رابين في تصريحاته: ( أن عدد الإرهابيين يزداد في عمان التي تستخدم الآن كقاعدة لإنطلاق عمليات ضد إسرائيل في الضفة الغربية وغزة وكذلك في لبنان)(2).
(1) صحيفة الأنوار، العدد 8585 الصادر في التاسع من كانون الأول 1984م.
(2) صحيفة الأنوار العدد 8578 الصادر في الثاني من كانون الأول 1984م.