من الصحافة
جبهة تحرير فلسطين 1984: مخطط سوري – ليبي وراء اختطاف طلعت يعقوب
جبهة تحرير فلسطين 1984: مخطط سوري – ليبي وراء اختطاف طلعت يعقوب
في التاسع عشر من كانون الثاني 1984م، أصدرت جبهة تحرير فلسطين في مكتبها في بغداد بياناً إثر اختطاف طلعت يعقوب في دمشق.
وأدان البيان الذي صدر في بغداد ما أسماه هجوم النظام السوري على مكاتب جبهة تحرير فلسطين،ومساكن اعضاء المكتب السياسي، واللجنة المركزية لهذه الجبهة في دمشق، وكذلك الضغوط التي تستهدف أعضاء الجبهة لحملهم على تأييد النظام السوري.
وأكدت الجبهة في بيانها أن هذا العمل الذي وصفته بالجريمة هو جزء من مخطط تصفية وضعه النظامان السوري والليبي ضد الثورة الفلسطينية وأجنحتها المسلحة.
واستعرض البيان المضايفات التي تعرض لها أعضاء جبهة تحرير فلسطين، وخاصة اعتقال طلعت سكرتير عام الجبهة وبعض المسؤولين الآخرين على يد المخابرات السورية.
تزامن صدور البيان من تضارب الأنباء حول مصير طلعت يعقوب، حيث أعلن متحدث باسم الجبهة أنه تم الإفراج عنه، ثم عاد بعد ساعات ليؤكد أنه لم يفرج عنه برغم الجهود التي بذلتها الجبهة خلال الساعات الأربع والعشرين بعد إعقاله، وذلك بمساعدة خالد الفاهوم رئيس المجلس الوطني الفلسطيني.
في تلك الأثناء كان الخلاف ما بين حافظ الأسد وصدام حسين على أشده، وكان قسم كبير من الفصائل الفلسطينية يساند الموقف العراقي بما فيهم ياسر عرفات. على ضوء هذا الخلاف، تبين بعد الإفراج عن طلعت يعقوب انه لم يكن معتقلاً لدى الأجهزة الأمنية السورية بحسب عدة شخصيات عاصرت الحادثة ومنها علي بدوان الذي كتب مقالاً في صحيفة دنيا الوطن بعنوان: (الوطني الطيب طلعت نافذ يعقوب ) تحدث فيه عن تفاصيل عمله احتجاز طلعت يعقوب من قبل عبد الفتاح غانم، عضو المكتب السياسي لــ (ج ت ف) .
فيما يلي ما كتبه عن تفاصيل عملية الاحتجاز:
(في ليلة 17 /1/ 1984، وبعد منتصفها بقليل، وردت المعلومات الأولية عن اعتقال، أو احتجاز، طلعت يعقوب الأمين العام لــ (ج ت ف)، ومن معه، وأعتقد أن ياسين معتوق (أبو ابراهيم) كان معه. عملية التوقيف أو الإحتجاز تمت مع اقتحام منزله الواقع في المنطقة الملاصقة لبلدة يلدا من جهة حي التضامن، وفي البناء نفسه الذي كان يقطنه عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي الفلسطيني (حزب الشعب حالياً) عبد الرحمن عوض الله (أبو حيدر). فكان لزاماً أن أجري اتصالاتي السريعة مع المعنيين في إطار الجهة التي كنت انتمي اليها ومع الجبهة الشعبية في اليرموك، والتحرك لفض الموضوع باسرع وقتٍ ممكن.
كان عبد الفتاح غانم، عضو المكتب السياسي لــ (ج ت ف) هو “بطل” عملية “الإعتقال”، أو عملية احتجاز المناضل الفلسطيني الطيب طلعت يعقوب. وعملية “الإعتقال”، أو الإحتجاز تمت بترتيب بين عبد الفتاح غانم والمرحوم العقيد موسى العملة (أبو خالد) الذي كان يصول ويجول في وقتها، كما أكَّدَت المعطيات اللاحقة. وقد أغاظه موقف طلعت يعقوب الرافض لتأييد عملية الإنشقاق التي وقعت في صفوف حركة فتح في أيار/مايو 1983 وامتدت لمنظمة التحرير الفلسطينية. وفي تلك المرحلة، وقبل احتجاز المرحوم طلعت يعقوب، كان نائب الأمين العام الشهيد محمد عباس (أبو العباس) ابن مخيم اليرموك، قد شارك في تشييع الراحل أبو النمر الخالد من قيادة (ج ت ف)، وغادر سوريا بعد التشييع باتجاه تونس، متبنياً موقفاً معلناً “ضد الإنشقاق” في حركة فتح والمنظمة.
حالة الإحتجاز التي وقعت بحق المرحوم طلعت يعقوب، لم تطول، فقد تدخلت القوى التي إئتلفت في إطار التيار الديمقراطي الفلسطيني، وتم انهاء حالة الإحتجاز، واسدال الستار على اللعبة الصبيانية التي أقدم عليها عبد الفتاح غانم).