ملفات
الموقف الأردني من إنقلاب الثامن من آذار 1963
عند وصول نبأ الإنقلاب الأبيض إلى العاصمة الاردنية عمان، أذاع الراديو الرسمي أن الملك حسين في الأردن دعا مجلس وزرائه إلى جلسة طارئة في مكتبه لبحث الموقف في سورية، وأذاع الراديو تلخيصاً للبيانات التي أذاعها راديو دمشق ووصف الثورة بالانقلاب العسكري(1).
كما أذاعت وكالات الأنباء أن القلق الشديد سيطر على عمان والرياض إثر قيام الثورة في سورية، وقالت وكالة (اليونايتد برس) أن هذا القلق يزيد انزعاج كل من الملك سعود والملك حسين من قيام الجمهورية في اليمن على الحدود الجنوبية للسعودية.
اعتراف الأردن بالوضع الجديد في سورية
اعترف الأردن في التاسع من آذار 1963 بالوضع الجديد في سورية، وقد بعث وصفي التل رئيس الوزراء الأردني برقية إلى صلاح الدين البيطار رئيس مجلس الوزراء بدمشق أبلغه فيها إعتراف الأردن.
تصريحات وصفي التل في مؤتمره الصحفي:
وعقد وصفي التل مؤتمراً صحفياً في التاسع من آذار 1963م، تحدث فيه عن موقف الأردن من الوضع الجديد في كل من العراق وسورية. وقال التل: (إننا في هذا البلد نتمنى لكافة تجارب الحكم العربية التوفيق والنجاح، وأبدى استعداد حكومته لتقديم أي عون ممكن. كما أعلن في المؤتمر الصحفي أن الأردن اعترف بالوضع الجديد في سورية منذ صباح الإنقلاب، وقال أنه مع هذه التطورات في سورية والعراق سوف تكون العلاقات بيننا أفضل وسوف تتحسن. وأضاف أن: (أهداف الحرية والوحدة والحياة الأفضل عريقة في الأردن، وقد جاءت الأحداث في سورية والعراق دليلاً على نبذ العرب للحكم الفردي والدريكتاتورية، وهو ما نادى به الأردن منذ عهد بعيد).
وسئل رئيس الوزراء عن موقف الأردن من حزب البعث، فقال أن الأحزاب ممنوعة في الأردن، ولكن: ( لي شخصياً عدد كبير من الأصدقاء البعثيين الذين اجتمع بهم يومياً في نقاش وجدال. أما فيما يتعلق بالأهداف فإنني لا اعتقد أن هناك اختلاف بين أية حكومة عربية وبين حزب عربي فكل الحكومات العربية وكل العرب يؤمنون بالوحدة والحرية والحياة الأفضل. وعلى هذا وعلى اعتبار أن هذه الأهداف هي أهداف معظم الأحزاب القومية العربية فبالتالي فإنه ليس هناك اختلاف على الأهداف). وقال: (لقد مر حزب البعث كغيره من الأحزاب العربية بتجارب كما مر العرب بتجارب أخرى من المفروض عليهم جميعاً أن يكونوا قد استفادوا منها، وإنني اعتقد بأن أخطاء كثيرة في الأساليب وأخطاء أكثر في التوقيت وتقدير الموقف، وأخطاء أخرى تكتيكية قد حصلت وعلى الجميع أن يكونوا قد استفادوا منها).
وسئل التلي عن رأي الحكومة في سياسة حزب البعث واجتهادته فقال: (ليس هنالك لأي عربي اعتراض على ما أعلنه حزب البعث في مطبوعاته، ولكن موضع الجدل هو التطبيق والأسلوب المبكر جداً أن يصدر إنسان حكمه في هذا الوقت الذي نتمنى فيه لأي حزب النجاح والتوفيق في إيصال العرب إلى أهدافهم فهذه الأهداف عامة تخص كل عربي ولا تخص أي حزب بالذات). وأجاب رئيس الوزراء الأردني على موقف الأردن من شعارات الوحدة والحرية والاشتراكية التي نادى بها الوضع الجديد في سورية والعراق، فقال أن الوحدة والحرية هما هدف للجميع، والوحدة هي وحدة الجهد وهي الوحدة الديمقراطية وهي الوحدة البعيدة عن التسلط وهي وحدة التكافؤ. أما الاشتراكية فهي أسلوب الهدف الأعلى منه هو الحياة الافضل وهي الهدف الأعم(2).
فتح الحدود بين البلدين
منذ اليوم الأول للإنقلاب، أغلقت الحدود بين البلدين، ثم فتحت لفترة بسيطة وسمحت بمرور السيارات السورية فقط، ثم عادت وأغلقت الحدود.
وفي التاسع عشر من آذار ، بدأ أكرم زعيتر السفير الأردني في دمشق بإجراء محادثات مع المسؤولين السوريين لفتح الحدود بين البلدين، والسماح لسيارات الشحن الأردنية المحملة بالخضار والفواكه بالمرور عبر سورية ولبنان(3).
مجلس النواب الأردني يرحب
أثنى مجلس النواب الأردني في الجلسة التي عقدها في العشرين من آذار على مبادرة الحكومة الأردنية بالاعتراف بالعهد الجديد في سورية.
وقد ألقى النائب نجيب الأحمد كلمة في مستهل الجلسة قال فيها : (إنني باسم اخواني في هذا المجلس نؤيد الحكومة شاكرين لها اعترافها السريع بالعهد الجديد في سورية).
(1 ) Telegram from the department of state to the Embassy in Sudi Arabia,
(2 ) صحيفة المنار، العدد 842 الصادر في 10 آذار 1963م.
(3 ) صحيفة المنار، العدد 851 الصادر في20 آذار 1963م.