أعلام وشخصيات
صالح بساطة
ولد المهندس صالح بساطة في حلب عام 1910
درس في المدرسة السلطانية واوفد الى بيروت لدراسة الهندسة في الجامعة اليسوعية وتخرج 1931.
عمل في مشاريع انجاز جر المياه وابنية التعليم.
أستاذا محاضرا بجامعة بدمشق وكلية الهندسة بحلب.
ألفَّ كتابا في الهندسة الوصفية.
من الشخصيات الاجتماعية والوطنية (الرعيل الأول), مضى هؤلاء الراحلون وفي كل مرة تقع عيوننا على صورهم , نقف اعجابا واحتراما لإنجازاتهم الجادة وتفاعلهم الصادق مع كل ما قاموا به, كيف لا وقد مثلوا شرائح هامة جدا من المجتمع الحلبي بأرقى صوره الإنسانية والاجتماعية…
المصدر الارشيف الثقافي والتاريخي من مكتبة جمعية العاديات, كتيب (سير وصور) ضم عدد من أعضاء العاديات الراحلون, وتم تسليط الضوء على بعض هؤلاء تكريما لذكراهم, لان ذاكرة الامة جزء من شخصيتها الثقافية والتاريخية والوطنية
كان واسع الثقافه يجيد لغات عده ودرس الالمانيه بمعهد غوته لاعتماده على مصادر المانيه للهندسه الوصفيه وهوبعمر الستين .
كان مكتبه عامرٌ بشتى الاختصاصات الطبيه والفلكيه وغيرها حتى كتب باللغه الصينيه للهندسه الوصفيه ..دائم السفر داخل وخارج القطر.
كان ضليعا بعلم الفلك وله دراسات عن استخدامات الطاقه الشمسية.
كتب المهندس عدنان نيال: (لقد كان من المحاضرين العمالقة في كلية الهندسة.
في العام الدراسي 1070 -1971 كنت في الإعدادي العام في كلية الهندسة، وكان يدرس الهندسة الوصفية.
في حقيقة الأمر كان هناك الكثيرين من الطلاب يستصعبون المادة نظرا” لأنها تحتاج لتخيل معين في عالم الفضاء الثلاثي الأبعاد المرسوم في بيئة ثنائي البعد، وكان الرسم يتطلب دقة بالغة لأن الخطأ في تسلسل رسم الخطوط سوف يفقد الرسم التخيل النهائي.
ولما كنت مهتم بالمادة، زرته في مكتبه، فقال لي سوف أريك كتاب خاص بالهندسة الوصفية صدر حديثا” باللغة الألمانية، ونظرًا” لأهمية الكتاب فأنا أدرس اللغة الألمانية حتى أفهم الكتاب بشكل أفضل.
كان الكتاب من الحجم الكبير ويضم تشكيلة واسعة من رسومات الهندسة الوصفية مرسومة بخطوط زرقاء وحمراء، كما زود الكتاب بنظارة ايطارها من الكرتون الأبيض المقوى، وذات عدستين واحدة حمراء والأخرى زرقاء، وعند وضع النظارة والنظر إلى الشكل المرسوم، يظهر الشكل وهو مجسم في فضاء الثلاثي البعد، وكان ذلك في منتهى الروعة في ذلك الوقت.
في عام 1985 كنت في دورة تدريبية في اليابان وزّرت معرض دولي وكانت شركة سوني قد عملت أول سينما ثلاثية الأبعاد وكانت قيمة التذكرة مرتفعة، ولكنني قررت حضور السينما، وقلت في نفسي هذه فرصة قد لا تتعوض.
أستلمت مع التذكرة نظارة ذات بإيطار كرتوني وعدستين زرقاء وحمراء، وقفت بجمود وتذكرت لحظة كنت في مكتب الأستاذ صالح وكم تمنيت أن يكون معي ليرى بأم عينيه كيف تطورت مادته التي كان يعشقها، وكيف أصبحت سينما ثلاثية الأبعاد.
كان الفيلم رحلة إلى الفضاء الخارجي خارج مجال الكرة الأرضية، وأنت تشاهد الأجرام السماوية الشهب والمذنبات وهي تتحرك حولك بكامل حجمها وكتلتها، وكانت فعلا” لحظات لا تنسى، تبقى عالقة في الأذهان).
امضى من العمر 80 عاما, وتوفي في حلب عام 1990م(1) .
(1) باسل عمر حريري، الموسوعة التاريخية لأعلام حلب