You dont have javascript enabled! Please enable it!
ملفات

موقف جماعة الإخوان المسلمين من وفاة حافظ الأسد

موقف جماعة الإخوان المسلمين من وفاة حافظ الأسد

 تعليقاً على وفاة حافظ الأسد، أدلى المراقب العام للإخوان المسلمين في سورية الأستاذ علي صدر الدين البيانوني بالتصريح التالي إلى وكالة فرانس برس في الحادي عشر من حزيران عام 2000، قال فيه: لا شماتة في الموت، وهو غاية كل حي. لقد أفضى الرجل إلى ما قدم وهناك سيجد جزاء عمله، فمهما طالت حياة الإنسان فلابد من هذا المصير. فليتعظ بذلك الأحياء، وليتوقف عن غرورهم الأقوياء.

نسأل الله أن يجعل عاقبة ذلك للأمة والوطن خيراً، وأن يعقد لشعبنا وأمتنا أمر رشد، يعز فيه أهل الطاعة والبر، ويذل فيه أهل المعصية والفساد، ويؤمر فيه بالمعروف، وينهى فيه عن المنكر.

وأضاف البيانوني قائلاً:

إن جماعتنا جماعة الإخوان المسلمين في سورية ومن موقع المسؤولية الوطنية الصادقة، وبعد ثلاثين عاماً من حكم فردي شمولي، لتدعو إلى التحام وطني عام، يعيد لسورية وجهها الحر الأبي، في إطار من التعددية السياسية، والحريات العامة التي تكفل تداولاً سليماً للسلطة، واختياراً شعبياً حراً للحاكم، وتحفظ للمواطن أمنه وكرامته، وترفع عنه ألوان الظلم السياسي والاجتماعي والاقتصادي، وترص الصف الوطني في مواجهة التحديات الخارجية.

كما أعربت جماعة الإخوان المسلمين في سورية عن أملها في عهد جديد من الديمقراطية والاستقرار في سورية، وعودة المشاركة الشعبية في السلطة. وقال المراقب العام للجماعة المحامي علي صدر الدين البيانوني في حديث مع وكالة (قدس برس) إن جماعته تعتقد أن السياسات التي كانت قائمة طوال 30 عاماً من حكم حافظ الأسد في سورية آن لها أن تُراجع.

وأضاف يقول: إن وفاة الرئيس فرصة تتيح لمن يتولى القيادة الآن أن يفتح صفحة جديدة، لاسيما وأننا أصبحنا في مرحلة لم تعد فيها الأنظمة الشمولية مقبولة لا دولياً ولا اقليمياً، ولم يعد ممكناً أن تستمر سياسة الحزب الواحد القائد، ومصادرة الحريات العامة وعدم المشاركة الشعبية الحقيقية.

وأوضح البيانوني أن الإخوان المسلمين يعتقدون أن وفاة حافظ الأسد فرصة لفتح صفحة جديدة والسير بالبلاد نحو وضع ديمقراطي ولو بشكل تدريجي، لاسيما وأن هناك شعاراً معلناً بأن عملية إصلاح سياسي ستتم على يد خليفته.

وقال المراقب العام للإخوان المسلمين إنه إذا كان الممسكون بزمام الأمور في دمشق لديهم رغبة حقيقية في الإصلاح فنعتقد أنها فرصة مناسبة. لكنه قلل من مستوى الآمال في تحول ديمقراطي في سورية على المدى القصير في ظل التطورات الأخيرة.

وقال: حتى الآن لا يبدو أن ثمة مبشرات في هذا الاتجاه. واعتبر البيانوني تعديل الدستور السوري بالسرعة التي تم بها وبالأسلوب الذي تبناه مجلس الشعب (البرلمان) سابقة في غاية الخطورة، وأضاف يقول: أنا أستغرب كيف يمكن لنظام يحترم نفسه أن يتم فيه تعديل الدستور بمثل هذه الطريقة، خلال دقائق تُعدل المادة وتناسب سناً معينة وشخصاً معيناً، وشدد على أن هذا أمر خطير جداً وسابقة لا أعتقد أن لها مثيلاً في أي دولة أخرى، لا في منطقتنا ولا في غيرها.

وحول إن كان ما فعله مجلس الشعب السوري بتعديل الدستور تصرفاً عفوياً من النواب يعبر عن الرغبة الشعبية في انتخاب بشار الأسد خلفاً لوالده. قال البيانوني:

المشكلة أن مجلس الشعب في بلدنا ينفذ ما يُملى عليه، ليس هناك شخصية حقيقية مستقلة ولا ممثلة لهذا المجلس، وإلا هل يُعقل أنه من بين كل النواب لا يطرح واحد منهم فكرة مناقشة هذا الاقتراح – التعديل، ومدى انعكاسه السلبي على سمعة البلد. أنا أعتقد أنه ليس فقط شيئاً مرتباً، مجلس الشعب ليس هو صاحب القرار، وإنما هو يصدر ما ينبغي عليه أن يصدر، أي ما يُملى عليه.

ويقول البيانوني: إن موقف جماعة الإخوان المسلمين وثوابتها لن تتغير برحيل حافظ الأسد، أو بتولي نجله بشار السلطة، لأن موقفنا من النظام السوري في الأصل متعلق بالسياسات والنهج الاستبدادي الذي ينهجه، نحن لا نعارض أشخاصاً وإنما نعارض سياسات.

وأشار البيانوني إلى أنه إذا استمر النهج السابق في مصادرة الحريات وإقصاء الشعب وقواه الحقيقية عن دائرة اتخاذ القرار، وبقيت الأوضاع تسير كما هي فليس عندنا جديد. أما إذا بدا أن هناك تحولاً حقيقياً عن هذا النهج باتجاه إيجابي فنحن مع هذا التحول.

ونفى البيانوني أن تكون جماعة الإخوان المسلمين في سورية قد تلقت أي رسائل من الحكم في دمشق خلال الأشهر الأخيرة من حياة الأسد، وقال: إن الأمر لم يتجاوز الشائعات التي تحدثت عن أن بشار الأسد بدأ بمكافحة الفساد وينوي القيام بعمليات إصلاح جذرية.

وتعليقاً على احتمال تولي بشار الأسد السلطة، قال المراقب العام للإخوان المسلمين: سورية بلد نظامها جمهوري، ولا يجوز أن تتحول إلى نظام ملكي أو نظام وراثي، وهذه كما قلت سابقة تحدث لأول مرة في المنطقة، أن يوصي رئيس نظام جمهوري بالخلافة لولده، فمن حيث المبدأ هذا الأمر غير دستوري.

وحول التصور العملي الذي يطرحه الإخوان المسلمون للمستقبل يقول البيانوني: لا نتصور أن الوضع في سورية بعد عشرات السنين من الحكم الفردي الشمولي يتحول بين لحظة وأخرى إلى حكم ديمقراطي، لذلك نرى أن بالإمكان أن تكون خطوات متدرجة باتجاه الديمقراطية والتعددية، ويضيف قائلاً: عندما تظهر خطوات من هذا النوع ولو كانت تدرجية باتجاه الديمقراطية فنحن نرحب بذلك ونعتبره إيجابياً، وبالطبع فإن إطلاق الحريات العامة وإطلاق سراح السجناء السياسيين ومعتقلي الرأي الذين يعدون بالآلاف، من أهم مظاهر التحول نحو الحرية والديمقراطية.


مقابلة علي صدر الدين البيانوني مراقب الإخوان المسلمين مع نشرة “ميد إيست ميرور”

أجرى علي صدر الدين البيانوني مراقب جماعة الإخوان المسلمين في سورية حواراً مع نشرة “ميد إيست ميرور” الصادرة في لندن بعيد وفاة حافظ الأسد، ونشرت ملخصاً عنه صحيفة القدس العربي في العدد الصادر يوم السبت 17 حزيران عام 2000م.

قال المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في سورية إن بشار الأسد ليس مسؤولاً عن الأحداث الدامية التي شهدتها البلاد مطلع الثمانينيات.

وأضاف البيانوني في حول مطول أجرته معه نشرة “ميد إيست ميرور” الصادرة في لندن إن الإخوان المسلمين يعترضون على الطريقة التي عدل بها الدستور في سورية لتمهيد الطريق أمام تولي بشار الأسد السلطة خلفاً لوالده، ولكن “لا نعتبره مسؤولاً عما حدث في الماضي سواء كان في حماة أو غيرها”.

وأوضح البيانوني أن فرص بشار الأسد في تولي السلطة تبدو كبيرة الآن بعد عملية إعداد طويلة قام بها والده، وشملت تغييرات في مواقع عدة في الدولة من أجل إضعاف معارضيه.

وأشار البيانوني في الحوار إلى أن الاخوان المسلمين في سورية لا يطالبون بتقنين عمل الجماعة في البلاد فقط فهي محظورة منذ إنقلاب البعث عام 1963 ولكنهم يطالبون بعودة الديمقراطية والحريات العام ما سيسمح لهم بأن يعبروا عن رأيهم ويمارسوا العمل من خلال “إطار” سياسي علني.

وأكد أن الإخوان المسلمين في مفاوضاتهم مع النظام في عهد حافظ الأسد كانوا يطالبون بالانفتاح وحرية العمل السياسي واحترام حقوق الإنسان، ولم يكن محل النقاش مسألة عودة أفراد الجماعة إلى البلاد لأن الإخوان يرفضون العودة دون ممارسة حقوقهم السياسية.

وأوضح المراقب العام للإخوان المسلمين في سورية خطوات عدة يمكن أن تتخذها القيادة الجديدة في دمشق تعبيراً عن الانفتاح وأولها إطلاق سراح آلاف المعتقلين السياسيين وإصدار عفو عن المبعدين من الإخوان المسلمين وأنصارهم الذين أصبحوا يعدون بعشرات الآلاف والسماح بعمل الأحزاب السياسية لأنه ليس في سورية أحزاب غير تلك المتحالفة مع حزب البعث الحاكم في “الجبهة الوطنية التقدمية”.

وقال البيانوني إن الإخوان سيتعاملون بإيجابية واعتدال مع أي طرج لإنهاء الأزمة في سورية، ولكنهم يتوقعون أن تأتي الخطوة الأولى من دمشق لأنهم “لا يملكون ما يعطونه” حسب قوله في إشارة إلى رفض التنازل عن أي من مطالبهم.

وشدد البيانوني أن على السلطة السورية أن تلغي قانوناً أصدرته عام 1980 لتبرير مجزرة “تدمر” التي وقعت بحق مئات الاخوان المسلمين بحكم الإعدام على أعضاء الجماعة والمتعاطين معها.

وأضاف البيانوني أن الاخوان المسلمين لم يرفضوا الدخول في مصالحة مع الحكم السوري سابقاً، وجرت مفاوضات مباشرة بين الطرفين عن 1984- 1987 ولكنها لم تؤد إلى شئ.

وقال إن إبعاد اللواء علي دوبا عن قيادة المخابرات العسكرية في وقت سابق من العام الحالي اعتبر “إشارة” إيجابية من دمشق لأن دوما هو الذي فاوض الإخوان في الماضي، ورفض التوصل إلى حل للمشكلة لأنه كان أحد المستفيدين من استمرار النزاع حسب تعبيره.

ونقلت “ميد إيست ميرور” عن البيانوني قوله: إنه إذا كان بشار الأسد مستعداً حقاً للسماح بالحريات المدنية واتخاذ خطوات ولو تدريجية نحو الدمقرطة والتعددية السياسية واحترام حقوق الإنسان، وإقامة نظام حكومي قائم على المؤسسات “فسوف نتعامل معه وكأنه شيئاً لم يحدث”.

وذكرت النشرة أن البيانوني قال إنه على الرغم من عدم حدوث اتصال بين الإخوان المسلمين ومعاوني بشار الأسد فإن الجماعة تنظر بإيجابية إلى أي إشارات تصدر عنهم، ومستعدة للتعاون لمصلحة البلاد حسب خطابها السياسي “المعتدل” على حد قوله.

ورفض البيانوني في الحوار محاولات إحداث فتنة طائفية في سورية، ولكنه قال إن سياسات الرئيس الراحل حافظ الأسد التي قربت أبناء الطائفة العلوية هي التي أوجدت المشكلة إذ أن 90 في المئة من السكان فقط.

وأعرب المراقب العام للإخوان المسلمين عن اعتقاده أنه إذا صدقت نية بشار الأسد “لإعادة التوازن” كما نقل فسيكون عليه فعل ذلك بالتدريج آخذاً بعين الاعتبار أن الترتيبات الحالية مضى عليها ثلاثة عقود.

ويضيف البيانوني إن الحل يكون بإنهاء “العلم الإجتماعي” وتأكيد الفرص المتساوية أمام جميع المواطنين في سورية ويجب التعامل مع موضوع الطائفية بحكمة لأن الأديان والطوائف موجودة في سورية منذ آمد بعيد وما ردود الفعل السلبية هو “سوء استغلال السلطة”.

وحول علاقة الإخوان المسلمين بالأردن الذي يقيم فيه قادة الجماعة المحظورة في سورية منذ عقدين نفى البيانوني أن تكون الجماعة تعرضت لضغوط بعد تحسن العلاقات بين دمشق وعمان، وقال إن الإخوان يفضلون عدم إحراج السلطات الأردنية وخاطب محاوريه قائلاً “لعلك لاحظت أنني اخترت التحدث إليك من ألمانيا بدلاً من الاردن”.

واضاف : “لا نريد أن نكون السبب في مشكلة “في إشارة إلى التقارب في العلاقات بين سورية والأردن الذي رحبت به الجماعة سابقاً.

ورداً على سؤال أكد البيانوني أنه ليس لجماعة الإخوان المسلمين وجود تنظيمي داخل سورية، ولم تحاول إيجاد قاعدة تنظيمية لها حيث يعتبر الإنماء إلى الإخوان “جريمة” وقال : “لا نريد أن نعرض حياة الناس للخطر ولا أن نزيد معاناتهم”، غير أنه استدرك بقوله: “أما إذا كنت تقصد الحضور الشعبي الذي يدعمنا فجوابي إن هناك حضوراً كبيراً في الواقع وهو جزء من الصحوة الإسلامية في المنطقة”.

المراجع والهوامش:

(1). صحيفة القدس العربي - لندن، العدد 3448 الصادر في يوم الاثنين 12 حزيران عام 2000م

(2). مقابلة علي صدر الدين البيانوني مراقب الإخوان المسلمين مع نشرة "ميد إيست ميرور"



 أحداث التاريخ السوري بحسب السنوات


سورية 1900 سورية 1901 سورية 1902 سورية 1903 سورية 1904
سورية 1905 سورية 1906 سورية 1907 سورية 1908 سورية 1909
سورية 1910 سورية 1911 سورية 1912 سورية 1913 سورية 1914
سورية 1915 سورية 1916 سورية 1917 سورية 1918 سورية 1919
سورية 1920 سورية 1921 سورية 1922 سورية 1923 سورية 1924
سورية 1925 سورية 1926 سورية 1927 سورية 1928 سورية 1929
سورية 1930 سورية 1931 سورية 1932 سورية 1933 سورية 1934
سورية 1935 سورية 1936 سورية 1937 سورية 1938 سورية 1939
سورية 1940 سورية 1941 سورية 1942 سورية 1943 سورية 1944
سورية 1945 سورية 1946 سورية 1947 سورية 1948 سورية 1949
سورية 1950 سورية 1951 سورية 1952 سورية 1953 سورية 1954
سورية 1955 سورية 1956 سورية 1957 سورية 1958 سورية 1959
سورية 1960 سورية 1961 سورية 1962 سورية 1963 سورية 1964
سورية 1965 سورية 1966 سورية 1967 سورية 1968 سورية 1969
سورية 1970 سورية 1971 سورية 1972 سورية 1973 سورية 1974
سورية 1975 سورية 1976 سورية 1977 سورية 1978 سورية 1979
سورية 1980 سورية 1981 سورية 1982 سورية 1983 سورية 1984
سورية 1985 سورية 1986 سورية 1987 سورية 1988 سورية 1989
سورية 1990 سورية 1991 سورية 1992 سورية 1993 سورية 1994
سورية 1995 سورية 1996 سورية 1997 سورية 1998 سورية 1999
سورية2000

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: <b>تنبيه: </b>عذراً... لا يمكنك نسخ محتوى الموقع.!!