مقالات
زهير ناجي: برهان الدين دلو .. من أعلام سورية
زهير ناجي- التاريخ السوري المعاصر
برهان الدين دلو بن عبد الرحمن حاج أحمد من مواليد دير الزور عام 1927 حي الجامع الكبير، عاصمة محافظة الفرات آنذاك (دير الزور حالياً) أكبر محافظات الجمهورية العربية السورية وأغناها وأفقرها في ذلك الوقت.. ومن أكثرها تمسكاً بأفكار القومية العربية.
مرب لامع ومدارس للمواد الاجتماعية في رحالة ومؤرخ ماركسي التفكير، عروبي العقيدة ليبرالي التوجهات. من ذلك الرعيل من الجيل الذي ولد في عهد الانتداب بعد خيبة الآمال القومية في أعقاب الحرب العالمية الأولى ، وتربي في مدرسة النضال ضد الانتداب وأعوانه حتى إذا نال الوطن حريته ساهم مع أترابه في وضع الأسس لبناء وطن عربي حر منعتق من نفوذ الإمبريالية وأعوانها المحليين.
تلقى علومه الابتدائية والإعدادية والثانوية في مدينة دير الزور وكانت ثانوية دير الزور وهي الثانوية الوحيدة آنذاك في تلك المحافظة الواسعة من حدود تركيا حتى حدود مدينة أبي كمال معقلاً من معاقل التحرر والوحدة العربية والنضال في سبيل العدالة الاجتماعية.
نال شهادة الدراسة الثانوية وانتسب إلى الجامعة السورية في العام الأول من افتتاحها حين حولت الثكنة الحميدية العثمانية إلى ثكنة فرنسية في عهد الانتداب ثم إلى الجامعة السورية 1946 / 1947م.
أصبح الفتى برهان طالباً في دار المعلمين العلمية الحديثة التي أنشئت لتخريج جيل جديد من رجال التربية والروح الوطنية الخالصة.. وكان طلاب دار المعلمين العليا يتم انتقاؤهم بامتحان انتقاء صارم وكان الطلاب فيها تدفع لهم رواتب عالية تكاد تقارب رواتب أقدم الموظفين وأعلاهم رتبة.
وكان الطلاب يدرسون فيها في الوقت نفسه مادة الاختصاص في الكلية الاختصاصية مع زملائهم من طلاب هذه الكليات من رياضيات أو علوم أو لغة عربية او لغات أجنبية أو تاريخ أو جغرافية تنتهي بنيلهم شهادة الإجازة في الاختصاص وفي الوقت نفسه يتابعون دراساتهم التربوية والنفسية منجمة على شهادة أهلية التعليم الثانوي التي تخولهم حق التدريس في المدارس الإعدادية والثانوية.
التحق الطالب برهان الدين بكلية الآداب – قسم التاريخ وتتلمذ على أساتذة أجلاء ذوي مستوى عال من الثقافة والعلم والوطنية منهم قسطنطين زريق وحكمت هاشم وخالد شاتيلا ونور الدين حاطوم وجورج حداد وأمجد الطرابلسي وعادل العوا ومحمد سعيد الأفعاني ونظيم الموصلي وأنور النعمان ومحمد كامل عياد وغيرهم، وتخرج منها في العام الدراسي 1949 / 1950 تاريخ تخرج أول دفعة من هذا الجيل من المدرسين ذوي المستوى الرفيع من الإعداد العلمي والتربوي.
وتبعاً للسياسة المتبعة آنذاك حيث كان الخريجون يعينون في محافظاتهم دعماً للجهاز التربوي / التعليمي فيها بهذه النخبة من المدرسين فقد عين في محافظة مدينته الأم دير الزور في التجهيز (الثانوية) مدرساً لمادتي التاريخ والجغرافية عام 1950م.