مقالات
كنيسة الملاك ميخائيل في حلب
كانت طائفة الروم الكاثوليك قد اشترت أرضاً بنهاية القرن التاسع عشر قرب الحديقة العامة الحالية ، لبناء كنيسة لأبنائها الذين نزحوا من حي الجديدة بعد العام 1850 الى حي العزيزية .
وبهمة المطران مكاريوس سابا (1873 – 1943 ) والأب جبرائيل رباط وهو الخوري المسؤول عن حي العزيزية حينها فقد شجعا عائلة الحمصي للمساهمة بالمشروع .
تبرّع أبناء المرحوم جورج نعوم حمصي بمعظم تكاليف بناء كنيسة الملاك ميخائيل التي قام بتصميمها المهندس صبحي مظلوم (1906 – 1964) وواكب الاشراف على بنائها الأب جبرائيل رباط (1889 – 1935) مؤسس ورئيس ومرشد النادي الكاثوليكي ورئيس جمعية العاديات وبلبل مجالس حلب، إلا انَّه توفي قبل ثلاثة أشهر من تدشينها الذي تمّ في 29 كانون الأول 1935. كانت هناك بالعزيزية أيضا كنيسة الكلدان باسم القديسين بطرس وبولس قد انشئت على أرض اشترتها طائفة الكلدان من آل حمصي العام 1871 وتم انشاؤها بهمة الخوري بطرس رسام سنة 1293 ه/ 1886 (الغزّي، نهر الذهب.. جزء 2 ص397-398).
وقد وجد في أرشيف المطرانية وثيقة تبرع عائلة الحمصي لبناء الكنيسة ( الوثيقة ذات الرقم 104 تاريخ 12 تشرين الثاني سنة 1932 ) ومرفق ضمن المقال صورة عن الوثيقة ،وتعود لفترة المطران مكاريوس سابا مطران حلب وتوابعها.وقد تم في نفس هذااليوم والتاريخ وضع الحجر الأساسي لكنيسة الملاك ميخائيل ، وقد مثل عائلة الحمصي الخواجا فيكتور بن نعوم جرجي حمصي ، وقد طلبت عائلة الحمصي أن” يبنى داخل جدران الكنيسة مدفن خصوصي لأفراد عائلة المرحوم جرجي نعوم حمصي وذريته مع زوجاتهم دون سواهم.
والطريف انه أثناء تنفيذ أساسات كنيسة مار ميخائيل اكتُشِفَت فسيفساء ارضية كنيسة من القرن السادس للميلاد ( في العهد البيزنطي ) والفسيفساء ذات أشكال هندسية جميلة، وهي عبارة عن مربع طول ضلعه حوالي 2.5 م بديع الزخرفة بدوائره الهندسية الجميلة (الصورة). كما تمّ بناء المدفن (خشخاشة) باسم الواهب جورج نعوم حمصي تحت هيكل الكنيسة وأقيم نصب جميل لملاكين من المرمر في حالة سجود شرقي حنية الكنيسة في الباحة الشرقية.
استلم الاكسرخوس أثناسيوس كبابة (1873 – 1937) بن رزق الله كنيسة مار ميخائيل العام 1935. ويذكر الأب أغناطيوس ديك انه كان يحضر قدّاسه، وهو طفل، في كنيسة مار ميخائيل يأتيها من بناية الفيلا روز (البناية الوردية) القريبة التي بناها أخوه صبحي كبّابة العام 1928 وجعل فيها برجاً يشبه الصومعة لإقامة أخيه الكاهن فيه. وتوفّي الاكسرخوس اثناسيوس كبابة فجأة إثر نوبة قلبية وهو في طريقه لعماد طفل في بيته بتاريخ 26 كانون الأول 1937. تسلَّم من بعده إدارة كنيسة مار ميخائيل الأب الياس كبوجي (1870 – 1956) حتى وفاته في 19 آذار 1956وقد عُرِف ببلاغة عظاته، ثم خلفه الأب إيلاريون عبجي (1887 – 1960) والدته أدلا ابنة رزق الله حمصي وأخت الوجيه ألبير حمصي ووُضِعَ الأب يوسف جمل (1910 – 1976) العام 1954 ليُساعد رعية وكنيسة مار ميخائيل، وبدأ عندها فكرة “المكتبة الروحية” التي تم تدشينها العام 1968. وعِيّن الأب جورج ماني (1920 -2012 ) مسؤولاً عن كنيسة مار ميخائيل العام 1966
استلم الأب بطرس جحا (1893 – 1986) رعية كنيسة مار ميخائيل وجعله المطران أثناسيوس توتونجي نائباً عاما للطائفة ومنحه رتبة أرشمندريت العام 1967 وثبّته المطران ناوفيطوس إدلبي نائباً له مع منحه رتبة الاكسرخوس، واحتفل بيوبيله الكهنوتي الذهبي في 17 تموز 1977 وقد قدم تكاليف صالون الكنيسة حيث نجد صورته الزيتية (الصورة) تزيّن صالون كنيسة مار ميخائيل .
وعُين ليساعدهما الأب جبرائيل سمّان (1916 – 1995)، وأشرف على بناء وتحويل الأبنية الملحقة بالكنيسة في باحتها الشرقية لاستعمالها لنشاطات الشبيبة وفي الاستقبالات (حفلات الزواج والتعزية وسواها) والتي دشّنها المطران ناوفيطوس إدلبي العام 1972.
وتابع الأب جبرائيل سمّان إدارة رعية كنيسة الملاك ميخائيل حتى استقالته العام 1991 ببلوغه الخامسة والسبعين من العمر وتوفي في 21 كانون الأول 1995 وكان يساعده الأب حكمت جاموس (1938 – 2003) الذي تابع مشاريع الأب يوسف جمل في المكتبة الروحية المقابلة للكنيسة ومشروعي الصم والبكم والمعاقين منذ العام 1976. وأصبح الأب أغناطيوس ديك (1926 – 2013) نائب الأسقف والمسؤول عن رعية كنيسة مار ميخائيل إثر وفاة الأب بطرس جحا وبمساعدة الأب حكمت جاموس. ويتابع الأب بيير مصري المسؤول عن المكتبة الروحية رعاية كنيسة الملاك ميخائيل ومؤمنيها. وقد تم العام 19 نصب تمثال كامل لمثلث الرحمات البطريرك مكسيموس الرابع الصائغ (1878- 1967)من عمل الفنان النحات وحيد استانبولي في ركن من باحة مقدمة مدخل الكنيسة أسوة بتمثال البطريرك مكسيموس الثالث مظلوم ( 1779 – 1855) المقام في باحة كاتدرائية رقاد العذراء مريم في حي الجديدة(1).