ولد سلامة عبيد في السويداء عام 1921، وهو ابن الشاعر والمجاهد علي حسين عبيد أحد أركان الثورة السورية الكبرى.
كان لوالدته أم نايف شريفة منصور عبيد أثر واضح في حياته، فقد كانت الوريثة الوحيدة لواحد من كبار الأثرياء وملاك الأراضي في لبنان، وبالرغم من اعتيادها على حياة الترف فقد رافقت المجاهدين إلى الصحراء حيث ذاقوا مرارة الجوع والعطش والحرمان في صحراء بالغة الوحشية والقسوة.
بعد عودتهم من الصحراء اصطحبت أم نايف أولادها إلى لبنان لتمكينهم من الدراسة في أفضل المدارس والجامعات، و بالرغم من أن الثورة استنفذت كل ثروتها، فقد جاهدت جهاد الابطال، واستطاعت بإصرارها وقوة شكيمتها أن تنجح في تعليم أولادها، وقد درس الراحل في الجامعة الوطنية في عاليه، وكان من أساتذته الأديب مارون عبود الذي رعى موهبته وشجعه على الكتابة، ثم انتقل إلى الدراسة في الجامعة الأميركية، حيث حصل على الماجستير بدرجة الشرف الممتازة.
عاد إلى السويداء عام 1951 ليعمل في التدريس والإدارة، ثم مديراً للتربية.
سمي عضواً في مجلس الأمة – الإقليم الشمالي.. سورية 1960 – 1961م.
سافر إلى الصين، حيث أشرف على تأسيس قسم اللغة العربية في جامعة بكين، كما عمل في التدريس في جامعة بكين، ووضع القاموس الصيني –العربي و عدداً كبيراً من الكتب التعليمية للطلاب الصينيين.
– شارك في العديد من المؤتمرات الأدبية وألقى عشرات القصائد في سورية ولبنان والعراق ومصر والمغرب والإمارات.. وكذلك في مؤتمرات عالمية أهمها: مؤتمر الأدباء الآسيويين الافريقيين في بكين عام 1964.
الأنشطة الاجتماعية والثقافية والسياسية
- مدير بيت اليتيم في السويداء
- عضو اتحاد الكتاب العرب.
- عضو في جمعية العروة الوثقى ورئيس تحرير مجلتها.
- مؤسس ومتابع لعدد من الأنشطة الثقافية والرياضية في السويداء: أسس نادي الفنون الجميلة وكان أول مدير له، بذل اهتماما كبيرا بالنشاط الكشفي، المسرح المدرسي، المنتديات الثقافية، المكتبات المدرسية، والمعارض.
- كان من الروّاد الذين اهتموا بالآثار والتعريف بها وطباعة بروشورات عن المحافظة، وتوثيق الأشخاص والاحداث والأماكن بالكاميرا.
- كان مدافعاً عن البيئة ومهتماً بالزراعة…وقد قام بمشاركة الاستاذ المرحوم جميل عبيد بتوثيق الثروة النباتية في جبل العرب.. كما شجع على غرس التفاح وعلى التشجير وعلى الاهتمام بالمدارس الريفية.
* كتب قصيدة ” الله والغريب” يدعو فيها الله أن يتوفّاه في بلده..
“يا ربِّ، لا تُغمض جفوني هنا
هنا، قلوب الناسِ بيضاءُ
وأرضُهُمْ ماءٌ وأفياءُ
لكنَّ بي شوقاٌ إلى أرضي
لجبل الريّانِ والساحل
ألقي عليه نظرةَ الراحل”
واستجاب الله لدعائه، وتوفّي بعد يوم واحد من وصوله إلى الوطن في 25 اذار 1984.
كتب الأديب مارون عبود:
” لكأني بالأستاذ عبيد قد جعل من حياته ملحمة من حيث لا يدري . وهو مع كل ما قاسى من شقاء ظل شامخ الرأس كالسنديانة التي لم تطأطئ رأسها للعاصفة .”
سلامة عبيد واضع أول قاموس كبير صيني-عربي في التاريخ بصفحات تجاوزت الألفين من الحجم الكبير جدا، الشاعر الذي كتب “لا لن أكون” وكتب ” من دمانا” وكتب : “أغنية الخريف ” التي تم ادراجها في المنهاج الرسمي الكويتي ، وقصيدة ” في غد تزحف الجموع ” المدرجة في منهاج البكالوريا السورية ،ونشيد “هتف النصر وغنّى” الذي فاز بجائزة نشيد الجيش ، كاتب المسرحية الذي مثلت مسرحيته الشعرية “اليرموك ” في القاهرة عم 1947،صاحب ديوان “لهيب وطيب” صدر عام 1960 وديوان ” الله والغريب” صدر بثلاثة طبعات بعد وفاته… سلامة عبيد الذي وثق أحداث الثورة السورية الكبرى في كتاب عمل عليه لمدة 20 عاما ، ويعد اول واشمل وادق مرجع تاريخي عن الثورة ..سلامة عبيد الذي كتب روايته الرائعة ” أبو صابر” وكتب القصة القصيرة ووثق الامثال الشعبية … وترجم … ووضع الكتب الجامعية لطلاب قسم اللغة العربية في بكين .. وغير ذلك كثير ..
كتب الدكتور فيصل حصيد من الجزائر : (جئنا إلى جبل العرب فوجدنا جبلين، الأول جبل العرب والجبل الثاني سلامة عبيد).
كتب الدكتور عبد الكريم الأشتر : (أحب أن يصدقني من يقرؤني، أنّ في حياتنا عبقريات حقيقية أصدقُ نبوغاً ممّا نظن، وقدرات عالية على الابتكار. وجمالاً في النفوس، وغنى في الفكر يصلحان أن نتعلم منهما المحبة والإخلاص والايثار والتضحية)(1).
(1) سلمى عبيد، موقع التاريخ السوري المعاصر