وثائق سوريا
مقابلة علي صدر الدين البيانوني مراقب الإخوان المسلمين مع نشرة “ميد إيست ميرور”

أجرى علي صدر الدين البيانوني مراقب جماعة الإخوان المسلمين في سورية حواراً مع نشرة “ميد إيست ميرور” الصادرة في لندن بعيد وفاة حافظ الأسد، ونشرت ملخصاً عنه صحيفة القدس العربي في العدد الصادر يوم السبت 17 حزيران عام 2000م.
ملخص الحوار كما نشرته صحيفة القدس العربي:
قال المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في سورية إن بشار الأسد ليس مسؤولاً عن الأحداث الدامية التي شهدتها البلاد مطلع الثمانينيات.
وأضاف البيانوني في حول مطول أجرته معه نشرة “ميد إيست ميرور” الصادرة في لندن إن الإخوان المسلمين يعترضون على الطريقة التي عدل بها الدستور في سورية لتمهيد الطريق أمام تولي بشار الأسد السلطة خلفاً لوالده، ولكن “لا نعتبره مسؤولاً عما حدث في الماضي سواء كان في حماة أو غيرها”.
وأوضح البيانوني أن فرص بشار الأسد في تولي السلطة تبدو كبيرة الآن بعد عملية إعداد طويلة قام بها والده، وشملت تغييرات في مواقع عدة في الدولة من أجل إضعاف معارضيه.
وأشار البيانوني في الحوار إلى أن الاخوان المسلمين في سورية لا يطالبون بتقنين عمل الجماعة في البلاد فقط فهي محظورة منذ إنقلاب البعث عام 1963 ولكنهم يطالبون بعودة الديمقراطية والحريات العام ما سيسمح لهم بأن يعبروا عن رأيهم ويمارسوا العمل من خلال “إطار” سياسي علني.
وأكد أن الإخوان المسلمين في مفاوضاتهم مع النظام في عهد حافظ الأسد كانوا يطالبون بالانفتاح وحرية العمل السياسي واحترام حقوق الإنسان، ولم يكن محل النقاش مسألة عودة أفراد الجماعة إلى البلاد لأن الإخوان يرفضون العودة دون ممارسة حقوقهم السياسية.
وأوضح المراقب العام للإخوان المسلمين في سورية خطوات عدة يمكن أن تتخذها القيادة الجديدة في دمشق تعبيراً عن الانفتاح وأولها إطلاق سراح آلاف المعتقلين السياسيين وإصدار عفو عن المبعدين من الإخوان المسلمين وأنصارهم الذين أصبحوا يعدون بعشرات الآلاف والسماح بعمل الأحزاب السياسية لأنه ليس في سورية أحزاب غير تلك المتحالفة مع حزب البعث الحاكم في “الجبهة الوطنية التقدمية”.
وقال البيانوني إن الإخوان سيتعاملون بإيجابية واعتدال مع أي طرج لإنهاء الأزمة في سورية، ولكنهم يتوقعون أن تأتي الخطوة الأولى من دمشق لأنهم “لا يملكون ما يعطونه” حسب قوله في إشارة إلى رفض التنازل عن أي من مطالبهم.
وشدد البيانوني أن على السلطة السورية أن تلغي قانوناً أصدرته عام 1980 لتبرير مجزرة “تدمر” التي وقعت بحق مئات الاخوان المسلمين بحكم الإعدام على أعضاء الجماعة والمتعاطين معها.
وأضاف البيانوني أن الاخوان المسلمين لم يرفضوا الدخول في مصالحة مع الحكم السوري سابقاً، وجرت مفاوضات مباشرة بين الطرفين عن 1984- 1987 ولكنها لم تؤد إلى شئ.
وقال إن إبعاد اللواء علي دوبا عن قيادة المخابرات العسكرية في وقت سابق من العام الحالي اعتبر “إشارة” إيجابية من دمشق لأن دوما هو الذي فاوض الإخوان في الماضي، ورفض التوصل إلى حل للمشكلة لأنه كان أحد المستفيدين من استمرار النزاع حسب تعبيره.
ونقلت “ميد إيست ميرور” عن البيانوني قوله: إنه إذا كان بشار الأسد مستعداً حقاً للسماح بالحريات المدنية واتخاذ خطوات ولو تدريجية نحو الدمقرطة والتعددية السياسية واحترام حقوق الإنسان، وإقامة نظام حكومي قائم على المؤسسات “فسوف نتعامل معه وكأنه شيئاً لم يحدث”.
وذكرت النشرة أن البيانوني قال إنه على الرغم من عدم حدوث اتصال بين الإخوان المسلمين ومعاوني بشار الأسد فإن الجماعة تنظر بإيجابية إلى أي إشارات تصدر عنهم، ومستعدة للتعاون لمصلحة البلاد حسب خطابها السياسي “المعتدل” على حد قوله.
ورفض البيانوني في الحوار محاولات إحداث فتنة طائفية في سورية، ولكنه قال إن سياسات الرئيس الراحل حافظ الأسد التي قربت أبناء الطائفة العلوية هي التي أوجدت المشكلة إذ أن 90 في المئة من السكان فقط.
وأعرب المراقب العام للإخوان المسلمين عن اعتقاده أنه إذا صدقت نية بشار الأسد “لإعادة التوازن” كما نقل فسيكون عليه فعل ذلك بالتدريج آخذاً بعين الاعتبار أن الترتيبات الحالية مضى عليها ثلاثة عقود.
ويضيف البيانوني إن الحل يكون بإنهاء “العلم الإجتماعي” وتأكيد الفرص المتساوية أمام جميع المواطنين في سورية ويجب التعامل مع موضوع الطائفية بحكمة لأن الأديان والطوائف موجودة في سورية منذ آمد بعيد وما ردود الفعل السلبية هو “سوء استغلال السلطة”.
وحول علاقة الإخوان المسلمين بالأردن الذي يقيم فيه قادة الجماعة المحظورة في سورية منذ عقدين نفى البيانوني أن تكون الجماعة تعرضت لضغوط بعد تحسن العلاقات بين دمشق وعمان، وقال إن الإخوان يفضلون عدم إحراج السلطات الأردنية وخاطب محاوريه قائلاً “لعلك لاحظت أنني اخترت التحدث إليك من ألمانيا بدلاً من الاردن”.
واضاف : “لا نريد أن نكون السبب في مشكلة “في إشارة إلى التقارب في العلاقات بين سورية والأردن الذي رحبت به الجماعة سابقاً.
ورداً على سؤال أكد البيانوني أنه ليس لجماعة الإخوان المسلمين وجود تنظيمي داخل سورية، ولم تحاول إيجاد قاعدة تنظيمية لها حيث يعتبر الإنماء إلى الإخوان “جريمة” وقال : “لا نريد أن نعرض حياة الناس للخطر ولا أن نزيد معاناتهم”، غير أنه استدرك بقوله: “أما إذا كنت تقصد الحضور الشعبي الذي يدعمنا فجوابي إن هناك حضوراً كبيراً في الواقع وهو جزء من الصحوة الإسلامية في المنطقة”.
المراجع والهوامش:
(1). صحيفة القدس العربي- لندن، العدد الصادر يوم السبت - الأحد 17-18 حزيران عام 2000
