د. عادل عبدالسلام (لاش) – التاريخ السوري المعاصر
يوم تأسيس الجمعية الخيرية الشركسية
نشر الأخ فراس ياور على صفحته (التجمع الشركسي السوري) في الخامس من حزيران / يونيو لسنة 2018 الكلمة التالية أدرجها كما وردت في الأصل:
(يد بيد لنرتقي :
افضل باكورة هدية يقدمها التجمع الشركسي السوري لاهله الشراكس في سورية وخصوصا نحن في العشر الاخير من رمضان نقترح على اخوتنا سواء من كان داخل اوخارج سورية ان يشاركنا براينا ولايخالفنا لان الله مع الجماعة في اي عمل خير!
لذلك نقترح عليكم ان يكون يوم اعلان تاسيس الجمعية الشركسية والتي كان اسمها ( جمعية المقاصد الخيرية الشركسية ) اعتباره يوم وطني لشراكسة سورية وفيه تتم الاحتفالات وتقديم الحالفة واقامة الرقصات بمشاركة الجميع دون استثناء \\\
ونلفت النظر باننا نطلب من الدكتور عادل عبد السلام والسيد بدر الدين اواري ان يتشاورا ويحددان اليوم حسب معرفتهم واجتهادهم وبذلك نكون قد حققنا الهدف الكبير اعادة اللحمة الاخوية لعائلتنا الشركسية …
حييوا معي وبكلمة واحدة تحيا جمعيتنا ويحي شراكسة سورية وشراكسة العالم قاطبة وشعارنا الاول والاخير يد بيد لنرتقي ؟؟ ) أ.هـ.
وتعليقاً على ماجاء فيها أود القول:
1- أن اسم الجمعية الخيرية الشركسية يوم إعلاان تأسيسها لم يكن (جمعية المقاصد الخيرية الشركسية)، بل كان (الجمعية الخيرية الشركسية).
2- جاء تغيير الاسم في عام 1959، من (الجمعية الخيرية الشركسية) إلى (جمعية المقاصد الخيرية الشركسية) نتيجة رفض رئيس الجمهورية العربية المتحدة جمال عبدالناصر ليس للاسم فقط، بل و لوجود الجمعية الشركسية في سورية (الإقليم الشمالي) أصلاً. وطلب إغلاقها فوراً، وذلك إثر حادثة مهرجان الملعب البلدي بدمشق وهي كمايلي (أقتبسها من سيرتي الذاتية):
” في سنة 1959 كانت الجمعية ضمن واحدة من المؤسسات الاجتماعية المدنية المحلية السورية، والأجنبية (المدارس، والمشافي، والجمعيات وغيرها) التي نظر إليها أولو الأمر في القاهرة، البعيدين عن فهم تعقيدات التركيبة السكانية والاجتماعية في الإقليم الشمالي للجمهورية العربية، نظرة سلبية. وكان مخططاً للجمعية الخيرية الشركسية إضافة إلى ذلك، أن تُحل لِما كان يحمله جمال عبد الناصر من موجدة تجاه شراكسة مصر وبصورة خاصة الضباط الشركس في الجيش المصري منذ عهد أحمد عرابي وحتى الثورة…….. ولقد عبر عبد الناصر عن موقفه من الشركس في مهرجان إقيم في دمشق (في الملعب البلدي) في سنة 1958، مر فيه نحو مائة من فرسان الشركس بلباسهم القومي أمام منصة عبد الناصر وضيفة الرئيس اليوغوسلافي تيتو، ولما استفسر عنهم وقيل له أنهم المغاوير الشركس، رد بقوله: (إننا قضينا على هؤلاء (…دُول…) في مصر، طلعوا لنا هِنا كمان، حَ خَلّص عليهم….).
وتشاء الصدف أن يكون بين أفراد الحرس الخاص للزعيمين من سمع هذا التصريح من عبد الناصر، أحد رقباء مرافقة الزعيمين من الشرطة العسكرية، وهو الشركسي حلمي حلاو أحد أصدقائي من قرية السلمنية (الصرمان ثم العدنانية)، الذي أعلمنا بذلك في مساء اليوم نفسه. وأوعز عبد الناصر بعدها بحل الجمعية الخيرية الشركسية مما أدى إلى استفارنا. لكن نصيحة عدد من رجالات سورية وعلى رأسهم شكري بك القوتلي رئيس الجمهورية السورية السابق، وتنويههم بدور الشركس السوريين المشرف وبطولاتهم وتضحياتهم في معارك فلسطين، غيرت الموقف من حـــــل للجمعية إلى الاكتفاء بتغيير اسمها إلى ” جمعية المقاصد الخيرية “، أولاً، ثم إلى ” جمعية المقاصد الخيرية الشركسية”، لوجود جمعيات أخرى في المنطقة (لبنان) تحمل الاسم المذكور، أي أضيفت إليه كلمة (الشركسية) لتمييزها من الجمعيات الأخرى” . أهـ.
3- استعادت الجمعية في تسعينات القرن الماضي اسمها الأصلي الذي ما زالت تحمله إلى اليوم.
وحسما لأي سجال أو جدال محتمل، أُدرج صورة عن كتاب تأسيس الجمعية ومؤسسيها وبينهم المرحوم والد الأخ فراس (يشار إسماعيل –ياور-). فبعد استلام المؤسسين لموافقة السلطات الرسمية على تأسيس الجمعية في 1 أيلول/ سبتمبر من سنة 1948عقدالمؤسسون اجتماع إعلان تأسيس الجمعية في: الثاني من أيلول/سبتمبر من سنة 1948، الموافق لـ 28 شوال سنة 1367 هجرية. وهو يوم ولادة الجمعية الخيرية الشركسية في سورية، التي سلخت من عمرها 70 عاماً اليوم.