
د. عادل عبدالسلام (لاش) – التاريخ السوري المعاصر
يوم تأسيس الجمعية الخيرية الشركسية
نشر الأخ فراس ياور على صفحته (التجمع الشركسي السوري) في الخامس من حزيران / يونيو لسنة 2018 الكلمة التالية أدرجها كما وردت في الأصل:
(يد بيد لنرتقي :
افضل باكورة هدية يقدمها التجمع الشركسي السوري لاهله الشراكس في سورية وخصوصا نحن في العشر الاخير من رمضان نقترح على اخوتنا سواء من كان داخل اوخارج سورية ان يشاركنا براينا ولايخالفنا لان الله مع الجماعة في اي عمل خير!
لذلك نقترح عليكم ان يكون يوم اعلان تاسيس الجمعية الشركسية والتي كان اسمها ( جمعية المقاصد الخيرية الشركسية ) اعتباره يوم وطني لشراكسة سورية وفيه تتم الاحتفالات وتقديم الحالفة واقامة الرقصات بمشاركة الجميع دون استثناء \\\
ونلفت النظر باننا نطلب من الدكتور عادل عبد السلام والسيد بدر الدين اواري ان يتشاورا ويحددان اليوم حسب معرفتهم واجتهادهم وبذلك نكون قد حققنا الهدف الكبير اعادة اللحمة الاخوية لعائلتنا الشركسية …
حييوا معي وبكلمة واحدة تحيا جمعيتنا ويحي شراكسة سورية وشراكسة العالم قاطبة وشعارنا الاول والاخير يد بيد لنرتقي ؟؟ ) أ.هـ.
وتعليقاً على ماجاء فيها أود القول:
1- أن اسم الجمعية الخيرية الشركسية يوم إعلاان تأسيسها لم يكن (جمعية المقاصد الخيرية الشركسية)، بل كان (الجمعية الخيرية الشركسية).
2- جاء تغيير الاسم في عام 1959، من (الجمعية الخيرية الشركسية) إلى (جمعية المقاصد الخيرية الشركسية) نتيجة رفض رئيس الجمهورية العربية المتحدة جمال عبدالناصر ليس للاسم فقط، بل و لوجود الجمعية الشركسية في سورية (الإقليم الشمالي) أصلاً. وطلب إغلاقها فوراً، وذلك إثر حادثة مهرجان الملعب البلدي بدمشق وهي كمايلي (أقتبسها من سيرتي الذاتية):
” في سنة 1959 كانت الجمعية ضمن واحدة من المؤسسات الاجتماعية المدنية المحلية السورية، والأجنبية (المدارس، والمشافي، والجمعيات وغيرها) التي نظر إليها أولو الأمر في القاهرة، البعيدين عن فهم تعقيدات التركيبة السكانية والاجتماعية في الإقليم الشمالي للجمهورية العربية، نظرة سلبية. وكان مخططاً للجمعية الخيرية الشركسية إضافة إلى ذلك، أن تُحل لِما كان يحمله جمال عبد الناصر من موجدة تجاه شراكسة مصر وبصورة خاصة الضباط الشركس في الجيش المصري منذ عهد أحمد عرابي وحتى الثورة…….. ولقد عبر عبد الناصر عن موقفه من الشركس في مهرجان إقيم في دمشق (في الملعب البلدي) في سنة 1958، مر فيه نحو مائة من فرسان الشركس بلباسهم القومي أمام منصة عبد الناصر وضيفة الرئيس اليوغوسلافي تيتو، ولما استفسر عنهم وقيل له أنهم المغاوير الشركس، رد بقوله: (إننا قضينا على هؤلاء (…دُول…) في مصر، طلعوا لنا هِنا كمان، حَ خَلّص عليهم….).
وتشاء الصدف أن يكون بين أفراد الحرس الخاص للزعيمين من سمع هذا التصريح من عبد الناصر، أحد رقباء مرافقة الزعيمين من الشرطة العسكرية، وهو الشركسي حلمي حلاو أحد أصدقائي من قرية السلمنية (الصرمان ثم العدنانية)، الذي أعلمنا بذلك في مساء اليوم نفسه. وأوعز عبد الناصر بعدها بحل الجمعية الخيرية الشركسية مما أدى إلى استفارنا. لكن نصيحة عدد من رجالات سورية وعلى رأسهم شكري بك القوتلي رئيس الجمهورية السورية السابق، وتنويههم بدور الشركس السوريين المشرف وبطولاتهم وتضحياتهم في معارك فلسطين، غيرت الموقف من حـــــل للجمعية إلى الاكتفاء بتغيير اسمها إلى ” جمعية المقاصد الخيرية “، أولاً، ثم إلى ” جمعية المقاصد الخيرية الشركسية”، لوجود جمعيات أخرى في المنطقة (لبنان) تحمل الاسم المذكور، أي أضيفت إليه كلمة (الشركسية) لتمييزها من الجمعيات الأخرى” . أهـ.
3- استعادت الجمعية في تسعينات القرن الماضي اسمها الأصلي الذي ما زالت تحمله إلى اليوم.
وحسما لأي سجال أو جدال محتمل، أُدرج صورة عن كتاب تأسيس الجمعية ومؤسسيها وبينهم المرحوم والد الأخ فراس (يشار إسماعيل –ياور-). فبعد استلام المؤسسين لموافقة السلطات الرسمية على تأسيس الجمعية في 1 أيلول/ سبتمبر من سنة 1948عقدالمؤسسون اجتماع إعلان تأسيس الجمعية في: الثاني من أيلول/سبتمبر من سنة 1948، الموافق لـ 28 شوال سنة 1367 هجرية. وهو يوم ولادة الجمعية الخيرية الشركسية في سورية، التي سلخت من عمرها 70 عاماً اليوم.
تعد الجمعية الخيرية الشركسية واحدة من أبرز الجمعيات الأهلية المهتمة بخدمة المجتمع في الجمهورية العربية السورية، وهي جمعية معترف بها رسمياً منذ شهرأيلول سنة 1948، ومشهرة فيما بعد بتاريخ 8 أيلول سنة 1959 برقم 65 مع تغييــــــــــر اسمها إلى ” جمعية المقاصد الخيرية الشركسية “. وتسيرفي أنظمتها ومبادئها على قانون الجعيات الخيرية السورى. وتتبع وزارة الشؤون الاجتماعية و العمل في سورية. ومقر الجمعية الرئيسي هو في مدينة دمشق، ولها اليوم فروع في عدد من المحافظات السورية ( محافظة ريف دمشق، محافظة حمص، ومحافظة حلب)، ويحق لها افتتاح فروع لها في غيرها. أما أهدافها فهي تقديم الخدمات الاجتماعية، والصحية، والثقافية، والفنية، والرياضية لشراكسة سورية وغيرهم من المواطنين. ولها الحق في قبول التبرعات وأموال الزكاة رسمياً.
سبق تأسيس الجمعية الخيرية الشركسية في سورية، قيام جمعيات وأندية شركسية مختلفة في منطقة القنيـــــطرة ( محافظة القنيطرة اليوم) حيث كان أكبر تجمع للشركس في سورية، وفي مدينة دمشق، لكن معظمها لم يكن مرخصاً له، فلم تعش طويلاً، باستثاء بعض الأندية الرياضية التي عاشت فترات أطول نسبياً في الجولان ومرج السلطان. وكانت أهدافها خيرية وثقافية ورياضية. ففكرة إنشاء الجمعيات بين شراكسة سورية قديمة وترجع إلى عدة عقود سبقت قيام الجمعية الحالية. أقدمها ” جمعية التعليم والتعاون الجركسية ” التي تأسست بدمشق سنة 1928، وكان رئيسها هارون بلناو.
ومع استقلال سورية وخروج جيوش الانتداب الفرنسي منها سنة 1946، زادت رغبة الشركس في إنشاء جمعية رسمية ترعاها دولة الاستقلال، لكنها أمنية لم تتحقق إلاّ في سنة 1948. وكان الدافع الرئيسي لذلك هو دخول الجيش السوري المعارك في تلك السنة و ما خلفته الحرب العربية- الإسرائيلية الأولى من ويلات.
ففي الخامس عشر من شهرأيار من سنة 1948، دخلت الجيوش العربية أرض فلسطين، وشن الجيش السوري هجومه على القوات الإسرائيلية عند الساعة التاسعة من صباح اليوم المذكور. ودامت الحرب متقطعة حتى 18 تموز 1948. وكانت النتيجة ضياع فلسطين، وتهجير مئات آلاف الفلسطينيين. ولم تقتصر الكارثة على الفلسطينيين بل طالت شراكسة سورية، الذين كان يشكل شبابهم نحو 16٪ من إجمالي الجيش السوري الذي كان عدده لايزيد على 900 جندي حينذاك. إذ سقط منهم عشرات الشهداء، الذين سطروا بدمائهم ملاحم بطولية باحتلال الكتيبة الشركسية معظم المستعمرات الإسرائيلية في سهل الحولة وطبرية، تلك الكتيبة التي كانت تشكل رأس حربة الجيش السوري للمهمات المستحيلة، والتي كان لها شرف استرجاع موقع تل العزيزيات السوري من يد القوات الإسرائيلية، التي اجتازت الحدود الدولية ودخلت الأراضي السورية. وتم استرجاع التل قبيل ساعات من إعلان الهدنة الثانية (18 تموز 1948)، وسقط في معركتها الشهيد جواد أنزور وعدد كبير من جنود الكتيبة، والمغاوير الشركس، دفاعاً عن الأرض العـــــربية و سورية، البلد الذي حمى أجدادهم الناجين من الإبادة الروسية، من الفناء، والذي أصبح وطنهم الجديد يزودون عن حياضه بالنفس والنفيس.
نجم عن سقوط الأعداد الكبيرة من الشهداء الشركس، في معارك جيش الإنقاذ(1947) والجيش السوري (1948) لتحرير فلسطين وضع مأساوي بالنسبة لأسر الشهداء وذويهم، تمثل بازدياد فقرهم فقراً، بفقدهم المعيلين، ومن هم في عنفوان سن العطاء. فكانت النتيجة ارتفاع نسبة الأيتام والنسوة الأرامل والأسر التي بقيت من دون معيل في المجتمع الشركسي عامة. وعلى الرغم من روح التعاون المعروفة في الدستور والعادات الشركسية (الأديغة خابزه)، وتقديم العون لهؤلاء من الأقارب والقادرين، تبين أن الوضع أسوأ مما تصوره الشركس، فتنادى الكثيرون من رجالات الشركس إلى إنشاء جمعية هدفها الرئيسي خيري، تقدم العون والمساعدات لأسر الشهداء الشركس وغيرهم. واجتمعوا تلبية لدعوة المرحوم المحامي والقانوني يوسف صلاح الدين تاموخ، في صيف 1948 للتباحث في أمرمساعدة أسر الشهداء وذويهم، والسعي لإنشاء جمعية خيرية لهذا الغرض. ولاقى الموضوع الاستحسان فتم تقديم الطلب إلى الجها ت المعنية في الدولة. وكان الرد بالإيجاب والمــــــوافقة على تأسيس ” الجمعية الخيرية الشركسية” رسميا يوم الأربعاء الموافق لـ 27 شوال 1367 الموافق لـ 1 أيلول 1948، والتي نحتفل اليوم بمرور ستين سنة على إنشائها.
ونظراً لأهمية هذا الحدث نورد فيما يلي النداء الأول الذي أصدره المؤسسون الأوائل للجمعية، وهم السادة:
يوسف صلاح الدين تاموخ، ومحمد علي عزمت، و يوسف يوغار، و عاكف شريف، وعابدين محمد برت، و يشار إسماعيل، ومحمد شكري عثمان، وصادق الداغستاني.
نورده من دون أي تغيير أو تبديل، حتى أننا لم نصحح بعض الأخطاء المطبعية (الهمزات)، ليبقى وثيقة تاريخية تنير الطريق للأجيال القادمة، وهو:
الجمعية الخيرية الشركسية
بدمشق
ايها المواطن الكريم
بعونه تعالى تأسست في دمشق جمعية خيرية باسم ( الجمعية الخيرية الشركسية ) تهدف الى رفع المستوى الثقافي والصحي والاقتصادي. وقد بنيت تلك الأهداف السامية في النظام الاساسي المرفق بالبيان الذي قدم الى الحكومة واخذ به الوصل القانوني بتاريخ 1 ايلول سنة 1948. فالجمعية تدعوك الى الانتساب اليها للمساهمة باعمالها الخيرية بما عرف عنك من حب للخير وتشجيع للفضيلة. ونعلمك ان اجتماع الهيئة العامة للاعضاء المنتسبين سيكون يوم الأحد الساعة الخامسة زوالية بعد الظهر في 8 ذي القعدة عام 1367 الموافق لـ 12 أيلول عام 1948 بدار المحامي الاستاذ يوسف صلاح الدين تاموخ في بناية حسني الحفار قرب وزارة الصحة بدمشق وذلك لانتخاب الهيئة الادارية والنظر في الاعمال التي هي من اختصاص الهيئة العامة بموجب النظام الأساسي المرفق.
المؤسسون:
يوسف يوغار يشار اسماعيل صادق الداغستاني محمد علي عزمت يوسف صلاح الدين تاموخ
محمد شكري عثمان عابدين محمد برت عاكف شريف
دمشق في 28 شوال 1367- 2 ايلول 1948
خاتم الجمعية
( دائرة تحمل كلمة دمشق، حولها كلمات: الجمعية الخيرية الشركسية تاسست 1367 1948)
وعلى الرغم من حصر نشاطها الرسمي بمدينة دمشق ومحافظتها، فإن نشاطَها الفعلي كان يشمل التجمعات الشركسية السورية كافة. وكان عدد أعضائها لايزيد على 140 عضواً في سنتي 1948- 1949. وكان من بين المؤسسين الأوائل القاضي شريف حلمي، والمربي فوزى تسه ي، والمربي محمد علي ماستروق، والقاضي خالد كوخ وغيرهم، و كذلك العديد من الضباط في الجيش والدرك وغيرهم من المفكرين والمربين و رجال الدين.
وقد تعاقب على رئاسة الجمعية وهيئاتها الإدارية حتى كتابة هذه الأسطر (2008) ما يزيد على عشرين رئيساً منتخباً انتخاباً ديموقراطياً، أولهم المحامي والقانوني يوسف صلاح الدين تاموخ، وآخرهم الرئيس الحالي الدكتور أحمد كدكواي. أما مقرها فكان في منزل الأستاذ يوسف صلاح الدين تاموخ، ثم في منطقة سوق ساروجة لفترة قصيرة جداً، ثم في دار في منطقة البحصة سنة 1952. انتقل بعدها إلى منطقة الشركسية في حي العفيف (1959)، ثم في حي الفواخير (1963)، وأخيراً في مقرها الحالي في شارع ابن النفيس في منطقة ركن الدين.
وكان اسم الجمعية قد تغير في زمن الوحدة (سنة 1959) مع مصر إلى ” جمعية المقاصد الخيرية”، لكن المسؤول عن ذلك وجد أن هنالك جمعية تحمل الاسم نفسه في سورية ولبنان، فأعيدت كلمة ” الشركسية ” إلى الاسم الذي أصبح ” جمعية المقاصد الخيرية الشركسية “، وفي أواخر تسعينات القرن الماضي أعيدإ ليها اسمها الأصلي الأول الحالي.
كان الإنجاز المهم الأول للجمعية ، إضافة إلى مهامها الأساسية في مساعدة المحتاجين ورعاية تلاميذ المدارس في التجمعات الشركسية وتقديم الخدمات الصحية والأدوية مجاناً، الإسهام في تحديد مهور زواج الشركسي من شركسية بـ (500 ل.س) لتشجيع الزواج، وتحديد متأخر المهر بـضعف ذلك. الذي ما زال معمولاً به بين معظم شراكسة سورية إلى اليوم. أعقبه نجاح الجمعية في شراء مقرها الحالي في حي ركن الدين سنة 1964.
لكن أهم إنجاز لها كان نقل أكثر من 13000 نسمة من شراكسة الجولان طردتهم إسرائيل من ديارهم، إلى دمشق أولاً ، ثم توزيعهم، وإيوائهم. ثم قيامها ببناء مساكن للمعدمين منهم على أراضي قرية مرج السلطان شرق دمشق. ونظراً لأهمية هذا الحدث في تاريخ الأمة العربية ، ومسلسل اعمال التهجير القسرية بالنسبة للشركس، أخص هذا الإنجاز ببعض العناية لما يعكسه من تضافر العمل الاجتماعي- الشعبي مع العمل الرسمي للمؤسسات الحكومية في سبيل خدمة الفرد والمجتمع في زمن الأزمات والشدائد.
فبعد يومين من بدء حرب عام 1967. وفي الساعة الحادية عشرة والدقيقة الثلاثين من يوم الجمعة التاسع من حزيران هاجم الإسرائيليون الجولان السوري، وتقدم الغزاة باتجاه مدينة القنيطرة، التي تم الاستيلاء عليها قبل ظهر يوم السبت في العاشر من حزيران.
تسببت هذه الحرب بنزوح قرابة 150.000جولاني عن ديارهم خلال ثلاثة أيام. وكان بين هؤلاء نحو 18.000 شركسي من أبناء القرى الشركسية ومدينة القنيطرة. ومع وصول طلائع المهجرين إلى منطقة الحارة في حوران صباح يوم الأحد تم استنفار رجالات شركس دمشق ووجهائها، والعاملين في الجمعية الخيرية الشركسية بدمشق وغيرهم، الذين قدموا المساعدة والعون كل بما يقدر عليه. وقد تم:
1 – تأمين وسائل نقل جماعية لترحيل النازحين من حوران إلى دمشق
2 – تحضير استمارات بذاتية كل نازح، يملؤها من يرافق كل حافلة عائدة إلى دمشق.
3 – البحث عن أماكن إقامة وإيواء لآلاف النازحين. فكان الحل فتح المدارس في منطقة المهاجرين والشركسية والشيخ محي الدين. وهنا كان لموقف معاون وزير التربية الأستاذ محمود الأيوبي النبيل أكبر الأثر في تجاوز هذه العقبة.
4 – تأمين الطعام والشراب والمنامة للنازحين. وقد تم ذلك بشكل لم يكن يتوقعه أحد، نتيجة تعاون سكان المناطق المذكورة، الذين كانوا يستقبلون القادمين من حر حوران وحزيران بأسطل الليمون والعصائر المبردة. وبالأطعمة الساخنة. إضافة إلى الحرامات ومستلزمات النوم. جزاهم الله كل الخير، وجنبهم ويلات الحروب.
5 – تشكيل غرفة عمل لتنظيم الخدمات في منزلي . وتحويل مدرسة طارق بن زياد إلى مقرعمليات لاستقبال النازحين الشركس وتوزيعهم.
6 – الاتصال بالهلال والصليب الأحمر والمنظمات الدولية العاملة في هذا المجال بدمشق، وقد تم ذلك في اليوم الثالث، الذي بدأ فيه وصول المعونات.
7 – الدعوة لعقد اجتماع شعبي موسع في مقر الجمعية الخيرية الشركسية. تمخض عنه تشكيل ( لجنة شعبية عليا لشؤون النازحين). وتم انتخابها، وكان رئيسها رئيس درك سورية المتقاعد الزعيم محمد علي عزمت، والضابط المتقاعد سليمان ناجي، وأمين سرها الدكتور عادل عبدالسلام، مهمتها مساعدة الجمعية في مواجهة هذه الأزمة بحسب توجيهات السلطات المختصة. وبهذه المناسبة لابد من التنويه بسماح رئاسة مجلس الوزراء للجمعية الخيرية الشركسية فقط من دون غيرها بجمع التبرعات رسميا، دليل الثقة والتقدير الذي توليه الدولة للجمعية ولأعمالها ونشاطاتهاً.
وقد انبثقت عن الجمعية واللجنة الشعبية العليا لجان فرعية، كما أوكلت بعض الأعمال إلى أشخاص مسؤولين لتنفيذ المهام المختلفة الواجب إنجازها، ويمكن حصرها بما يلي:
– توفير مستلزمات الحياة والعيش للنازحين، من حيث تأمين الغذاء والكساء والمأوى مع الحفاظ على الكرامة، والنظافة والعناية الصحية والاجتماعية والتعليمية- الثقافية. مع العمل على تقليل أعداد النازحين المقيمين في المدارس إلى الحد الأدنى الممكن.
– مساعدة كل من لديه القدرة المادية من النازحين، ويرغب في ترك المدارس، الملاجئ الأولية الطارئة، على إيجاد السكن المناسب، استئجارًا، بل وفي حالات قليلة ، شراءًا في مدينة دمشق وخارجها.
– العمل على توفير مساكن للمتبقين في المدارس، من النازحين الذين ليس لهم أي معيل أو معين. وذلك في أقرب فرصة ممكنة قبل موعد افتتاح المدارس في مطلع شهر أيلول من عام 1967.
ومع بقاء قرابة 100 أسرة في المدارس، واقتراب موعد تسليم المدارس إلى وزارة التربية، استقر الرأي على بناء تجمع سكني لهم على قطعة أرض عند المدخل الشمالي الشرقي لقرية مرج السلطان. سبقه إيجاد مساكن مؤقتة لهم في مبنى غير مكتمل لمشفى بلدة التل ريثما ينتهي بناء المساكن في مرج السلطان.
يعد بناء مساكن مرج السلطان أبرز عمل خيري قامت به الجمعية الخيرية الشركسية بالتعاون مع اللجنة الشعبية العليا للنازحين إلى الآن، وهو مشروع لم يكن له أن يكتمل لولا رعاية الرئيس الراحل الفريق حافظ الأسد له، ووضع حجر أساسه اللواء عدنان نجار؟؟؟؟؟؟؟(طلاس) بالنيابة في الثامن من تموز سنة 1971. وبعد سنة تماماً نقلت الأسر المذكورة إلى تلك المساكن، التي مازالت تعيش فيها تحت إشراف الجمعية، بانتظار تحرير الجولان واستعادته، والعودة.
أما في المجال الثقافي، فقد سارت الجمعية ومنذ أعوامها الأولى على نهج مساعدة تلاميذ المدارس وتزويدهم بالأدوات المدرسية والكتب، بل وبالألبسة للمحتاجين. وتطور ذلك فيما بعد ومع ازدياد أعداد مرتادي المدارس الإعدادية والثانوية إلى إقامة دورات تعليمية لتلاميذ الشهادات. ومازال هذه السنة متبعة إلى يومنا هذا. وكان المدرسون وما زالوا من أبناء الجمعية وأعضائها المتبرعين، مثلهم مثل جميع الذين عملوا في بناء مساكن مرج السلطان، والأطباء المعالجين لمرضى الجمعية و غيرهم. كذلك دأبت الجمعية على إصدار تقويم سنوي باللغتين العربية والشركسية منذ عام 1951. كما قامت بالتعاون مع نادي الجيل الجديد في عمان بطباعة كتاب الألفباء الشركسية بالأحرف اللاتينية سنة 1952، وبها طَبعت أشعار ومؤلفات الشاعر والأديب الشركسي الكبير شعبان كوبة، في خمسينات القرن العشرين.
كما بدأت بإصدار نشرة ثقافية غير دورية متواضعة، تطورت إلى مجلة (إلبروز) اليوم. وقل الشئ نفسه بالنسبة للنشاط الفني والفولكلور الشركسي، الذي أصبح جزءاً من التراث الفولكلوري السوري، وأصبح لفرقة الجمعية الفولكلورية للرقص الشركسي حضورها المميز في شتى المناسبات.
ومع ذلك لم تكن دروب الجمعية كلُها مفروشة دوماً بالورود، إذ تعرضت خلال العقود المنصرمة إلى خطرين هددا استمرارها وجودها. ففي سنة 1959 كانت الجمعية ضمن واحدة من المؤسسات المحلية السورية، والأجنبية (المدارس، والمشافي، والجمعيات وغيرها) التي نظر إليها أولي الأمر في القاهرة، البعيدين عن فهم تعقيدات التركيبة السكانية والاجتماعية في الإقليم الشمالي للجمهورية العربية، نظرة سلبية. وكان مخططاً للجمعية أن تحل، لكن نصيحة عدد من رجالات سورية، غيرت الموقف من حـــــل للجمعية إلى تغيير اسمها إلى ” جمعية المقاصد الخيرية ” كما ذكرنا.
أما الخطر الثاني فكان في سنة 1982-1983، حين قررت السلطات المسؤولة حل جمعيات سورية مختلفة، بعد القيام بمسح شامل لها و دراسة أعمالها وتقويم نشاطاتها وماضيها. وكانت الجمعية الخيرية الشركسية بينها. وكان الدافع لهذا الإجراء تجاوزات قامت بها بعض الجمعيات، التي تم إغلاقها فعلاً، وخرجت جمعيتنا من تلك الأزمـة بسمعة عطرة و تطمينات مريحة، لمتابعة مسيرة الخير والعطاء في خدمة المجتمع.
إن نشاطات الجمعية، وعلى الرغم من الموارد الشحيحة التي تحد منها أحياناً، مستمرة بتطور ونمو مطردين، مع ارتفاع نسبة المنتسبين إليها من الأطباء والمهندسين والفنانين والكتاب والمفكرين والمثقفين وغيرهم من المتبرعين للعمل الخيري كل في مجال تخصصه، الأمر الذي أسهم في توسع نشاطات الجمعية في الأنحاء التي يعيش فيها الشركس الذين يصل عددهم إلى نحو 140.000 نسمة في سورية اليوم. ومن مظاهر هذا التوسع سماح الدولة للجمعية بفتح فروع لها في حمص، وحلب، ومرج السلطان، وقدسيا، والكسوة، وضاحية حرستا، والجولان. وكذلك افتتاح نادي الإحسان للأطفال، ومركز تعليم اللغات، وارتفاع عدد أعضائها اليوم إلى نحو 7000 عضو. وتسهم الجمعية في شتى النشاطات المختلفة في المناسبات والمهرجانات الوطنية والقومية في سورية، حيث تلقى الترحيب والتقدير. كان آخرها التقدير الذي ناله فرعها في قدسيا لدوره الكبير في مساعدة اللبنانيين الهاربين من جحيم القتال في الجنوب اللبناني سنة 2006.






قانون إدخال تعديلات على بعض التشريعات المتعلقة بشؤون التعاون
إعلان تأسيس الجمعية الخيرية الشركسية في دمشق