أعلام وشخصيات
طاهر البني
يُعد الفنان والباحث التشكيلي طاهر البني أول من كتب تاريخ الفن التشكيلي في سورية وذلك من خلال كتابه ( ذاكرة الفن التشكيلي في سورية ) الصادر عن وزارة الثقافة السورية بين عامي 2003 – 2006 وهو كتاب يقع في ثلاثة أجزاء ، يستعرض تاريخ فنون الرسم والنحت والفسيفساء وسواها من الفنون التشكيلية التي ظهرت في سورية منذ 8000 سنة قبل الميلاد إلى 2000 سنة بعد الميلاد .
الفنان طاهر البني مواليد حلب 1950 .
درس فنون التصوير والرسم في مركز فتحي محمد للفنون التشكيلية في حلب .
تخرج في كلية الآداب جامعة حلب – قسم اللغة العربية .
عمل في تدريس التربية الفنية واللغة العربية بالإضافة لنشاطه الفني والأدبي الذي امتد منذ مطلع سبعينيات القرن العشرين ولغاية 2010 .
المعارض التي أقامها :
أقام اثني عشر معرضاً فردياً في سورية و خارجها ما بين عامي 1971 – 2009 .
أقام سبعة معارض مشتركة مع عدد من زملائه بين عامي 1991 – 2013 .
شارك في معظم المعارض الجماعية التي نظمتها وزارة الثقافة السورية منذ مطلع 1971 .
صمّم ونفّذ أكثر من ثلاثين عربة احتفالية لمهرجان القطن بين عامي 1989 – 2010 .
وصمم العديد من الديكورات المسرحية وساهم في تصوير عدد من قصص الأطفال بين عامي 1971 – 1981 .
صدر له مجموعة من الكتب أبرزها :
الفن التشكيلي في حلب . (منشورات وزارة الثقافة السورية , دمشق 1997 ).
فضــاءات تشكيليـة . (منشورات وزارة الثقافة السورية , دمشق 2002 ).
ذاكرة الفن التشكيلي في سورية . (ثلاثة أجزاء ، منشورات وزارة الثقافة السورية , دمشق 2003 – 2006).
تجارب تشكيلية رائدة .( منشورات وزارة الثقافة السورية ، دمشق 2006 ).
أطياف في التشكيل السوري .( الهيئة العامة للكتاب – دمشق 2011) .
مطالعات في التشكيل السوري .( الهيئة العامة للكتاب – دمشق 2011 ).
مجموعة من الكتب لم تطبع بعد :
النقد التشكيلي – مذاهب و أعلام .(( لم يطبع بعد )) .
مطالعات في الفن العربي .(( لم يطبع بعد )).
مطالعات في الفن الغربي .(( لم يطبع بعد)) .
مذاهب الفن التشكيلي وأعلامها .(( ثلاثة أجزاء ، لم يطبع بعد )).
وحيد مغاربة – مسيرة الإبداع بين التأصيل والتحديث .(( لم يطبع بعد )).
حلب ترسم صورتها . ((لم يطبع بعد)) .
نشر عدداً من الدراسات النقدية حول تجارب تشكيلية مختلفة في معظم الدوريات والمجلات الثقافيـة المحلية والعربية منذ مطلع سبعينيات القرن العشرين .
حاضر في الفن التشكيلي , و شارك في عدد من الندوات النقدية في كثير من المنابر الثقافية والندوات التلفزيونية المحلية والعربية .
أعدّ وقدّم برنامج ” لمسات ” في الفن التشكيلي لإذاعتي حلب و دمشق . بين عامي 2008 – 2011 .
نال عدداً من الجوائز في معارض و مهرجانات فنية مختلفة ، أبرزها :
الجائزة الأولى في مهرجان القطن بحلب عام 1995 .
جائزة مجلس مدينة حلب للإبداع الفني والفكري لعام 2003 .
الجائزة الأولى في معرض الفنانين المعلمين في سورية لعام 2006 .
الاتحادات والجمعيات :
عضو اتحاد الفنانين التشكيليين في سورية .
عضو اتحاد التشكيليين العرب .
عضو جمعية العاديات بحلب .
يعد الفنان طاهر البني من رواد التصوير المائي في سورية في سبعينيات القرن العشرين ، وواحد من الفنانين التعبيريين في التصوير السوري المعاصر .
وقد كتب عن مسيرته الإبداعية والتوثيقية في التشكيل السوري عدد من الأدباء والباحثين والنقاد .
يأتي في مقدمتهم الفنانون : إسماعيل حسني ، نبيه قطاية ، وحيد مغاربة ، والنقاد : محمود شاهين ، أديب مخزوم ، سعد القاسم . والأدباء : الدكتور عمر الدقاق ، والأديب عبد الفتاح القلعجي ، والروائي محمد شويحنة ، والأديب وليد لإخلاصي ، والدكتور محمد الراشد .
وفي إشارة منه إلى النتاج التصويري يقول الفنان وحيد مغاربة :
” إن المتأمل لأعمال الفنان طاهر بني التصويرية , لابُدّ أن يشاركه الغبطة بتلك الروح اللونية الهادئة و هي تموج و تذوب في الضوء … ليس هناك عتمة أو تناقض مع هذا الضوء إلا في بعض اللوحات , و في بعض زواياه … فالحقيقة لديه تتبدى بذلك العالم الجمالي الرقيق الرزين … فهو يلوّن , و يحاور , و يغني فوق أصقاع بعيدة في عالم فكري و نفسي مفعم بالنور , و مناخاته اللونية متجانسة , و مسكونة بالفرح .
فنانون تشكيليون وأدباء تحدثوا عن الفنان التشكيلي طاهر البني :
إننا نرى بوضوح أن هناك في لوحاته تقسيمات لونية و مساحية , و محاولات لتحوير الشكل إلى أبسط ما يمكن , فهو يختزل ليُبقي إيماءة رشيقة , تظهر في أكثر من لوحة لجذع الأنثى , و كأنه يؤكد على القالب البيولوجي الذي يلد الحياة , و يتحدى الفناء بتلك الرقة الشعرية .
و إذا كان التجريد هو روح الفن , فهو لدى طاهر البني انعتاق فكري و صوفي من هموم الحياة و قلقها , يخفف فيه الفنان من خبراته التشخيصية ليدخل اللوحة في ملكوت النور , و فلك الحرية , لتنعم بالهواء الحر , ضارباً عرض الحائط بأية غاية نفعية … ألوانه ذات سلالم متدرجة , فالأزرق و الأوكرو الرمادي و مشتقاتها الكثيرة , تفصح عن تمكن الفنان من ألوانه … و أشكاله تدور في إشارات و إيماءات مخدرة باللون , و نشوته بالضياء .
هذه اللوحات تضوع منها شاعرية خاصة , تقدم نفسها بكل ثقة و تصميم , موشوشة , و كأنها تقول : الحياة و الفن سر و إبداع . ”
وحيد مغاربة كلمة دوّنها في إحدى زياراته لمعرض الفنان عام 2005 م.
وفي معرض حديثه عن الكتب التي أنجزها البني يقول الدكتور عمر الدقاق :
” … والناقد الفني طاهر البني ليس كاتباً ، ولا مؤلفاً متبعاً ، فقد شق طريقه كما عرفته منذ نحو ثلاثين سنة حين كان طالباً نابهاً في جامعة حلب ، ينهل من عيون تراث الأجداد ، ويطلّ على روائع فنون القول وهذا توجه معهود لدى صفوة الطلاب في مجال العلوم الإنسانية غير أن الذي لم يكن معهوداً لدى أمثال طاهر البني ، وعلى نحو يكاد يكون فريداً بين أقرانه هو شغفه المبكر بالرسم والتصوير ، وهذا ما لفت إليه الأنظار وحفز أيضاً عمادة كلية الآداب إلى تكليفه برسم أربع لوحات زيتية تصور أربعة أعلام من عظماء تراث العرب الفكري والأدبي ، وهم أبو الطيب المتنبي وأبو العلاء المعري والجاحظ وابن خلدون لتتوج صورهم البوابات الأربع للمدرجات الكبرى في كلية الآداب ، وهي التي حملت أسماءهم منذ ذلك الحين إلى اليوم . إنها البصمات الفنية الأولى التي تشهد ببراعة طاهر البني المبكرة التي تتألق جمالياتها لدى الرائح والغادي في مطلع كل شمس داخل أبهاء كلية الآداب ، وكانت على تواضعها نقطة انطلاق إلى ما هو أكثر نضجاً وأرفع ابداعاً في مسيرة طاهر البني الفنية .
ومضت أعوام أخرى ازداد طاهر خلالها انجذاباً إلى فنه حين راح يعمل ويبدع ، ثم يطل بين الحين والحين على جمهوره بلوحاته الجميلة وعبر معارضه الناجحة .. وفي الوقت نفسه ، وفي خط مواز لهذا النشاط الفني كان طاهر ينعطف بقوة نحو النقد ، و أخذ يطلع على القراء بمقالات رصينة عن أعلام الفن التشكيلي في حلب ولاسيما الرواد منهم ، ويسلط الضوء عليهم بموضوعية محمودة ورؤى نافذة . ومضى على هذا النهج يكتب ويؤلف ويحاضر مواكباً حركة الفن التشكيلي بفهم ووعي ودراية ودأب ” .
الدكتور عمر الدقاق – جريدة الجماهير – العدد 11208 حلب 30 – 1 – 2003
كما كتب الأديب والروائي محمد شويحنة :
“… يقوم منهج البني في تقديمه للتجارب الريادية على عرض سيري بسيط وهادئ بلغة ميسرة وسلسة لا تنقصها الدقة والموضوعية والمفردات الاصطلاحية والمفتاحية ، بل الخبرة الواسعة في قراءة العمل النحتي أو التصويري وإن كان يبتعد عن الآراء الصارمة والحدود المسطرية في التصنيف الفني ، ويتخذ طابع العرض لديه شكلاً سردياً مفعماً بالحب والتقدير الغامر لهذه التجارب من خلال رؤيتها في واقعها الفني من الناحية المعيارية ، ومن خلال مساهماتها في صياغة الصورة الشخصية للفن التشكيلي السوري ، وربما حفل الكتاب على هذا المستوى بمقاطع جميلة وذات سردية عالية كما في حديثه عن فاتح المدرس ولؤي كيالي وألفرد بخاش .
ومن أجل الصياغة الصورة الموضوعية لكل فنان يقوم البني بعرض مجمل ما كُتِبَ عن الفنان من مقالات أو آراء نقدية وشهادات ، إضافة إلى الحديث عن أهم أساتذته ومثله الفنية والمؤثرات المختلفة التي صاغت تجربته ، وفي هذه المؤثرات تتكرر أسماء أساتذة مهمين يقفون خلف هذه الريادات من أمثال منيب النقشبندي وغالب سالم و وهبي الحريري
محمد شويحنة – مجلة شرفات – العدد 48 دمشق 9 – 3 – 2009
أما الأديب والباحث المسرحي عبد الفتاح قلعجي فقد كتب :
” إذا كنا نحتفي بأسماء راحلين أرّخوا لحلب كابن العديم وابن الشحنة والطباخ والغزي وقسطاكي حمصي ويوسف قوشاقجي والأسدي وغيرهم فلا بد أن نحتفي أيضاً بأسماء معاصرين أحياء نصافح وجوههم في الشارع ونلتقيهم في الأمسيات الثقافية ويحتسون القهوة معنا في المقهى ساهموا في بناء عمارة التاريخ لهذه المدينة العريقة ولا زالوا يعملون في صمت . .
لحلب دائماً موقع الريادة في البحث والكتابات التاريخية التي تغطي جوانب من الحياة الثقافية من ذلك الريادة في التأليف في تاريخ الفن التشكيلي في حلب ثم في سورية . والفضل في ذلك يعود إلى الفنان والناقد التشكيلي طاهر البني ، ولا أعلم أحداً انتهج هذا النهج التاريخي فدوّن كتباً في تاريخ هذا الفن قبله وله في ذلك العديد من الكتب … طاهر البني الذي أقام عشرة معارض فردية واشترك في العديد من المعارض الجماعية يعتبر واحداً من أبرز فنانينا التشكيليين … يعكف منذ مدة على كتابة تاريخ الفن التشكيلي في حلب خاصة وفي سورية عامة ” .
عبد الفتاح قلعجي – جريدة الجماهير – العدد 11050 حلب 23 – 7 – 2002
وفي تقديمه لأحد كتب البني كتب الأديب وليد إخلاصي :
“… محاولة جادة وصادقة .. يساهم بها المؤلف طاهر بني في تثبيت الذاكرة الابداعية للمدينة ، وكذلك في محاولة لإيقاظها . لقد باتت الحاجة ماسة لذاكرة تعيدنا إلى أصولنا : حساسية فائقة للبيئة الفنية .. معادل خلّاق للواقع ، ورؤية حلمية لمغامرات المجتمع السوري الحديث في الارتقاء بالحس الفردي إلى تشكيل حس جمالي فعال .
ثلاثة تشكيليين من جملة العشرات ، ساهمت في تشييد الجدار الحضاري لثقافتنا … و لا أنكر أن هناك حبّاً شخصياً وامتناناً لإنجازات الثلاثة ، أظهرها الكاتب ، وهو معطاء أيضاً في الفن التشكيلي ، ، ولكنه عزز تلك الاشراقة المحبة بالوقائع الملموسة ، وبالاستناد إلى الوعي المتكئ على الاسلوب العلمي البعيد عن العواطف . وبذا تكون المغامرة الكتابية منه طموحاً مشروعاً لخط التوصيف المتعانق مع الإبداع .
وبظني أن متابعة الالتزام برسالة تمجيد روح الإبداع ، ستساعد المؤلف على المساهمة الأخلاقية التي نحتاجها أبداً في رسم جيولوجيا الأرض الابداعية لكل فنانيننا التشكيليين
وليد إخلاصي – في تقديمه لأحد كتب طاهر البني تموز 1999
كما كتب الدكتور محمد الراشد :
” … بحكم احترافي للصحافة منذ منتصف الستينات فقد واكبت الصديق طاهر البني ومسيرته الفنية من الألف إلى الياء لذا كان من تحصيل الحاصل القول بأنه من أبرز الأسماء المميزة في عالم الفن التشكيلي في حلب كما في سورية ، ذلك أنه استطاع خلال ربع قرن ونيف الوقوف على أرضية صلبة في دنيا الفن التشكيلي عبر تصاعد مدروس حتى شكل محوراً متسامقاً .
ولعل النقطة الأكثر أهمية تتمركز على أرضية صلبة قوامها الأبعاد المختلفة لمعاناته ولتجربته الفنية خلال هذه المرحلة ، وقد امتازت تجربته عن غيره من الفنانين التشكيليين بعدم الانصياع لأي اتجاه مذهب فني محدد . لذا كان من الاستحالة بمكان وضعه في إطار مدرسة فنية معينة ، فقد كان هاجسه الأبدي البحث عن أبجدية فنية خاصة به وصولاً إلى اكتشاف لغة فنية يقدم نفسه من خلالها ، وبحثه الدائب هذا عن لغة التشكيل أو هوية التشكيل الخاصة به لم يتم عبر فراغ ، وإنما عبر تجارب جيله الفني وعلى امتداد منحى التشكيل السائد في الفن السوري خاصة والفن العربي عامة والفن الإنساني بإطلاق ، ولعلنا إذا ما وقفنا لدى التنويعات اللونية الحارة التي تفيض بها لوحاته والتي تبدو متناغمة كسمفونية عذبة لها حضورها الكلي في النفوس والقلوب لتحتل مكانها الخاص في الوجدان العربي كلاً وتفصيلاً حينذاك نكتشف هويته الفنية ” .
محمد الراشد – جريدة الجماهير – العدد 9905 – حلب 1-9 1998
كما كتب الدكتور محمود شاهين :
“…أما الفنان طاهر البني الذي مضى على آخر مرة أرى له فيها أعمالاً فنية قرابة عشرين عاماً ، فقد أعادت لي مائياته العشر التي ضمها المعرض .. أعادت الصورة القديمة – الجديدة لملوّن ممتاز ، اقتحم غمار تقنية عنيدة فأثبت وجو ده منذ البداية وها هو يعود ليؤكد مرة أخرى هذا الوجود ، إنما بقدرات أكبر وخبرة أوفر . ففي تشرين الثاني عام 1972 وبصالة المركز الثقافي السوفيتي يوم كان لايزال في شارع أبي رمانة بدمشق قدم الفنان البني خمسين لوحة مائية قلت فيها يومها : ما يميز هذه التجارب ، صلابة بنائها ووضوح ألوانها ، وبداية البحث فيها عن التكوين الجيد المتماسك ، وأملنا كبير أن يتابع هذه التجربة التشكيلية غير السهلة ، وبكل تصميم وقدرة على التجاوز والبحث المستمر .
وكما يبدو ، فقد خاض الفنان طاهر البني بعدها غمار فنون عدة تشكيلية وتطبيقية ، سترى دمشق نماذج منها في أيار القادم . . الفنان البني يتناول في مائياته العشر موضوعات ثلاثة هي الطبيعة والطبيعة الصامتة والبيوت الريفية ذات العمارة البسيطة الوادعة والجميلة ، وذلك بأسلوب واقعي مبسط مشوب بروح انطباعية ، تنمّ عن خبرة الفنان وتمكنه من تقنية الألوان المائية الشفّافة غير السهلة ، إنما بقليل من التفاوت بين موضوع وآخر .. ففي اللوحات التي تناول فيها الطبيعة الصامتة ورغم الشفافية المريحة في الألوان ، و الامكانية الواضحة في المعالجة ، فقد غلبت روح التزيين على اللوحة أما في الأعمال التي تناول فيها الطبيعة والقرى ، فقد برع الفنان البني في تأكيد معلميته القديمة الجديدة في التعامل مع تقنية المائي الشفّاف الحرونة ، ساكباً فيها تداعيات حسية متفوقة ، يتوزع فيها الحار والبارد من الألوان إنما في إطار الخصوصية المثلى لتقنية المائي التي لا تقبل الإعادة والتكرار والتردد ، كما أنها لا تقبل التوضع بعضها فوق بعض ، وإنما تنعشها الرحابة ، و تستهويها الانسياحات الحرة ، وهذا ما تحمله بعذوبة لوحاته التي تناول فيها موضوع الطبيعة والقرى في ريف حلب . ..
والفنان طاهر البني كما تقدمه مائياته العشر يقف بجدارة في الصفوف الأولى بين المتعاملين مع هذه التقنية من فنانينا التشكيليين الذين لازال قسم كبير منهم يتلكأ في التعامل معها لوعورة مسالكها وحساسية خواصها ” .
الدكتور محمود شاهين – صحيفة تشرين – دمشق 5 – 3 – 1991
” الفنان طاهر البني .. ينفرد بالمائيات برؤية مصبوغة بالعذوبة والحساسية ، لا يخشى التكوينات الواقعية الدقيقة .. خطوط الالتقاء تتقاطع عبر حساسة الانطباع . يترك تجاربه الزيتية وألوانه القاسية ، يبتعد عن الخشونة التي ميزت المدرسة الوحشية في بداية هذا القرن ، ويتبنى لنفسه أسلوباً أحادي الإيقاع عبر لون امتزج مع روحه وإيقاعات الحياة . . الفنان البني عقلاني ، يتساءل ويبحث عن الحقيقة الكامنة في كنه الأشياء ، ينصهر في محيطه المائي ، يحاور الفلاحين ويتأمل القباب الطينية التي تكاد تندثر أمام الزحف الاسمنتي المسلح ” .
أديب مخزوم – صحيفة الثورة – دمشق 1991
توفي الفنان طاهر يوم الأحد الرابع من آب 2019(1).
(1) باسل عمر الأتاسي، الموسوعة التاريخية لأعلام حلب