وثائق سوريا
بيان الحكومة البريطانية حول أسباب تدخل القوات البريطانية في سورية 1945م
بيان الحكومة البريطانية في 23 حزيران عام 1945م حول أسباب تدخل القوات البريطانية في سورية.
بيان الحكومة البريطانية في الثالث والعشرين من حزيران عام 1945م حول الحوادث التي جرت في سورية.
نص البيان:
نظراً لما نشأ عن الحوادث التي و قعت في سوريا من سوء التفاهم في مختلف الأوساط ترى حكومة جلالته أنه من المرغوب في بيان الأسباب التي أدت إلى تدخل القوات البريطانية في سوريا ولبنان حتى لا يبقى شك لدى أحد في نيات الحكومة البريطانية.
إن النقطة الأساسية للخلاف ليست العلاقات السياسية بين فرنسا وإنكلترا، وإنما ما ستكون عليه العلاقات في المستقبل بين فرنسا ودولتي الشرق.
وكما أوضح رئيس الوزارة البريطانية ووزير الخارجية فإن حكومة صاحب الجلالة قد أيدت الوعد الذي قطعه الجنرال “ده غول” بمنح سوريا ولبنان استقلالهما، ولذا أصبح تدخل الحكومة البريطانية ضرورياً على أثر ظهور الحوادث المحلية في سوريا التي يحتمل أن تسبب الاضطراب في جميع بلدان الشرق الأوسط وتعرقل مجهود الحلفاء الحربي.
لذلك أصدرت حكومة صاحب الجلالة تعليمات لقائد القوات البريطانية في الشرق الأوسط بالتدخل لإعادة النظام إلى نصابه إلى أن يتم الوصول إلى حل للموقف في دولتي الشرق عن طريق المفاوضات الدبلوماسية، وتنفيذاً لهذه الأوامر احتلت القوات البريطانية المراكز الرئيسية التي كانت مسرحاً للقتال أو التي كانت مهددة بتشويه، عندما استتب النظام وجد من الضروري إجلاء بعض القوات الفرنسية التي اشتبكت في القتال عملياً عن بعض المدن لأن وجودها كان يؤدي إلى حوادث مختلفة.
إن هذا التدبير كان ضرورياً لتجنب أسباب أي اصطدام آخر يمكن وقوعه وربما أن حياة المدنيين الفرنسيين الباقين في بعض المدن كانت في خطر فقد أجلوا أيضاً عنها.
أما الآن بعد أن وضع حد للاضطرابات الرئيسية تتجه النيه لأن تستأنف السلطات المدنية السورية في أسرع وقت سلطاتها بأوسع مدى ممكن بتأمين الأمن والنظام، وإعادة هيبة القانون في هذه المدن خاصة، وفي بقية البلاد بنوع عام.
والحكومتان السورية واللبنانية مسؤولتان مبدئياً عن حفظ النظام في بلديهما وإن العالم سيحكم عليهما من طريقة قيامهما بهذه المسؤولية.
وفي حال وقوع اضطرابات لا تتمكن من قمعها القوات التي تحت تصرف الدولتين يسمح للقائد البريطاني المحلي باتخاذ تدابير جزئية بالقدر الذي يراه ضرورياً لإعادة النظام، والإشراف الطبيعي دون تحزب عن طريق السلطات المدنية.
ويجب أن يفهم بوضوح أن تدخل القوات البريطانية لا يعني أية نية من جانب البريطانيين للحلول محل الفرنسيين في سوريا ولبنان، ولا تنوي السلطات البريطانية أن تقف بأية صورة في سبيل الحل النهائي للموقف في سوريا ولبنان، ولن تستخدم القوات البريطانية إلا بشكل حيادي عند الاضطرار للتدخل مرة أخرى لمصلحة المجهود الحربي والحيلولة دون وقوع اضطرابات ستتخذ التدابير ضد أية ناحية مسؤولة عن الاضطراب).
تعليق الصحف:
بعد نشر البيان نشرت الصحف نقلاً عن مصادر إعلامية فرنسية قالت أنها مطلعة في باريس أن الحكومة الفرنسية لا تنوي الرد على بيان الحكومة البريطانية الجديد، وتعتقد هذه الدوائر أن المسألة ليست بين فرنسا وبين سوريا ولبنان كما تقول الحكومة البريطانية بل هي بين فرنسا وإنكلترا.
المراجع والهوامش:
(1). صحيفة الف باء - دمشق، العدد 7051 الصادر في يوم الأحد 24 حزيران 1945م
(2). صحيفة ألف باء - دمشق، العدد 7051 الصادر في يوم الأحد 24 حزيران 1945م
