مقالات
أبواب حلب
أبواب حلب جزءٌ أساسي ومهم من السور، ومن ذاكرة المدينة، فقد كانت هذه الأبواب منفذ أهل حلب عبر السور المنيع الذي رد عنهم هجمات الغزاة على مر العصور، حتى أنه يمكن القول أن كل ضربة سيف أو سقطة رمح أو طلقة منجنيق، لابد أنها وقد تركت أثراً أو حفرة أو ندبة على هذه الأبواب.
عدد هذه الأبواب تسعة، اندثر منها أربعة وحوفظ على خمسة منها في المدينة القديمة، وقيل بأن عددها خمسة عشر بابا.
وهذه الأبواب هي:
1- باب الأحمر أو باب خندق بالوج
2- باب الأربعين
3- باب أنطاكية
4- باب الجنان
5- باب الحديد
7- باب السعادة
8- باب السلامة
9- باب الصغير
10- باب العراق
11- باب الفراديس
12- باب الفرج
13- باب قِـنّسرين
14- باب المقام
15- باب النصر
16- باب النيرب
يقول محمود الطويل الباحث في علم الآثار:
كانت حلب تحتوي 15 بابا تم هدم 11 منها لأسباب تتعلق بتوسيع الطرق أو بهدف مشاريع خدمية وعمرانية دون التفكير بمدى جمالية تلك الأبواب التي تعطي حلب طابعا خاصا كما أن بعض تلك الأبواب كباب قنسرين التي تعني قن النسور يمتد إلى فترة ما قبل الإسلام ويتكون من أربعة أبواب تصل المدينة وبعض أجزاء من الريف وكذلك تصل قرية قنسرين أو العيس مع بعضها البعض.
ومن الأبواب التي بقيت عصية على الحروب والكوارث باب الحديد الذي اتخذ اسمه نسبة إلى جيرانه الذين سكنوا بقربه وكانت لديهم حوانيت يصنع بها الحديد على حد تعبير فايز نصري الطالب في قسم الآثار.
ويضيف غير أن من يمارس مهنة الحداده نقل مكان عمله إلى باب السعاده ليتحول باب الحديد من منطقة خاصة بالحديد إلى أخرى تعمها مهن عديدة ويعتبر هذا الباب من أهم الأبواب في حلب بني على يد قانصوه الغوري ويقع على مقربة منه العديد من الأماكن الأثرية مثل الجوامع والتكيات والمدارس.
وكذلك الحال بالنسبة لباب إنطاكية الذي يعد من أقدم أبواب حلب وأعرقها متباهيا بجماله ومؤرخا لحقبة زمنية تعتبر من أكثر الفترات التي ازدهرت بها حلب الشهباء على حد تعبير محمود زين العابدين الباحث في الحضارة الإسلامية.
ويضيف.. هذا الباب كان موجودا على أيام السلوقيين في القرن الرابع قبل الميلاد وهو يقع غرب سور مدينة حلب القديمة وسمي بهذا الاسم لأنه الجهة التي كانت تؤدي إلى عاصمة سورية إنطاكية في تلك الفترة.
ويقال إنه كان الباب الرئيسي لمدينة حلب حيث كانت تبدأ منه رحلة التسوق إلى مركز المدينة القديم وأسواقها وقد كثرت استخدامات الباب حسب الفترات التي كان يمر بها فأيام العثمانيين اعتبر مدخلا دائما لهم كما أن له نشاطا تجاريا ومهنيا واجتماعيا جعل منه معلما حضاريا قل نظيره حيث استوعب مهنا كثيرة كالدباغة وشيدت فيه العديد من المدارس الفقهيه والمعابد والمساجد لتشكل نموذجا متعدد الأطياف.
يقول أحد الأدباء وهو الأديب هاني دقة إن أماكن هذه الأبواب أصبحت مدائن وعمارات شاهقة تثبت استمرار حضارة حلب إلا أنها مازالت تحافظ على أسمائها ولذكرها وقع حضاري وتاريخي محبب عند كل الناس.
وأشار دقة إلى أن بعض هذه الأبواب مازال قائما مع الإزدهار العمراني الذي طرأ حولها واستخدام منافذ هذه الأبواب كمحال تجارية و في الوقت نفسه تعتبر هذه الأبواب منشأة سياحية ورافدا اقتصاديا هاما و مازال حتى يومنا هذا.
وذكر الأديب دقة أن هناك منشآت هامة أقيمت إلى جانب بعض الأبواب مثل ساعة باب الفرج الشهيرة بهذا الاسم حيث أصبحت معلما أثريا هاما في باب الفرج وقريبة من باب النصر وتجاورها دار الكتب الوطنية التي تعتبر من أهم الصروح الثقافية في سورية إلى جانب مديرية الثقافة(1).
(1) باسل عمر حريري، الموسوعة التاريخية لأعلام حلب