أحداث
محاولة الإنقلاب على حافظ الأسد 1982
محاولة الإنقلاب على حافظ الأسد 1982م
وتعرف أيضا بإنقلاب تيسير لطفي الذي قاد التنظيم والمحاولة.
ويصف البعض المحاولة بإنها محاولة الإخوان المسلمين للإنقلاب على الأسد لأنها جرت بالتنسيق معهم بحسب بعض المصادر.
اشترك في محاولة الإنقلاب هذه مجموعة كبيرة من الطياريين في سورية.
جرى تحديد توقيت الإنقلاب في ليلة رأس السنة في الأول من كانون الثاني عام 1982م لإنشغال عناصر وضباط النظام في الاحتفالات، وقيل بجسب مصادر أخرى ان التوقيت كان في الخامس منه.
كشفت السلطات الأمنية عملية التخطيط للإنقلاب قبيل تنفيذها عبر الضابط أحمد عبد النبي الذي وشى بالمشاركين في الإنقلاب، وجرى اعتقالهم تباعاً.
كتب الباحث حسام جزماتي عن هذه المحاولة الفاشلة ما يلي:
(اتفقت أجنجة الإخوان المسلمين الثلاثة “الطليعة المقاتلة” و”التنظيم العام” و”جماعة عصام العطار” على توحيد جهودها في “قيادة الوفاق” عام 1981م، وأخذت تتردد في أجوائها مفردة “الحسم” الذي كان يتطلب استنفار كل الطاقات.
وكان جناح عصام العطار قد احتفظت عبر سنوات بمجموعة من الضباط الذين ظلوا مخفيين حتى عن معظم الأعضاء وكان صلة الوصل بينهم محمد عيد البغا أحد قادة الوفاق من جناح العطار.
كما كان التنظيم العام للإخوان المسلمين قد باشر في استقطاب مجموعة ضباط أخرى.
ونتيجة الخطورة البالغة لملفات كهذه لم تتضح أحجام الكتلتين ومدى فعاليتهما، فكلفت قيادة الوفاق أحد الأعضاء وهو خالد الشامي والذي عرف بالأسم الحركي “رائد” بالتنسيق بين المجموعتين، وبينهما وبين القيادة في الخارج، ومع قيادة الداخل لتحديد الاحتياجات والإعداد لساعة الصفر. إلا أنه سرعان ما اعتذر عن المهمة لإدراكه ضعف الكتلتين من الضباط.
كلفت “قيادة الوفاق” مدنياً حموياً آخر بالملف هو هيثم قنباز، وتم الحديث عن تأسيس “مجلس عسكري” لم يعرف أحد في القيادة أو خارجها وزنه بالضبط، ولكنه أعطى أملاً لتنظيم الطليعة.
صارت قيادة “المجلس العسكري” في يد العميد الحموي تيسير لطفي الضابط في هيئة العمليات برئاسة الأركان المحسوبة حديثاً على التنظيم العام، وكان الرجل الثاني فيه هو العميد صلاح حلاوة الدمشقي من حي الميدان من جماعة العطار، وقائد الفوج 65 مدفعية ميدان بالقطيفة بريف دمشق وعرف منه لاحقاً العميد نذير السقا الدمشقي صهر الشيخ فؤاد شميس وعدد من الطياريين، كالمقدم بشار العشي ورفيق الحمامي ومحمود كيكي.
أصر الضباط على التحرك خلال عام 1981 بسبب الشبهات التي اخذت تحوم حولهم، والتي قد تؤدي إلى تسريحهم في نشرة تنقلات الجيش التي ستصدر في مطلع عام 1982 إن لم يعتقلوا قبل ذلك. وطلبوا من قيادة الخارج دعمهم بخمسة آلاف مقاتل، وعلى الأقل، من الذين أصبحوا خارج الحدود وتهريبهم إلى داخل البلاد، وبعدة آلاف من بنادق الكلاشنكوف وبألف قذيفة RPG وبتمويل مالي.
لم يكن في الخارج سوى بضع مئات من المقاتلين شبه الجاهزين، وحتى في حال الاستنفار الشامل وإعادة التدريب ولم يكن العدد ليصل إلى ما يطلبه الضباط ولم يكن الوقت كافياً، فاتجه “المجلس العسكري” إلى التنسيق مع قيادة “الطليعة المقاتلة” في حماة والعمل بمن حضر.
كانت خطة التحرك بسيطة، فوفق معلومات هؤلاء الضباط كانت اللجنة المركزية لحزب البعث ستعقد إجتماعاً في كانون الثاني عام 1982، فخططوا لقصف المقر الذي يتوقع أن يكون حافظ الأسد وشقيقه رفعت وأركان النظام فيه بالطيران، وكذلك قصف القصر الجمهوري ومعسكرات “سرايا الدفاع” بالتوازي مع أن يكون ضباط القوى البرية منهم قد وحّدوا مناوباتهم في ذلك اليوم فيحركوا قطعاتهم للسيطرة على الأركان وعلى الفرق العسكرية، وفي الوقت نفسه تخرج قوات الطليعة إلى الشارع.
في الصباح الثاني من كانون الثاني 1982 بعد أن اطمأنوا إلى أن التسريح لم يطالهم، وقبل ثلاثة أيام من تحركهم المزمع، اعتقل الضباط المعنيون في وقت واحد، تاركين “الطليعة” تواجه مصيرها في مجزرة حماة الشهيرة التي بدأت بعد شهر.
بعد أن ألقى القبض على “المجلس العسكري” تبين أنه يضم نحو عشرين شخصاً فقط، من الصعب أن ينفذوا المهمة التي أناطوها بأنفسهم.
ولأشهر قليلة حققت شعبة المخابرات مع ضباط القوى البرية منهم وإدارة المخابرات الجوية مع الطياريين، وقيل إن حافظ الأسد أوقف تنفيذ حكم الإعدام في حقهم لأن بعضهم كان ممن نال وسام البطولة في حرب تشرين 73.
قضى الضباط مدة حكمهم في سجن المزة العسكري حتى آب 2000 قبيل إغلاقه فنقلوا إلى سجن صيدنايا، وأفرج عنهم في كانون الثاني عام 2004، في حين حوّل بعض أبناء “الدعوى” الآخرين من المزة إلى تدمر ثم إلى صيدنايا.
كانت الأخطاء كثيرة لكن القاتل منها هو أن صلاح حلاوة أعلم زميله العميد أحمد عبد النبي بالمحاولة الانقلابية محاولاً ضمه إليها. من الصعب أن نفهم سبب ذلك بما أن عبد النبي ضابط مخلص للنظام كان محل ثقة قائده شفيق فياض في الفرقة الثالثة التي كان فياض رئيسها وعبد النبي رئيس فرع عملياتها. وأثناء تدخل الفرقة لقمع التمرد الإسلامي في تلك السنوات أدى عبد النبي دوره، المكتبي في رسم الخرائط والدراسات، بكل انضباط دون نأمة تذمر.
ربما يكون السبب الوحيد لهذا التورط هو نظر حلاوة إلى عبد النبي بوصفه «سنّياً من القصير» وهو تقدير ثبت خطؤه حين بادر أبو عبيدة إلى الطلب من فياض تأمين لقاء عاجل مع «القائد العام». أفرغ العميد جعبته عند حافظ الأسد الذي أمره بالمتابعة ومعرفة كل أعضاء الشبكة وهو ما تم خلال شهر.
بعد انكشاف دور عبد النبي كلفه الأسد بإدارة الكلية الحربية التي سكن داخلها في شبه قلعة خوفاً عليه من الانتقام. بعد ذلك عيّنه قائداً للفرقة الخامسة، فالفيلق الأول، ثم نائباً لوزير الدفاع لشؤون التصنيع. حتى مات بعد أن جذبته ميول رفاعية لا يبدو أنها شكلت عاملاً كافياً ليحسّ بالندم).
المشاركون في محاولة الإنقلاب:
حسين الناصيف والذي كانت الخطة ان يسيطر على مبنى الإذاعة والتلفزيون عبر سلاح المدرعات.
المراجع والهوامش:
(1). جزماتي (حسام)، أقل من انقلاب عسكري إسلامي في الثمانينات، تلفزيون سوريا، 17 نيسان 2023
