مقالات
الشيخ أنور الراكان -شيخ عشيرة السبخة.. شخصيات في ذاكرة الرقة
رجل وصفه من عرفه وخالطه وتعامل معه : بالتواضع والكرم وحسن الخلق والتقوى والصلاح ومحبة إصلاح ذات البين ومساعدة الآخرين ، وكان محبوبا من القبائل الأخرى ، ولم يكن يحب الشهرة والإعلام ، ولا يحب أن يمدح ، ويحتسب أعماله وأفعاله حسبة لله تعالى .
من هذا الرجل ومن يكون ؟ إنه :
أنور بن راكان بن سوعان بن فحل بن مشوط بن عليو بن ذياب بن عساف بن حسين ( ومن حسين تتفرع قبيلة السبخة ، والتي سميت بهذا الاسم نسبة إلى منطقة السبخة التي عرفت بوجود أراض ملحية سبخة بها ) ابن غانم بن محمد العلي بن سبيع الشعباني الزبيدي المذحجي القحطاني ، ويذكر بعض المستشرقين أن مشيخة القبيلة في هذه الأسرة منذ خمسة قرون .
ولد عام 1914 م .
حصل على الشهادة الابتدائية ( السرتفيكا ) من مدارس دير الزور .
انتقلت مشيخة القبيلة إلى ( الشيخ أنور الراكان ) عام 1949 م ، بعد وفاة والده ( الشيخ راكان بن سوعان ) يرحمه الله .
دخل ( الشيخ أنور الراكان) في أول مجلس وطني سوري بعد الاستقلال عام 1949 م نائبا عن قضاء الرقة .
كان لديه مربط للخيول العربية ، إذ كان يهتم بتربيتها وبأنسابها ، وكان في مربطه من الخيول ( الصقلاويات والعبيات )
ومن المواقف الدالة على تسامحه وعدم تعصبه العصبية العمياء للقبيلة ، أن احتكاكا جرى بين رجال من قبيلته ورجال من قبيلة أخرى ، قامت السلطات الأمنية على إثرها بسجن أربعين مسلحا من كل قبيلة ، وتم إطلاق سراح رجال قبيلته بعد ذلك بوقت قصير ، لكنه رفض هذا الأمر إلا إذا شمل إطلاق سراح رجال القبيلة الثانية ، وهذا ماكان ، وعلى إثر هذا الموقف النبيل ، تمت المصالحة بين القبيلتين .
كان محافظا على العبادات ولا يستغرب ذلك منه فأجداده كانوا أول من بنى مسجدا في منطقة السبخة عام 1700 تقريبا
بعد انقلاب الثامن من آذار تمت مصادرة جميع أملاكه بتهمة ( الإقطاع ) .
رشح إلى انتخابات مجلس الشعب ، ونجح في الانتخاب ، ولكن محافظ الرقة آنذاك وائل إسماعيل قال له : لقد نجحت ولكن لايجوز أن تسقط قائمة البعث ، وتم تزوير النتائج بحيث لم ينجح في هذه الانتخابات ، وكان ذلك آخر عهده بخوض الانتخابات .
كان أول من دعا إلى مايسمى (بسوق البادية) ، وسمي بعد ذلك (بمهرجان البادية) حيث كانت تقام فيه سباقات الخيل والإبل وبعض الفنون التراثية الأخرى .
التقى بالملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود مع الكثير من شيوخ القبائل وذلك عند زيارته لدمشق ، عام 1975م ، ودعاه الملك لزيارة السعودية ، وتمت الزيارة ، ومنح خلالها الجنسية السعودية مع أبنائه .
انتقل من الدار الفانية إلى الدار الباقية عام 2006 م مخلفا الذكر الحسن والسيرة العطرة الطيبة ، والخير فيما خلف .
خلف من الذرية : الدكتور عبدالله – محمد توفيق – عبد الرحمن يرحمه الله – عبد الرزاق – عبد اللطيف – علي – عبد الجليل – عبد الحميد – عبد الهادي – حسين – حسن- عبد الفتاح – عبد المحسن .
وثماني بنات .
بعد وفاته انتقلت مشيخة القبيلة آلى أصغر أبنائه ( الشيخ عبد المحسن الراكان ) ، جعله الله خير خلف لوالده ،
تغمد الله ( الشيخ أنور الراكان ) بواسع رحمته ، وأسكنه فسيح جنته ، وجعل الخير في خلغه .