مقالات
الشيخ فيصل الهويدي .. شخصيات في ذاكرة الرقة
الشيخ فيصل الهويدي ..شخصيات في ذاكرة الرقة
كنت ألتقيه كثيرا _ يرحمه الله _ في مكتبة أحمد الخابور ، أستمع إليه وأصغي أكثر مما أتحدث ، ثم يؤذن المؤذن لصلاة الظهر فنذهب جميعا إلى الجامع الحميدي لأداء الصلاة .
كما زرته في منزله وأجريت معه عدة لقاءات ، وسجلت له حوارا ، وزودني بصور عن وثائق عن تاريخ الرقة ، وبكل أسف ضاعت مع مكتبتي التي تعاونت داعش والتحالف على إتلافها .
كلما جالسته وجدت جانبا جديدا في شخصيته لم أكتشفه من قبل ، شيخ مثقف حكيم سياسي أديب مؤرخ متواضع لطيف المعشر حلو الشمائل عظيم الخصال ، مهما قلت عنه لاأفيه حقه . فلنعد إلى موجز سيرته :
_ فيصل محمد الهويدي ينتمي لأسرة تأصلت فيها المشيخة والصفات النبيلة .
_ من مواليد عام 1923م .
_ درس القرآن الكريم في كتاب قرية المشلب ( مستجد نقيب) على يد الملا صالح الحمود الحليبي .
_ ختم تلاوة القرآن وأتقن القراءة والكتابة والحساب .
_ درس الابتدائية في الرقة ، وذهب إلى حلب لإكمال تحصيله العلمي ، لكنه عاد ليكمل مشواره مع والده ومرافقته في المحافل العشائرية لحل الخلافات والنزاعات بين العشائر .
_ رافق والده عندما ذهب محكما لحل نزاع بين شمر والعكيدات في منزل حبيب الخيزران شيخ مشايخ العزة في العراق .
_ أصبح المسؤول عن تسيير أمور العشيرة من الناحية السياسية بعد وفاة والده ( الشيخ محمد الهويدي) يرحمه الله عام 1943 م .
_ ألقى كلمة في تأببن والده حازت على إعجاب الحضور ، وتأثر بها كل من حضر وعلى رأسهم شيوخ العشائر والوجهاء ، ودلت على شخصيته القوية الحكيمة .
_ فكان خير خلف لخير سلف .
_ وكان ( الشيخ هويدي الشلاش ) يرحمه الله ، قد أوصى أن تكون الأمور العشائرية لولده ( الشيخ بشير الهويدي) يرحمه الله ، وفي ذريته من بعده .
والجانب السياسي لولده ( الشيخ محمد الهويدي ) وفي ذريته من بعده .
_ وذكر ذلك الشاعر عساف الجابر في رثائه للشيخ ( هويدي الشلاش )
مات شيخ العفدلية
خربت الدنيا عليه
حطم محمد بدالي
للحكم والعادلية
_ انتخب لأول مرة عضوا في البرلمان السوري عام 1949 م ،وكان معه من الأعضاء (الشيخ بركات الأحمد الفرج السلامة) و(الشيخ النوري بن مجحم بن مهيد) و (الأستاذ حامد الخوجة) .
_ كان من مؤسسي الكتلة الوطنية في البرلمان السوري ، وله كلمة نافذة في البرلمان .
_ بقي عضوا منتخبا دائما في كل دورات مجلس النواب السوري ، وآخرها في عهد الإنفصال بين عامي ( 1961 م _1963 م . ( عدا عهد الوحدة ) .
_ بعد انقلاب ( صلاح جديد ) على القيادة التاريخية لحزب البعث عام 1966 م . تمت مصادرة أملاك شيوخ العشائر ومنهم الشيخ فيصل الهويدي بتهمة ( الإقطاع ) .
_ اعتقل في نفس العام مع مجموعة من شيوخ العشائر ، واودع في السجن البولوني بحمص لمدة سنة ، ثم تم الإفراج عنهم بعد أن ألزموا بالتوقيع على تعهد بعدم العمل بالسياسة .
_ خلال فترة السجن بدأت تبدو عليه أعراض مرض القلب .
_ رشح عام 1973م لانتخابات مجلس الشعب ، ضد قائمة الجبهة الوطنية التقدمية ، وعند الانتهاء من فرز الأصوات وقبل قدوم ( صندوق البادية الجوال ) كان من جملة الفائزين . ولكن بعد قدوم صندوق البادية ، تغيرت النتيجة فخسر الانتخاب ، ونجحت قائمة الجبهة الوطنية التقدمية بالكامل .
_ إثر هذه المهزلة قرر اعتزال العمل السياسي بشكل نهائي .
_ مرض الشيخ بمرض القلب ، وسافر إلى لندن للعلاج ، ثم نقل إلى سويسرا حيث توفي هناك ، بتاريخ 10 / حزيران / 1982 م وأشرف على نقل جثمانه بالطائرة الدكتور أحمد الهويدي المقيم في سويسرا ، وعاد لوطنه جثة هامدة ، حيث ووري الثرى في مقبرة.العائلة ..
_ تزوج من ابنة عمه عمر الهويدي عام 1944 ولم يرزق منها بذرية .
_ تزوج عام1951 م من الشيخة ( فوزة بنت الشيخ مجحم بن مهيد أمير الفدعان ) وأنجبت له ثلاثة أبناء ( أكبرهم محمد _ بشير _ عمر ) وثمان بنات .
_ وقال أحد شعراء عنزة مادحا الشيخ فيصل الهويدي :
الهويدي من قبل جدك يصير
هم كبار زبيد وهم رجالها
من زور معدان لعارودة الطويل
وابن هويدي شاربن فنجالها
تغمده الله برحمته وأسكنه فسيح جنته ، وجعل الخير والطيب والكرم فيما خلف من بنين وبنات .
_ رحم الله رجالا قل أن يجود بمثلهم الزمان .