تعديل
دمشق – المدرسة الشامية.. بوابة حرم بيت الصلاة (20)
بوابة حرم بيت الصلاة بالمدرسة الشامية الكبرى
وفي آخر نهار يوم الجمعة في السادس عشر من شهر ذي القعدة عام 616 للهجرة الموافق 16 كانون الثاني 1220 للميلاد … توفيت هذه المرأة الجليلة القدر ، العظيمة الشأن ، الصالحة سيدة الخواتين ست الشام الكبرى في دارها بدمشق .
ومن وجهة نظري ( تحليل شخصي ) بعد أن قرأت جملة كثيرة .. و كثيرة جداً من البحوث عنها لمختلف المؤرخين أقول : لقد جُمع لها ما لم يُجمع إلا لنساء معدودات على الأصابع في التاريخ العالمي والإسلامي ، وقد وهبها اللّه سبحانه وتعالى من نعمة التفضّل والإحسان والإكثار من أنواع البر و الصدقات ما يعجز التاريخ أن يذكر لأمثالها .
وإنّها نعمة كبيرة … وفضل عظيم … أن تكون امرأة في ذلك القدر … وفي تلك الأبهة و الجاه والسلطان ، فتصرف همها عن شهوة السلطة … ومآرب السياسة … إلى أبواب الخير … والصلاح والنفع العام … وأن تسخر غلمانها ، و وصيفاتها لخدمة المسلمين من الضعفاء و المحتاجين .
و قد بلغ من حبّها للعلم .. أنها صرفت كل همها لتعليم ابنها حسام الدين عمر بن لاجين علوم الدين و الفقه الشافعي ، و كان لها ما أرادت .
و أبرز ما قامت به هو إنشاؤها مدرستين عظيمتين بدمشق : هما المدرسة الشامية البرانية و المدرسة الشامية الجوانية ( و إنشاء الله أن تكون هاتين المدرستين في ميزان حسناتها ) .