الحياة النيابية في سورية
الجمعية التأسيسية 1928
الجمعية التأسيسية 1928
تشكيل حكومة تاج الدين الحسني:
كلف المندوب السامي الشيخ تاج بتشكيل الحكومة لكي تشرف على انتخابات المجلس التأسيسي. أشيع قبيل الإعلان عن تشكيل حكومة الشيخ تاج أنه إذا لم يوفق الشيخ تاج في مهمته قريباً فسيكلف هاشم الأتاسي بتشكيل الحكومة.
تشكلت الحكومة في الخامس عشر من شباط عام 1928 لكي تشرف على انتخابات المجلس التأسيسي(1).
وأصدر الشيخ تاج على أثر إعلان تشكيل الحكومة في الخامس عشر من شباط عام 1928 بياناً باسمها.
وبعد صدور إعلان الشيخ تاج أصدر المندوب السامي بونسو بياناً أشار فيه إلى ضرورة الانتقال إلى مرحلة جديدة في العلاقات بين سورية وفرنسا، وإلى ضرورة الإسراع بإجراء انتخابات حرة. كما أصدر بونسو عفواً عاماً مقيداً عن الذين ارتكبوا جرائم سياسية وثورية باستثناء الذين أعلنوا الحرب على فرنسا وشاركوا في الثورات وكانوا سبباً لإندلاعها. وألغى أحكام الإقامة الجبرية الصادرة عن بعض الشخصيات، مثل: “فوزي الغزي، فارس الخوري، حسني البرازي، لطفي الحفار، سعد الله الجابري، إسماعيل حلمي، عبد الحميد الطباخ، بدر الدين الصفدي، وأديب الصفدي”(2).
انتخابات الجمعية التأسيسية في سورية عام 1928
جرت الانتخابات في الرابع عشر من نيسان عام 1928م، وحققت الكتلة الوطنية فوزاً ساحقاً فيها.
الموقف الفرنسي من نتائج الانتخابات:
فاضطرب المفوض السامي ورجاله، وأوعزوا إلى الشيخ تاج بتأجيل دعوة الجمعية التأسيسية إلى أن يتمكنوا إلى معالجة الموقف.
أوفد المفوض السامي مندوباً عنه إلى دمشق لمفاوضة رجال الكتلة وزعمائها حول الأسس التي يجب أن يبنى عليها الدستور، وبعد التوصل إلى إتفاق،
الإجتماع الأول للجمعية:
دعيت الجمعية لعقد أجتماعها الأول في التاسع من أيار عام 1928م.
كلمة تاج الدين الحسني:
ألقى تاج الدين الحسني رئيس الحكومة كلمة أعلن فيها افتتاح الجمعية، وقال أن: ” ما نراه من عطف الدولة الأفرنسية الحرة نحو وطننا العزيز وما اجتماع هذا المجلس التأسيسي المحترم إلا دليل واضح على سياسة التفاهم والتعاون النزيه بين الأمتين”. وتابع: “وبراً بالوعود المقطوعة أيها السادة ونفياً لكل إشاعة أرى من واجبي أن أعلن أن ليس هنالك دستور مفروض بل إن مجلسكم المحترم هو الذي سيضع دستور البلاد الكافل لسيادتها الوطنية بملء حريته الكاملة وإنني أؤكد لحضراتكم إني مستعد لتقديم كل مساعدة في سبيل تسهيل مهمتكم الخطيرة مقدراً منذ الساعة عظيم جهودكم وحسن نواياكم”(3).
كلمة المفوض السامي:
كلمة المندوب السامي بونسو في افتتاح الجمعية التأسيسية في التاسع من حزيران عام 1928م,
نص الكلمة:
ساداتي،
إنها لساعة جليلة سيكون لها أثرها الخالد في تاريخ سورية هذه الساعة التي تجتمعون فيها هنا لوضع دستور الدولة، وأعني تنظيم أسس الحكومة التي تأخذ على نفسها إدارة تطور البلاد وتأمين مستقبل الأمة.
ولقد كنا ونحن نرقب عن كثب تقدم الثقافة السياسية في البلاد نتمنى إجتياز هذه المرحلة إيجاباً للانتظار ونزولاً عند آمال سورية وفرنسة وعصبة الأمم.
ففي يومنا هذا فرصة مناسبة بصورة خاصة للقيام بهذا العمل ضمن روح الوفاق والوئام بين جميعكم وروح الثقة الحقيقية ما بين أعضاء المجلس ورجال الدولة المنتدبة.
بيد أن العمل الذي نشترك فيه يتطلب من الكل عزماً صادقاً على الوصول إلى حل يؤمن “ضمن روح التساهل الواسع” الضمانات الضرورية لصيانة كافة الحقوق واحترام كافة المصالح.
لقد عنيت ببياني المنشور في الخامس عشر من شباط المسائل المتحتم بين فرنسا وسورية على دعائم متينة تتفق مع ما تصبو نفوسكم إليه ونتوق إليه نحن أيضاً.
لأن إجراء المفاوضات اللازمة لإبرام معاهدة تفسح لنا مجالاً لاستنباط طرق الحل ككافة المسائل التي تشغلنا سوية.
أما أنتم أيها السادة فتكونون قد أعددتم هذا الحل النهائي قدر ما تبرهنون من الآن على حنكة سياسية يضمن تحقيقها لسورية “عند حلول الساعة” مكانتها المشروعة بين مصاف مختلف الأمم وسائر الشعوب.
ساداتي،
أنا على معرفة تامة من رغباتكم وتمنياتكم وأرجو وأنتم الآن تعلمون أنكم تجدون الإجتماع إلي دائماً سهلاً أن لا تدعوا مجالاً لتنشأ وتنمو في داخل المجلس حالة قد تذهب بثمرة جهودنا المشتركة.
وختاماً أعرب لكم مع ثقتي الودية تمنياتي لتكلل أعمالكم بالنجاح.
انتخاب رئيس ونواب الجمعية:
انتخب النواب في الإجتماع الأول هاشم الأتاسي رئيساً لها، وكلاً من فوزي الغزي وفتح الله آسيون نائبين للرئيس، كما انتخب إبراهيم هنانو رئيساً للجنة صياغة الدستور، وفوزي الغزي مقرراً لها، وفي النهاية رفعت الجلسة إلى يوم الحادي عشر من آب للتصويت على الدستور.
اعترض المندوب على ست مواد من هذا الدستور، وهي المواد 2، 73، 74ن 75، 110 ، 112. ولدى إجتماع الجمعية التأسيسية في الحادي عشر من آب عام 1928م، أقرت الدستور بالإجماع، ولم يأبه الأعضاء لاعتراضات المفوض السامي على المواد الست. فانسحب المفوض السامي ورجاله، وانسحب معهم الشيخ تاج وأعضاء حكومته، فلم يجد هاشم الأتاسي بداً من تأجيل الجلسة إلى اليوم التالي.
بعد هذا الموقف في الجمعية التأسيسية أصدر المفوض السامي قراراً بتأجيل انعقاد الجمعية التأسيسية لمدة ثلاثة أشهر، حتى يتم التوصل إلى اتفاق حول المواد الست التي طلب تجميدها في الدستور، لأنه رأى أنها تتعارض مع مبدأ الانتداب.
الموقف من تأجيل أعمال الجمعية وتعطيل الدستور:
جرت في دمشق وحلب احتجاجات على تعطيل الحياة النيابية في البلاد، وكان للكتلة الوطنية دوراً كبيراً في تنظيم تلك المظاهرات.
ونشر عبد الرحمن الشهبندر بياناً من القاهرة دعا فيه إلى توحيد الجبهة السورية أمام أطماع السلطات الفرنسية.
كما وجه سلطان الأطرش نداء من وادي السرحان بشرق الأردن دعا فيه الأحزاب إلى توحيد صفوفها، وجعل الميثاق الوطني هدفها. وقد وزع هذا البيان في المدن السورية. وفي الخامس العشرين من تشرين الأول عام 1929 دعا الأطرش إلى إجتماع للوطنيين السوريين في وادي السرحان، حضره ممثلون عن اللجنة التنفيذية للمؤتمر السوري – الفلسطيني، والأحزاب المنضمة إليها.
وفي كانون الأول عام 1929 اقترحت الكتلة الوطنية توقيع معاهدة مع فرنسا، وأرسل هاشم الأتاسي إلى بونسو المندوب السامي مذكرة باسم مجلس الجمعية التأسيسية تتضمن الرغبة بالتوقيع على معاهدة مع فرنسا، تحل محل التعهدات الدولية التي أشار إليها المفوض السامي في بياناته.
(1) صحيفة لسان الحال- بيروت، العدد 10229 الصادر في يوم الثلاثاء الرابع عشر من شباط عام 1928.
(2) العياشي (غالب)، الإيضاحات السياسية وأسرار الإنتداب الإفرنسي في سوريا، صـ 370.
(3) كلمة تاج الدين الحسني في افتتاح الجمعية التأسيسية عام 1928م
انظر:
أعضاء الجمعية التأسيسية في سورية عام 1928
بيان بونسو المندوب الفرنسي حول إجراء انتخابات في سورية عام 1928
كلمة المندوب الفرنسي بونسو في افتتاح الجمعية التأسيسية عام 1928
كلمة تاج الدين الحسني في افتتاح الجمعية التأسيسية عام 1928م
كلمة هاشم الأتاسي بمناسبة انتخابه رئيساً للمجلس التأسيسي عام 1928
قرار تأجيل إجتماعات الجمعية التأسيسية عام 1928
تشكيل حكومة تاج الدين الحسني الأولى
الاحتفال بالذكرى السنوية الأولى لافتتاح الجمعية التأسيسية 1929م
حقوق الأقليات المهضومة.. بيان فارس الخوري قبيل انتخابات عام 1928
بيان بونسو المندوب الفرنسي حول إجراء انتخابات في سورية
كلمة المندوب الفرنسي بونسو في افتتاح الجمعية التأسيسية
كلمة تاج الدين الحسني في افتتاح الجمعية التأسيسية
كلمة هاشم الأتاسي عند انتخابه رئيساً للمجلس التأسيسي