وثائق سوريا
كلمة مجيد أرسلان في الاحتفال والتهنئة بعودته من الأردن عام 1954

كلمة الأمير مجيد أرسلان في منزل سلطان الأطرش في الاحتفال والتهنئة بعودته من الأردن والذي جرى في الحادي والعشرين من آذار عام 1954
ياصاحب العطوفة :
هذه الوفود وفود بني معروف تزحف اليوم الى عرينك لتهنئك بسلامةالعودة ، ولتشاطرك الغبطة والهنا بزوال العهد البغيض – عهد الطغيان – من هذا الجيل الاشم ، ومن البلد السوري الشقيق ، اننا نهرع الى الجبل الدرزي الحبيب تاركين ورائنا الحزبيات المحلية والاعتبارات الشخصية ، تجمعنا وتحدونا عاطفة الاعجاب بهذا الجبل الذي كان وما يزال باذن الله مصدر كل ثورة تحريرية ، وبالقائد الذي هز سيفه في وجه الطغيان اكثر من مرة ووضع دمه على کفه دفاعا من حق بلاده في الحرية والسيادة والاستقلال. هذا العرين الذي رحلتم عنه اتقاء الغدر والعدوان ، تعودون اليه اليوم مكللين بالظفر تكحلون عينيكم بهذه السماء التي ما اردتموها مسرحا للغربان بل مرتعا النور ، وتطأون ارضا ما ارتضيتموها الا مبدأ للمزة والكرامة. فهنيئا لكم عودكم الميمون وليهنأ الجبل لزين رجاله وقائد ثورته ،وبليثه الجسور ، وهيهات ان تجفو الاسود العرائن فقد ترحل عنها دفعا للعدوان واتقاء لمذلة انها حالات عاركنموها وقاسيتم هولها والامها، فما كانت الا لتشحذ عزائمكم وتصقل سيوفكم وكأنكم خلقتم للصعاب من الامور ، تصهركم كما تصهر النار الحديد ، فاذا الحديد والنار يأتلفان لتحطيم يد المعندي ورد نحره الى صدره .
لقد صوبت نيران الغدر على شعب هذا الجبل الابي ، وكان اخوانك في لبنان يرقبون اخبار العدوان بالم ولهفة ويرقبون ساعة الخلاص تأتي على يد المخلصين من ابناء هذا القطر الشقيق ولقد اتم الله عليكم النعمة الكبرى فزال عهد الطغيان بزوال المعتدي الاثيم ، وتكسرت سهام الغدر على اقدام الابطال الميامين وتمتع البلد بحرية افتداها بالمهج والارواح ، وسفك على مذبحها اذكى الدماء واطهرها.
ايها القائد العظيم والاخ الكبير :
ان جراحات دامية تجمعنا وامالا عذبة توحد بيننا ومصلحة عليا تعزز جوارنا – وهذه الوفود – لو اردناها حشدا وتعبئة لملأت السهل والجيل ولكننا أحببنا ان تكون رمزية في تمثيلها لجميع اللبنانيين – دروزاً وغير دروز ، واللبنانيون يوم الاعتداء على عرينك – لم ينظروا اليك كدرزي فحسب بل رأوا فيك قائدا عربيا حطم سلاسل الاستعمار القاشم على صدر البلدين معاً. ولقد كنت مطلق الرصاصة الاولى ، سددتها الى قلب لاستعمار فصرعته وسلك لبنان طريق الكفاح الذي شققتها امامه في كان له ما اراد من حرية ، وسيادة وكرامة وقومية …اننا وقد حملنا اليكم بعض ما يجيش في صدور اللبنانيين من عواطف التقدير والاعجاب ، نحمد الله على ان هذا الجبل العزيز لا يزال منبعاً لكل حركة تحريرية وملاذاً لكل ملهوف ونحمد الله ثانية على ان الرجل الذي حمل رسالته وعقد له لواء زعامته قد عاد الى عرينه هانئاً راضياً، اذ زال عن صدر ابنائه – أبناء هذا الجبل – كابوس الطغ يان وانهار عهد الاستبداد وتقوض عرشه .فهنيئا لك هذا الرجوع الميمون ، وهنيئاً للجبل العزيز هذه النعمة التي اتمها الله عليه
المراجع والهوامش:
(1). توثيق: إحسان أبو راس - صحيفة الجبل آذار 1954
