نائب سوري، وعالم دين |
ولد الشيخ عبد الحميد بن محمد خليل الطباع في دمشق في حي القنوات عام 1889م .
والده محمد خليل تاجر معروف ساهم في جمع تبرعات مهمة لمؤازرة إخوانه في حرب فلسطين، وكان ممن ساهم في الجهاد في ميسلون لدحر الاحتلال الفرنسي عن دمشق وجدّه من الأعيان، وكان أمين المال “الصره أميني ” في المحمل الشامي إلى الحج.
تلقى علومه الأولية في كتاب الحي واستكمل علمه الشرعي على يد علماء دمشق الشيخ علي الدقر، والشيخ بدر الدين الحسني.
بدأ حياته العملية بوقت مبكر، وكان رئيساً للجنة “خط الحجاز الحديدي” في دمشق.
لعمل بتجارة الأقمشة في دمشق سوق الحريقة المعروف ولشخصيته القوية وأمانته رشح نائباً لرئيس غرفة تجارة دمشق، وإلى جانب نشاطه التجاري ساهم في تأسيس كثير من الجمعيات، منها: الجمعية الغراء عام 1924 ، جمعية المواساة عام 1944.
انتخب نائباً عن دمشق في البرلمان السوري عام 1943م وكان من مرشحي جمعية الغراء الإسلامية في قائمة شكري القوتلي(1).
اشتهر الطباع أيضاً بمداخلاته تحت قبة البرلمان مدافعاً عن تصوره لسوريا في الأربعينات، وكان شديداً في مواجهة التيار العلماني والمنادين بحقوق المرأة بشكلٍ خاص.
وصفه الشيخ علي الطنطاوي بأنه “رجل العلم والمال” .
يعد عبد الحميد الطباع من مؤسسي شركة المغازل والمناسج في سورية الأكبر في المنطقة عام 1937، وكان نائب رئيس مجلس إدارتها، وهو إلى جانب ذلك عضو مؤسس(2) .
يذكر أنه وفي أربعينات القرن الماضي أيضاً كان الخلاف على أوجه بين التيارين المحافظ والحداثي إن جاز التعبير، وانتقل النزاع بين الأول وبين دعاة تحرير المرأة إلى الشارع متمثلاً بجمعية “نقطة الحليب” التي ترأستها السيدة “رفيقة بنت ممدوح بك العظم” زوجة وزير التعليم آنذاك السيد نصوحي البخاري، وبمشاركة زوجات عدد من السياسيين والبرلمانيين الآخرين، والتي كانت تعمل على شراء الحليب وتعقيمه لتوزيعه على الأمهات في الأحياء الفقيرة.
وفي عام 1944 قاد الشيخ الطباع مظاهرات واسعة لإيقاف الاحتفال السنوي لجمعية نقطة الحليب، كما دعا إلى استجواب الوزراء والنواب الداعمين للجمعية، وتطورت المظاهرات إلى فوضى عامة، فتصدت لها قوات الأمن وأطلقت الرصاص على المتظاهرين، مما أدى إلى مقتل عدد منهم، وانتشار الاضطرابات إلى حلب وحمص وحماة ومدن سورية أخرى(3).
استطاع عبد الحميد الطباع وأنصاره إيقاف نشاط الجمعية، عندما أوقف الرئيس القوتلي توزيع الحليب المجاني على الأمهات في الأحياء الفقيرة لدمشق، وإيقاف توزيع دقيق القمح في حي الميدان.
توفي الشيخ عام 1950 م.
(1) يذكر أكرم الحوراني في مذكراته أن الرئيس شكري القوتلي أعلن قائمته في 24 تموز كما يلي: لطفي الحفار، جميل مردم، صبري العسلي، نسيب البكري، نصوح البخاري، خالد العظم، الشيخ عبد الحميد الطباع، عفيف الصلح، سعيد الغزي، نجيب الريس، أحمد الشرباتي، فارس الخوري، نعيم الانطاكي “عن الروم الارثوذكس”، جورج صحناوي ونازريت يعقوبيان.
(2) الإمام (محمد فاروق)، العالم المجاهد الشيخ عبد الحميد الطباع.
(3) ياسر مرزوق، سوريتنا، العدد 26 تموز 2016
انظر:
من مذكرات أكرم الحوراني – على هامش معركة الانتخابات النيابية عام 1943
الشيخ عبد الحميد الطباع مرشح دمشق والغوطتين إلى مجلس النواب 1943
كلمة النائب عبد الحميد الطباع في المجلس النيابي حول معهد تنكز عام 1945