يحدد كتاب «الفيلم الروائي السوري»، لمؤلفه محمود قاسم، التاريخ الحقيقي لبداية السينما الروائية في سوريا في عام 1952، وذلك من خلال فيلم «عابر سبيل» من إخراج «محمّد عرفان» وبطولة نجيب السراج، وهو اجتماعي وغنائي وفكاهي، من إنتاج شركة عرفان وجالق. ويبين أنه بدأت السينما السورية تجاربها الأولى عام 1927 على يد مصور اسمه بهجت المصري، الذي صور فيلماً عن رحلة الرئيس أحمد نامي..
وصور نور الدين رمضان فيما بعد، فيلماً عن رحلة تاج الدين الحسيني عام 1929، وفيلما عن الثورة الفلسطينية عام 1937. ومن المرجح أن الفيلم السوري الأوّل هو «المتهم البريء» من إخراج أيوب بدري، وبطولة رشيد جلال، ومن المدهش أن البداية كانت في مدينة حلب، ولم تكن في دمشق، وكان ذلك عام 1928.
في عام 1938 عاد أيوب بدري مرّة أخرى إلى عشقه السينما، وقرّر أن يقدم فيلماً استوحاه من الثورة الفلسطينية ضد الإنجليز يحمل اسم «نداء الواجب». ويشير هيثم حقي إلى أنّ المعلومات عنه غير متوافرة تماماً، وأن هذا الفيلم لم يكتمل إنتاجه. ويعرج المؤلف على افلام كثيرة متلاحقة، ليصل «عقد اللؤلؤ» الذي أخرجه يوسف معلوف عام 1964. ثم نتاجات سيف الدين شوكت، لبناني الأصل، الذي عمل في السينما السورية..
وأخرج تسعة أفلام. ويوضح المؤلف عقبها، أنه ذهب حلمي رفله إلى سوريا في نهاية الستينيات من القرن الـ20، مع كمال الشناوي ونادية لطفي، ليلحق بركاب الاستفادة من شعبية الثنائي دريد لحام ونهاد قلعي، وليكون العنوان «الرجل المناسب». وفي عام 1968 جاء إلى دمشق كاتب السيناريو يوسف عيسى ليجرب حظه في الإخراج، ومعه سيناريو «اللصّ الظريف»، وانتج الفيلم تحسين القوادري.
أمّا التجربة التي بدت مختلفة، فهي وجود توفيق صالح في سوريا، فقدم فيلم «المخدوعون»، عن رواية «رجال تحت الشمس» لغسان كنفاني. ويستعرض المؤلف الكثير من الافلام والمراحل ويحكي عن مسيرة ونجومية العديد من الفنانين، بينهم: دريد لحام.