وثائق سوريا
خطاب أنطون سعادة أمام طلبة دمشق عام 1948
خطاب أنطون سعادة في طلبة دمشق في الخامس من تشرين الثاني 1948م
في الخامس من تشرين الثاني عام 1948 ألقى أنطون سعادة كلمة على طلاب في دمشق، هذا نصها:
من الأشياء الجميلة، هذا الاجتماع للطلاب القوميين. فإن هذا الاجتماع ليس عاماً للطلاب بل إنه لبعض الطلاب الذين رغبوا باجتماع مستعجل مع الزعيم لأخذ بعض الأفكار والتوجيهات. من الأشياء الجميلة أنّ عدداً من الطلاب غير القوميين رغبوا بالحضور. فدلّت رغبتهم هذه على صفة جميلة أساسية وجوهرية من صفات الطالب وهي البحث عن الحقيقة والمعرفة الصحيحة بكل الوسائل.
ما هو السبيل الصحيح
تجتاز بلادنا السورية اليوم مرحلة من مراحل التخبط والفوضى الهائلة المخيف. مرحلة يمكن القول إنّ الأمة تتراوح فيها بين الانهيار النهائي والاضمحلال، والحياة الحرة القوية من جهة ثانية. في هذه المرحلة تجري تساؤلات عديدة كيف يمكن أن نخرج منها إلى وضوح وإلى تحقيق حالة حسنة تثبت فيها حياة الأمة وتنشق أمامها طريق الفلاح والارتقاء، وتأتي على هذه التساؤلات أجوبة عديدة من جهات عديدة. يكثر الذين يريدون أن يشتغلوا بمسائل الأمة السياسية والاجتماعية، يكثر العاملون، يكثر الصاخبون، يكثر الموجهون، والشعب ينقسم بين مختلف هذه العوامل ويتجزأ ويضعف. حالة من هذا النوع تدعو إلى اليأس الشديد، وعدد من الشباب يميل بالنتيجة إلى اليأس والانصراف عن قضايا الأمة إلى الاهتمام بالشؤون الخصوصية. وتكمن في كثير من النفوس حالة عدم المبالاة بالقضايا العامة والاهتمام فقط بالمسائل الشخصية والخصوصية. ولعل هذه الناحية أخطر النواحي على حياة الأمم. في هذه الفوضى نفتكر بإخلاص بشيء أولي وهو كيف نخرج من الفوضى؟ ما هو السبيل الصحيح الذي يجب علينا أن نسلكه؟ ويقودنا هذا التساؤل إلى البحث عن الحقيقة. والحقيقة هي التي تتكفل بإخراجنا من التخبط والأضاليل إلى وضوح الأهداف الصحيحة والغايات والمقاصد السامية بالحياة التي تجمع مصالح الأمة ومثلها العليا وتكون التعبير الصحيح عن وجودها وفاعليتها.
يظن البعض أنّ البحث عن الحقيقة في هذه الظروف التي تجابه الأمة هو شيء عقيم غير مجدٍ. لأن هنالك أخطاراً مداهمة فيجب مواجهتها كيفما اتفق. إنّ هذا النوع من التفكير هو المسؤول عن جر الأمة من تخبط إلى تخبط آخر. وسط الأخطار وتساقط القنابل والرصاص والقذائف، ووسط جميع الأشياء المداهمة الملحة، يجب علينا أن نفكر بالاتجاه الذي يجب أن نسلكه قبل المسير، لأنه لا يستفيد الإنسان كثيراً من الهرب من الدب للوقوع في الجب. النتيجة الحسنة تكون بتوخي الطريق الصحيحة للإنقاذ، أما السير على غير هدى فيهرب الإنسان من رصاص ليسقط بقذيفة، هذا السير هو عقيم جداً وبدون جدوى ولا يجدر بالعقل المفكر وعقل الطلاب أن يتجهوا إليه، بل الأجدر بهم أن يتجهوا نحو الطريق الصحيحة للانقاذ القومي.
طريق المعرفة.. إلى أهداف صحيحة
عالجت هذه الأمة مسائل عديدة باستعجال، وكانت النتيجة خسائر، صارت معالجة مستعجلة لقضية جزء من الوطن في الشمال: كيليكية والإسكندرونة، وآخر المعالجات المستعجلة كانت فلسطين. وجميع هذه المعالجات أدت إلى نتيجة واحدة تراجع وانكسار وانخذال وخسارة. أجزاء ثمينة لا يمكن استرجاعها إلا بجهاد مضن عنيف وتعب شديد ومثابرة على العمل. إذن البحث عن الحقيقة والطريق الصحيحة هو أحسن شيء لمواجهة الأخطار المحيطة. نحن القوميين الاجتماعيين قد سلكنا طريق المعرفة واخترنا هذه الطريق على طولها وبطئها، على جميع الطرق الأخرى الاعتباطية المستعجلة التي تريد الخطوة الأولى ولا تدري أي خطوة تعقبها.
نحن فضَّلنا السير في طريق واحدة إلى أهداف صحيحة، اهتممنا أن نعرفها قبل أن نسير ـ وسط الأخطاء والتخبط وقفنا ونظرنا وبحثنا في المشاكل والطرق وعوّلنا في الأخير على أهداف صحيحة وطريق واضحة. هذه الطريق يمكن أن نسميها طريق الوعي القومي الذي يؤمن لنا الخروج من التخبط في ماهية حقيقتنا في من نحن وما هو وجودنا وما نبغي في الحياة.
شعب واحد .. وحدة أهداف
الوعي لحقيقتنا، الذي يمكن أن يجمعنا شعباً واحداً يشعر بوحدته ويعرفها. يدرك وحدة أهدافه ووحدة مصيره وبالتالي يمكن أن يعمل بإيمان واحد ويقين واحد وثقة بالنفس كبيرة لتحقيق أهداف حياته ووجوده الوعي لحقيقة مجتمعنا. عندما أعلنا هذا الوعي الذي أدركناه بتأمل طويل ودرس عميق ثارت لأول مرة في هذه البلاد مسألة الأمة والقومية والوطن. لم يكن بد من حدوث هذه الثورة ولم يكن مهرب من حصول الاصطدام بين الوعي وبين الاستمرار في حالة لا وعي فيها. في حالة مستمرة من تراكم ظروف معيّنة أحاطت بهذا الشعب. هذا الاصطدام الذي لم يكن مهرب منه هو من العوامل التي توصل إلى حصول الوعي الصحيح بتفاعل الأفكار. هذه نقطة ابتدائية لا يمكن تركها. ولا يمكن السير إلا بالابتداء بها لأننا إذا لم نكن نعرف من نحن لا يمكن مطلقاً أن نعيّن اتجاهاً يسير فيه المجموع. المجموع الذي لا يدرك حقيقته، لا يدرك أهدافه، لا يدرك مصالحه، لا يمكنه أن يعرف ماذا يعمل أو أن يقوم بعمل موحد أو يسير إلى هدف واحد. كل الأعمال المستعجلة الصاخبة المتخبطة غير القائمة على وعي صحيح لا تزيد الشعب إلا ضلالاً وتفككاً وتأخراً عن مقاصده الكبرى وغاياته الصحيحة. فنحن اهتممنا بالوعي القومي الصحيح بقوة فاعلة باتجاه واحد. وجعلنا هذا الوعي المحور الذي تقوم عليه الأعمال. نحن نعي ونريد أن يعي كل مواطن لكي نصير وحدة حياة فاعلة نامية وقوية وبهذا الوعي الذي يجمعنا صفوفاً واحدة باتجاه واحد ليمكننا أن نعمل بنظام واحد هو السبيل السوي للخروج بهذه الأمة وإنقاذها من الأخطار المحيطة بها، ولجمع قواها الحية الفاعلة لمواجهة الأخطار للخروج إلى السيادة الصحيحة والاستقلال الصحيح.
العمل بعقليات مختلفة
النفسيات المتجزئة بين نحن سوريين، عراقيين، عرب، لبنانيين، التجزيء بين هذه التسميات يجعلنا فئات متنابذة غير مدركة ما حقيقتنا، وما نقصد بالحياة. كيف يمكن أن يتفاهم ويعمل الذي يعتقد بأن العالم العربي كله أمة واحدة، والتي يجب أن تكون القصد الأوحد، مع الذي يعتقد بأن العالم العربي أمم متعددة لكل منها كيان ونفسية وأهداف وحقيقة ومصالح ومثل عليا ناشئة من هذه الشخصية ومن حقيقة وجودها. العمل بعقليات مختلفة لا يؤدي إلى نتيجة واحدة. بأشياء بسيطة وأبسط من مسائل إنقاذ الأمة، لا يمكن أن يؤدي التباين في العقليات إلى اتفاق (وهنا ذكر حضرة الزعيم مثلاً بلاعبي كرة القدم وماذا يمكن أن تكون النتيجة إذا لم يكن الانسجام تاماً بين أعضاء الفريق الواحد) فكم بالحري مسألة أمة ومصيرها. كيف يمكن جعل هذا المصير مصير قوة وانتصار وحياة بدون أن يكون انسجام بالإرادة الحية الفاعلة، بالاتجاه نحو المقاصد والغايات والأهداف. هذا غير ممكن ولذلك أصابنا الفشل في جميع القضايا التي عالجناها غير مهتمين بتوحيد العقليات.
إرادة واحدة ونظام واحد…
ذهبنا إلى حرب اليهود منقسمين على بعضنا بالغايات والأهداف متفاوتين عن بعضنا بالطرق والمفاهيم. ومع أنّ اليهود أقلية لا تستحق المواجهة بهذه الجموع إلا أنها تمكنت من الانتصار، لأننا لم نكن على بيّنة من أمرنا ولم يكن لنا هدف واحد يسير عليه الكل بمفهوم واحد وإرادة واحدة ونظام واحد. أوصلنا الوعي إلى إدراك حقيقتنا الاجتماعية التي هي أساس كل عمل قومي.
إنّ العمل القومي معناه العمل لحقيقة وجود المجتمع الذي بإراكه وجوده ومصالحه يصير أمة حية وتكون له قومية حية تعبّر عن رجولة وفاعلية قوية تسيّره إلى أهدافه. إنّ العمل الاجتماعي هو تعبير المجتمع عن وجوده وأهدافه وسيره إلى مقاصد حياته العليا. فأي مجتمع هو مجتمعنا. المجتمع لفظة لا يجوز فيها الالتباس والخطأ. هو بيئة الاجتماع، هو الجماعة المجتمعة، فحيث لا جماعة ولا بيئة لجماعة لا يكون هناك مجتمع، والأمة قبل كل شيء مجتمع. تصير أمة بوعيها لحقيقة مجتمعها ولخطط ومقاصد هذا المجتمع. فمن أي مجتمع هو مجتمعنا؟ يقول البعض هو عربي. جيد. ليوضحوا لنا كيف أنّ المجتمع العربي هو مجتمعنا؟ هل صحيح أننا نحن والمصريين وعرب الصحراء وسكان شمال أفريقية مجتمع واحد تصح عليه هذه التسمية.
هل نعيش مع هذه الشعوب عيشاً واحداً ونتفاعل معهم في حياة واحدة نتمكن من تسمية هذه الحياة مجتمعاً.
إذا نظرنا نرى أنّ كل أمة هي في الأساس مجتمع واحد. الفرنسيون هم أمة لأنهم مجتمع فرنسي واحد، والألمان يعيشون في جوارهم ولكنهم لا يكوّنون مع الفرنسيين مجتمعاً واحدا. في الفرنسيين كثير من الدم الألماني (الفرنك أعطت هذه التسمية) الفرنك دخلت بلاد الجلالقة وأسست امبراطوريتها. إذن يوجد قرابة دموية متينة بعامل دخول العنصر الجرماني، ولكن هؤلاء الفرنك الجرمان بانتقالهم عبر الراين إلى فرنسة، واستقرارهم فيها وامتزاجهم بأهلها كوّنوا مع سكان البلاد الأصليين (الجلالقة) مجتمعاً واحداً لا يمتزج مع المجتمع الألماني. فالفرنك صاروا جزءاً من المجتمع الفرنسي، وبعامل صيرورة الدولة فيهم غلب اسمهم على الإسم السابق وصار اسم فرنسة ـ فرنسة. العناصر التي دخلت فرنسة جعلت المجتمع الفرنسي هو دائماً مجتمعاً واحداً، العناصر الداخلة إليه تنصهر فيه وتبقى ولا تعود إلى أصلها ولا تقيم صلات امتزاج مع مجتمع آخر. فبقاء المجتمع الفرنسي واحداً بكل العناصر المنضمة إليه أبقى لفرنسة هذا الكيان الذي هو كيان الأمة الفرنسية والذي أساسه المجتمع والبيئة الطبيعية. (وشرح حضرة الزعيم شيئاً عن السكسون وانتقالهم من ألمانية وفرنسة).
الأمة بالمعنى الصحيح
فكل أمة بالمعنى الصحيح هي جماع من الناس في بيئة من الأرض، فكيف يمكننا أن نطبّق هذا على العالم العربي. بعد الفتح العربي دخلت جماعات من العرب سورية واستقرت فيها وانصهرت بالبيئة والمجتمع السوري، ولكن هؤلاء العرب الذين دخلوا سورية لم يبقوا على تفاعل الحياة مع عرب الصحراء، وانقطعوا عنهم وصاروا من المجتمع السوري الذي يختلف عن عرب الصحراء. لا يوجد وحدة حياة وتفاعل بين العرب والسوريين. كذلك جماعة منهم سارت إلى مصر ودخلت المجتمع المصري، ولكن دخولها في المجتمع المصري لا يعني تفاعلاً داخلياً بين مصر وسورية، فبقيت مصر مجتمعاً قائماً بنفسه بوحدة وادي النيل، وبقيت سورية مجتمعاً بنفسه لا يتفاعل مع المجتمع المصري أو مع الجماعات العربية بالصحراء. فوجود مجتمعات في العالم العربي في بيئات متباعدة لا يجيز بصورة من الصور تسمية المجتمع الواحد على العالم العربي كله. ولا تسمية هذا العالم ـ عالم اللغة العربية والدين الذي جاء بها ـ مجتمعاً واحداً، فكيف يكون العالم العربي الذي هو مجتمعات، أمة واحدة في حين أنّ الأمة هي مجتمع واحد. فتعدد المجتمعات هو تعدد الأمم، ولو كانت من أصل واحد صرف. (ضرب الزعيم مثلاً بالعائلة المنتسبة لأصل واحد وكيف تختلف شخصيات أفرادها). فحتى في حصول الأصل الواحد لا يجوز صرف النظر عن حقيقة وجود المجتمع. فحيثما قام مجتمع واحد تكون أمة واحدة إذا وعت نفسها، وإذا لم تعِ نفسها فلن تكون أمة بل تكون مطية لأمة أخرى.. نحن إذن عندما ننظر في حقيقتنا نرى أنّ لنا بيئة واحدة ومجتمعاً واحداً يعيش فيه كل الشعب الذي هو الشعب السوري، يكون مزاجه وحقيقته ونفسيته التي تنمو وتتفاعل مع امتزاج أفراده ومن تأثير الإقليم والأرض وخيراتها وطرق فلاحتها، كل هذه الأمور تكوّن له عقلية ونفسية خاصة هي حقيقة جوهرية (وهنا قابل حضرة الزعيم بين فلاح سوري وفلاح مصري) الفلاح السوري متنبه إلى عمق المسائل الإنسانية وقضايا التفكير وشؤون الحياة وما يطرأ عليها والمصري متنبه إلى بهرجات الحياة والنكت والمزاح والتهدل، وفي حياته الكثير من الحركات والقليل من المعاني النفسية. نحن أمام طبيعتين تختلفان عن بعضهما بفطرتها وليس فقط بعامل التربية وهذا الاختلاف معناه شعبان ومجتمعان يختلفان كل عن الآخر بمزاجه وأهدافه ومقاصده ومزاياه.
لو سرنا لمحاربة اليهود بإيمان واحد
عندما نصل إلى هذه الدرجة من تفكيرنا الاجتماعي نبتدىء بتعيين أهدافنا إلى الحياة. وما لم ندرك هذا المجتمع وحقيقته لا يمكن معرفة أهدافه. معرفة المجتمع هي شرط أولي لإمكان تعيين الأهداف. يجب أن نعرف هذا الكائن الذي يسير فنعرف إلى أي هدف يسير. فبإدراكنا لحقيقتنا يمكننا أن ندرك مقاصد هذه الحقيقة وأهدافهاا. فإذا عمَّ هذا الوعي الشعب كله أمكن أن تضافر الجهود وأن توحد القوى لتحقيق المقاصد والأهداف. وتسير الأمة الواحدة بإيمان واحد وفاعية واحدة فتتمكن من بلوغ الدرجة التي تمكّنها من تحقيق أهدافها. فلو أننا سرنا لمحاربة اليهود بحالة واحدة وإيمان واحد وهدف لا فرق فيه، فيكون من مجهودنا الانتصار ولكن كما نحن نسير وليس لنا قضية واحدة وقضايانا هي قضية سوري ولبناني، محمدي ومسيحي، أمة تتعادى مع بعضها قبل أن تجتمع لمحاربة الأجنبي، نحن منقسمون اجتماعياً لأن لا وعي لنا لحقيقة مجتمعنا. لذلك نعمل برياء وغش، يتظاهر الواحد أنه مندفع إلى غاية ولكنه يكتم في نفسه عن رفيقه الميل للانحراف عنها لأنه لا يعتقد بأنه يسير سيراً واحداً بإيمان واحد لهدف واحد يشتركان فيه بالنصر.
الوعي القومي الذي يوضح حقيقة المجتمع وينقذه من تخبطاته هو شرط أولي للابتداء بالعمل الأولي للتقدم والفلاح، لذلك نحن نفضّل أن نبدأ بهذه الطريقة بوعي قومي اجتماعي صحيح يقضي على جميع المشاكل الروحية والنفسية في المجتمع لإيجاد مجتمع واحد له أهداف واحدة. ينطلق من الوعي الاجتماعي الذي يمكّننا من بناء المجتمع الذي يتفوق على المجتمعات الأخرى في السير نحو المقاصد السامية. فالاتجاه نحو معرفة الحقيقة للوصول إلى الوعي القومي الصحيح هو الاتجاه الصحيح، وهو الذي يعيّن للأمة الطريق الصحيحة.
الحقيقة وليس الخيال
فأنتم الطلاب ينتظر منكم أن تطلبوا هذه الحقيقة قبل كل فئات الشعب، لأنكم تعملون لطلب الحقيقة وليس الخيال. أنتم تدرسون لتعرفوا الحقائق لا لتلهوا. وطلب الحقيقة هو الطريق الصحيحة. ونكون مسرورين من الذين يبدون استعدادهم للاشتراك في معرفة الحقيقة لنكوِّن معهم هذا المجتمع الواحد الذي ينقذ الأمة السورية.