مختارات من الكتب
الموقف الألماني من الثورة العربية الكبرى عام 1916م
مثّل دخول تركيا الحرب العالمية في 1914 بجوار ألمانيا خطرا كبيرا على مصالح بريطانيا ابرمت اتفاقية سايكس بيكو مع فرنسا قبل ان تشرع في دعم الشريف حسين لإعلان حركته على الدولة العثمانية في العاشر من حزيران عام 1916م.
كان وقع التمرد أو كما يطلق عليها الثورة العربية الكبرى 1916 من الشدة على الألمان بحيث منعوا نشر أي نبأ من أنبائها في صحفهم، وأخذوا يتقصون أخبارها بدقة، وبادر قنصلا ألمانيا والنمسا إلى جمال باشا يستمزجان رأيه، فأجابهما بأنها حركة موضعية بسيطة لن يكلفه إخمادها أي جهد، وأنه أصدر الأمر إلى قواده في الحجاز بإلقاء القبض على الشريف، الذي يأمل بأن يبشرهما بنبأ شنقه على أحد أبواب دمشق بعد بضعة أيام.
ويمكن القول إن تأثير الثورة / التمرد الأدبي على الألمان قد فاق تأثيرها المادي، بدليل التصريح الذي أدلى به أحد قادتهم العسكريين في دمشق بقوله :(إننا لم نستمل الترك، ولم نبذل لهم ما بذلناه، ولم نتحمل ما تحملناه، إلا لأن الخلافة الإسلامية فيهم، ولأنهم موضع احترام مسلمي العالم بسببها. أما وقد أضاعوها وفقدوا هذه المزية بخروج الشريف حسين عليهم، وهو أكبر زعيم مسلم، وسلسل أعظم بيت في الإسلام، فإن الألمان سيعيدون النظر في موقفهم من الترك…).
كما أنشأ الكاتب الألماني الشهير الهر مكسيميليان هارون فصلاً عن الثورة قال: (إذا تمكن الأمير حسين من استمالة العرب إليه، فإن إرادته تصبح أمراً مطاعاً لا يخالف ولا ينازع في سورية والعراق وطهران وأصفهان وأفغانستان، ويقضي على نفوذ ألمانيا في الشرق قضاء مبرماً).
(1) برو (توفيق)، القضية العربية في الحرب العالمية الأولى، صـ 366