من الصحافة
صحيفة المقتبس – التعليم الابتدائي في حماة 1908
نشرت صحيفة المقتبس في العدد 12 الصادر في التاسع والعشرين من كانون الأول 1908 مقالاً كتبه (أبو السعود الكيلاني)، تعرض فيه الى موضوع التعليم الابتدائي في حماة، وتضمن المقال على تفاصيل مبالغ فيها تفاقم أوضاع التعليم في حماة عام 1908م. فمن المعروف أن حماة مثل بقية مدن ولاية سورية شهدت تطوراً في أوضاع التعليم بعد الإصلاحات والتنظيمات التي جرت في عام 1869م، ومنها صدور نظام المعارف الجديد الذي ضم 198 مادة قسمت الدراسة في ولايات الدولة العثمانية إلى مراحل منها الابتدائية والرشدية.
في تلك الفترة وبحسب الاحصائيات العثمانية بلغ عدد المدارس الابتدائية في حماة نحو 22 مدرسة ابتدائية ضمت اكثر من 1250 تلميذ، بالإضافة إلى مدرسة رشدية ضمت 40 تلميذاً.
أما فيما يتعلق بالمقال المرفق فجاء في صحيفة المقتبس التي تأسست بعد الإنقلاب على السلطان عبد الحميد وصول جماعة الاتحاد والترقي إلى الحكم، وبالتالي كانت إحدى ملامح تلك الفترة وخصوصا في اواخر عام 1908م، محاولة إظهار العهد السابق، اي عهد السلطان عبد الحميد، على أنه من الفترات التي تم اهمال التعليم والخدمات فيها، وضمت هذا السياق جاء هذا المقال.
النص الكامل:
(التعليم الأبتدائي في حماة
التعليم الابتدائي خير وسيلة لتربية الأخلاق العامة وتهذيب النفوس بل هو الأساس للمدارس العالية وهو الذي لا يصح للإنسان أن يستغني عنه من حيث كونه انساناَ ولذلك اتخذته الأمم الراقية أمراَ واجباً وفرضاً محتماً على الأفراد كافة.
وهو عندنا معاشر الحمويين بالنسبة لتلك الأمم كالعدم ففي بلدتنا حماة ما يربو على ثلاثين ألفاً من النفوس يندر فيهم من تعلموا التعليم الابتدائي. والسبب في ذلك الانحطاط عدم مدارس تتكفل بتعليم ذلك العدد العظيم فلا يوجد في حماة سوى مدرسة ابتدائية واحدة على نفقة الحكومة ولا تغني فتيلاً بل هي كالعدم وأخرى أهلية غير كافية لاحتياج الأهالي أما مراكز قضائي الحميدية والسلمية فخالية بتاتاً من المدارس حتى من الكتاتيب الصغيرة.
هذا التقصير وحماة ذات مكانة كبرى بمركزها الزراعي متصلة بالخط الحديدي ببيروت ذات المدارس الكلية وبغيرها من أمهات المدن.
وقد نشأ هذا التقصير من إهمال الحكومة وعدم العناية بأمر التعليم وعضده تقصير الأهالي بعدم القيام بفتح المدارس ومساعدة القائمين بها.
فيجب علينا معشر الحمويين أن نتجه بكليتنا ونقوم بأنفسنا لننشد تلك الضالة المفقودة ونتعاون على فتح المدارس وإصلاح الكتاتيب الصغيرة مستنهضين همة جمعية المعارف الجديدة لإصلاح ذلك المكتب المختل وأن تقوم باففتاح بافتتاح مكتب الحاضر الخاوي على عروشه.
والحمويون قادرون على فتح أكثر من أربع مدارس ابتدائية ومدرسة ثانوية يتكفلون بتربية أولئك الأطفال الذين إذا جهلوا علموا وصموا وساءت بهم بلادهم وأوطانهم.
أبو السعود الكيلاني)