وثائق سوريا
تصريح معاون وزير الخارجية الأميركي حول عدوان 29 أيار 1945
تصريح معاون وزير الخارجية الأميركي في 31 أيار 1945م.
أمام استمرار القوات الفرنسية في عدوان 29 أيار 1945م، قام المستر غرو Mr Grew ، معاون وزير الخارجية الأميركية، بتجديد موقف حكومة الولايات المتحدة الأميركية من الأزمة السورية، معلناً في مؤتمر صحفي عقده في 31 أيار 1945م، بأن الحوادث التي وقعت في الشرق الأوسط قد أحدثت قلقاً كبيراً لدى حكومة الولايات المتحدة الأميركية التي أخطرت بتدخل القوات البريطانية، ووافقت عليه، منعاً لسفك مزيد من الدماء في الشرق، وقد قدمت حكومة الولايات المتحدة إلى الحكومة الفرنسية مذكرة مؤرخة في 28 أيار 1945م، تتضمن ما يلي:
( إن ثمة شعوراً لدى الولايات المتحدة الأمريكية وغيرها من الدول بان ممثلي فرنسا يقومون بالتهديد باستعمال القوة لحمل حكومتي سورية ولبنان على منحها امتيازات ذات طابع سياسي وثقافي وعسكري.
إن سورية ولبنان هما باعتراف كل من فرنسا والولايات المتحدة دولتان مستقلتان، كما أنهما أيضاً عضوان في منظمة الأمم المتحدة، حيث يقوم ممثلوها بالاشتراك حالياً في سان فرانسيسكو، مع ممثلي فرنسا والولايات المتحدة بمناقشة وسائل ضمان الأمن العالمي ومقاومة العدوان.
ومن المهم جداً في هذا الوقت بالذات الذي تسعى فيه منظمة الأمن الدولية لخلق كيانها في سان فرنسيسكو توطيداً لدعائم الثقة في مستقبل تلك المنظمة وقدرتها، أن تكف الأمم جميعها، كبيرها وصغيرها، عن القيام بأي عمل من شأنه إثارة الشكوك، مهما كانت غير مبررة- بأن عضواً في هذه المنظمة يتبع سياسة تخالف الروح والمبادئ التي يجرب إنشاء هذه المنظمة للدفاع عنها.
لذلك فإن حكومة الولايات المتحدة، بكل شعور أخوي، تهيب بحكومة فرنسا أن تعيد النظر بدقة في سياستها تجاه سورية ولبنان، بغية العثور على طريقة تبين للبلدين المذكورين وللعالم أجمع أن فرنسا، في تعاملها مع دول المشرق، ترغب في معاملة سورية ولبنان كدولتين مستقلتين تتمتعان بسيادة تامة كعضوين في الأسرة الدولية).
المصدر:
نشرة وزارة الخارجية الأميركية(The U.S Of State Bulletin )، المجلد 12، رقم 310 في 3/6/ 1945م.