من الصحافة
من أرشيف صحيفة المنتخب .. هات حسنة لسيدك الآغا
هات حسنة لسيدك الآغا
((اسمحوا لي أيُّها السادة أولياء الشأن في هذه الدولة وهذه الأمَّة أن أُخالف نصَّ العرائض الرسميَّة المعتاد وأضرب صفحاً عن تصديرها بعبارات التبجيل والتعظيم والتوسُّل والاستعطاف.
ذاكرةً في صدر عريضتي الحاضرة عوضاً عن ذلك جملةً جرت مجرى المثل في احتياجك إلى أمرٍ وحطِّك من قدره معاً وهي: “هات حسنة لسيدك الآغا”.
أصلها أنَّ زعماء بعض مُدننا الشرقيَّة المدعوِّين بالآغوات كانوا منذ مئة سنةٍ أو أكثر قد ذهبت عنهم النعمة والثروة بحوادث الدهر حتَّى احتاجوا إلى الاستعطاء وبقوا مع ذلك على غطرستهم وكبريائهم فكان الواحدُ منهم يُرسلُ رسولاً إلى أحد أغنياء مدينته المُحسنين يسأله صدقةً ولكن بذلك الأسلوب الخشن إذ يُخاطبُ الرسولُ الرجلَ المقصودَ بالجملة الآنفة الذكر “هات حسنة لسيدك الآغا” فيُذلَّه بجعله مُسوَّداً ويجعلُ المُستعطي سيِّداً له. فتأمَّل)).
من مقالةٍ كتبها الأديبُ اللاذقيُّ (إدوار مرقص 1878 – 1948م) في صحيفته (المنتخب) التي صدرت في مدينة اللاذقـيَّـة بين عامي 1910 – 1914م.