نشرت صحيفة الأهرام خبراً عن التطورات التي جرت في سورية بعيد إنقلاب حافظ الاسد والإعلان عنه في السادس عشر من تشرين الثاني عام 1970.
خبر الصحيفة حمل موقف الحكومة المصرية التي رحبت بوصول حافظ الأسد إلى الحكم في سورية.
عنوان الخبر:
اختيار أحمد الخطيبرئيساً جديداً في سوريا
القيادة الجديدة تدعو أقطاب الفئات القومية للإشتراك في الوزارة
نص الخبر:
دمشق في 18- من محمد عثمان شحرور ووكالات الأنباء-
واصل الفريق حافظ الأسد الذي تولى رئاسة القيادة القطرية “المؤقتة” للحزب في سوريا إلى جانب رئاسة الوزارة، مشاوراته اليوم لتشكيل الحكومة الجديدة، وسط تأييد كبير من الدوائر السياسية والمنظمات الشعبية ولبرنامج العمل “الجديد الذي أعلنت القيادة الجديدة عزمها على تنفيذه.
وقد أجمعت الفئات الوحدوية والقومية في سوريا وخلال المشاورات التي جرت معها في اليومين الأخيرين، على أن يتولى الفريق حافظ الأسد وزير الدفاع وقائد الطيران رئاسة الوزارة الجديدة، ضماناً لتنفيذ البرنامج الذي يكفل خروج سوريا من عزلتها العربية، ويحقق انضمامها إلى الخطوة الوحدوية التي بدأتها دول ميثاق طرابلس بالعمل لاتحاد مصر والسودان وليبيا.
ويرى المسؤولون في القيادة الجديدة أن القوى القومية مطالبة هي الأخرى بأن تشترك بأقطابها في الحكومة الجديدة، تحقيقاً للتجمع الوطني، الذي يعد بمثابة دعامة رئيسية في البرنامج القومي الجديد.
وعلى ذلك فإن المنتظر أن تضم الوزارة الجديدة، بالإضافة إلى العناصر القومية والوحدوية، عدداً من الخبراء والفنيين.
وقد اختارت القيادة الجديدة السيد أحمد الخطيب- أحد أعضائها- رئيساً للدولة، وبذلك يخلف الخطيب والأسد في مناصبهما الدكتور نور الدين الأتاسي الذي كان رئيساً للدولة وللحكومة وسكرتيراً عاماً لحزب البعث قبل إقامتة حكومته منذ 4 أيام، وكان الخطيب عضواً في مجلس الرئاسة الذي تم حله عقب إنقلاب 23 فبراير سنة 1966 ثم انتخب بعد ذلك نقيباً للمعلمين.
وعلم أن القيادة القطرية الجديدة والتي اختير الفريق أسد أميناً عاماً لها، تضم 14 عضواً بينهم 4 عسكريون هم “الأسد، واللواء مصطفى طلاس رئيس الأركان، والعميد ناجي جميل، أحد كبار قادة سلاح الجو، والعقيد عبد الرحمن خليفاوي، أحد كبار ضباط الأركان. أما الأعضاء المدنيون فهم السادة: أحمد الخطيب رئيس الدولة الجديد، وعبد الحليم خدام وزير الاقتصاد السابق، ومحمد طلب هلال وزير التموين السابق، ومحمود الأيوبي وزير التربية والتعليم السابق، والدكتور داود الرداوي وزير الصحة السابق، وعبد الله الأحمر محافظ إدلب السابق، وفهمي اليوسفي محافظ حماة السابق، ومحمد حيدر عضو قيادة فرع الحزب في دمشق، وعلي الحلبي أمين العاصمة، وعبد الكريم عدي مدير المؤسسة الاستهلاكية.
وتواصل القيادة إجتماعاتها لتنفيذ برنامجها، وإصدار القرارات الخاصة به، وقالت بعض المصادر أن من بين قراراتها ايفاد بعض الوفود إلى عدد من الدول العربية لشرح تطورات الموقف في سورية، وذلك بعد تشكيل الوزارة الجديدة.
وأكدت المصادر العليمة اليوم أنه لم يبق من المعتقلين غير خمسة من كبار المسؤولين السابقين في الحزب والحكم، هم السيد صلاح جديد السكرتير المساعد السابق للحزب، والسيد محمد عيد عشاوي وزير الداخلية السابق، وأحد الذين انضموا إلى جناج صلاح جديد في الخلافات السابقة، وسيسافر الاثنان إلى القاهرة قريباً للإقامة فيها، والسيد فوزي عضو القيادة القومية والقطرية السابقة للحزب الذي سيسافر إلى طرابلس “ليبيا”، ومعه الدكتور نور الدين الأتاسي الرئيس السابق للدولة للإقامة فيها، أما الدكتور يوسف زعين رئيس الوزراء السابق، رئيس منظمات المقاومة فقد اختار الإقامة في حلب لممارسة مهنته السابقة فيها، وهي الطب.
ويسود الهدوء دمشق والمدن السورية التي لم تشهد أية إجراءات استثنائية خلال التطورات الأخيرة التي ظلت حدود سورية فيها مفتوحة، وجرت بعد ظهر اليوم مظاهرات تأييد للفريق حافظ الأسد في دمشق.
واستأنفت صحيفتا “البعث” و”الثورة” صدورهما اليوم، وتركزت تعليقاتهما على إصرار القيادة الجديدة على الانفتاح على الجماهير وتحقيق الوحدة الوطنية.
واستعرضت الصحيفتان الوضع السابق واتهماه بأنه حال دون قيام المنظمات الشعبية بمهمتها، وقالت أن هذه المنظمات ستترك لها حرية العمل لاختيار قيادتها الصحيحة والمشاركة في الرقابة على الأجهزة الحكومية.
وقد هاجمت الصحيفتان نظام الحكم القائم في العراق، ووجهتا الدعوة إلى الجماهير والقوى التقدمية إلى توحيد صفوفها وجهدها تحت قيادة التقدميين الحقيقيين لإعادة الوجه الثوري إلى العراق.
وفي بيروت قالت وكالة “اسوشيتيد برس” أن التقارير الدبلوماسية تؤكد أن المقاومة التي تبديها القيادة المعزولة لا تشكل أي تهديد للقيادة الجديدة التي يسندها الجيش، وتدعم مركزها في أعين الشعب بالتأييد الذي لقيته من دول ميثاق طرابلس.