ولد الشيخ عارف الصوفي في اللاذقية عام 1858م.
تزوج السيدة نظيرة نور الله كريمة احد علماء جبلة الشيخ الجليل مخلص نور الله رحمه الله، ورزقا ببنين وبنت مصطفى، وجيه، ماجد، جلال وصديقة.
تلقى علومه الشرعية متربعا في حلقات العلم عند أكابر علماء اللاذقية من آل الصوفي والطويل والمحمودي والازهري والمفتي.
كان عضوا في المجلس الاداري والمجلس العلمي لما سمي انذاك المجلس الطائفي الاسلامي وكان عضوا في مجلس الاوقاف ولجنة التدريس الشرعي.
كان مدرسا في الجامع الكبير وفي المدارس الشرعية بالبلدة وخطيبا بالجامع الصغير او ما يسمى اليوم بجامع البازار وتخرج في حلقاته العلمية علماء كثر وربى الاجيال في حلقات المساجد وفي والمدارس.
حارب الاستعمار الفرنسي بخطبه وكلماته وانخرط مع الحركة الوطنية وكان من اعضاء الوفد الوطني الذي طالب الحكومة الفرنسية بالاستقلال.
كما استلم الميقات في جامع الجديد اي انه كان يحدد الاوقات الخمس للصلاة وكانت مئذنة جامع الجديد اعلى مئذنه بالبلدة وترى من كل مكان ولذا فكان الاذان بهذا المسجد الذي يتوسط البلدة والميقاتي كان عالما بالدين وعالما بعلم الفلك ولقد جمع العلامة الشيخ عارف شتى انواع العلوم وبرع بها، وخلفه ابنه المرحوم وجيه بالتوقيت بعد وفاته.
مؤلفاته:
له مؤلفات وتحقيقات غير مطبوعة وترك مكتبة عظيمة تحوي امهات الكتب وحقق ونقح كتبا كثيرة ما زالت مخطوطة…..اعتنى كثيرا بتدريس اولاده فمنهم من درس الحقوق ومنهم من درس الطب واستلموا مناصب ادارية في البلدة ولكن لم يخلفه من درس العلوم الشرعية ليكمل طريقه ويهتم بمكتبته الكبيرة ومؤلفاته التي لم تطبع.
ومما خلفه غير مكتبته الثرية، خلف حديقة غناء مليئة بشتى انواع الزهور والأشجار فكانت هذه الحديقة كالواحة في منتصف الحي العريق بجانب جامع الجديد.
وفاته:
توفاه الله عام 1368 هـ / 1949 عن عمر ناهز التسعين.
وكتب على ضريحه
في جنة المأوى بتاريخه…سليل بني الصوفي محمد عارف
ولقد دفن ايضا حفيده المرحوم هشام وجيه الصوفي معه فيما بعد رحمهما الله انسهما الله وجعل قبرهما روضة من رياض الجنة(1).
(1) مصطفى فرحات، التاريخ السوري المعاصر