وثائق سوريا
رسالة خالد بكداش إلى الكتلة الوطنية في سورية عام 1937
شارك خالد بكداش السكرتير العام للحزب الشيوعي في سورية بمفاوضات مشروع المعاهدة السورية الفرنسية عام 1936م، وأثناء الفاوضات التي عقدت في باريس التقى بأعضاء الكتلة الوطنية.
وكان حينها قد وصل إلى باريس من موسكو القاطن فيها. وبعد التوقيع على مشروع المعاهدة أرسل هذه الرسالة إلى أعضاء الكتلة الوطنية في سورية
نص الرسالة:
من خالد بكداش السكرتير العام للحزب الشيوعي
لحضرة سكرتير الكتلة الوطنية الدائم الأستاذ عفيف الصلح المحترم.
لا يخفاكم أن عقد المعاهدة السورية الفرنسية وتأليف الحكومة الوطنية كانا ضربة قاسية على الموظفين الافرنسيين الفاشست الموجودين في سورية، وعلى امتيازاتهم وسيطرتهم المطلقة ومطامعها الاستعمارية والشخصية، فرغبة منهم في المحافظة على سيطرتهم من جهة، ونظراً لعدائهم للجبهة الشعبية الافرنسية وحكومة بلوم من جهة أخرى، نشطوا إلى حيك مختلف المؤامرات والدسائس لعرقلة السير والتقدم في العهد الجديد، وإثارة القلاقل والفتن بأمل الوصول إلى منع تصديق المعاهدة في البرلمان الفرنسي، وإظهار الشعب السوري بمظهر شعب غير كفء الإرادة نفسه وتمثيل سورية عرضة للفتن في عهد الحكم الوطني، وتخيب الآمال التي عقدها الشعب على هذا العهد.
وغير خاف عليكم ما قامت به هذه العناصر الفاشتية بمعونة الرجعيين المنتشرين بعد في جهاز الحكم من تغذية النعرات الانفصالية التركية بمناسبة ظهور قضية اسكندرون ومسؤوليتها الكبرى في حوادث حلب واللاذقية، وتبعتها المباشرة في حوادث جبل الدروز الأخيرة، التي أظهر الشعب الدرزي تجاهها روحاً وطنية صادقة وإدراكاً عميقاً ورباطة جأش تدعو إلى الإعجاب.
فلأجل قطع دابر هذه المسائل والتخلص من هؤلاء الموظفين ومن نفوذهم والسير بنجاح في العهد الجديد، وتثبت الحكم الوطني وتحقيق مطاليب الشعب وتنفيذ الاصلاحات التي تفرضها مصلحة الوطن أقترح عليكم أن نبحث معاً الأسس والوسائل التي يمكن أن تكون أسس عمل مشترك منظم بينكم وبيننا لأجل:
أولاً- القيام بمشاريع مشتركة في باريس وهنا ومطالبة حكومة بلوم وزارة الخارجية الفرنسية بتنظيف جهاز الإدارة الفرنسية في بلادنا من الموظفين الفاشست المنوه عنهم واستبدالهم بعناصر مخلصة للعهد الجديد تتعاون بنزاهة مع الحكومة الوطنية لاجتياز دور الانتقال بسلام.
ثانياً- اتخاذ التدابير السريعة التي من شأنها أن تساعد على تحاشي تكرر مثل حوادث جبل الدروز ووضع حد لدسائس مثيريها إلى حين التوفيق في التخلص منها نهائياً.
ثالثاً- القيام بمشاريع مشتركة لمطالبة الحكومة الوطنية بتشكيل لجنة تحقيق تدرس السائس والمؤامرات التي يحبكها الفاشست والرجعيون في مختلف المناطق.
رابعاً- اتخاذ تدابير ناجعة لأجل وقف دعايات الفاشست الألمان والطليان التي تطغى على بلادنا بطريق بعض الصحف والباعة، وبغيرها من الطرق وبحماية الموظفين الفاشست الافرنسيين أنفسهم.
وفي انتظار جوابكم الذي نأمل أن لا يتأخر تفضلوا بقبول فائق احتراماتنا الأخوية.
دمشق في 3 نيسان (أبريل) 1937
سجل في 5-4-1937 رقم
عن سكرتارية الحزب الشيوعي
السكرتير العام
خالد بكداش