ينحدر حسني الزعيم من أب حلبي وأم كردية، نشأ وترعرع في مدينة حلب حيث كان والده يلقي دروساً دينية في الجامعة الكبير خلال الحرب العالمية الأولى.
التحق حسني الزعيم بالجيش التركي وبلغ رتبة الملازم حيث ألحق بحاشية الجنرال بصرى باشا في المدينة المنورة.
رويت عن سلوكه الشخصي وشذوذه الكثير من الروايات عندما كان أحد مرافقي الباشا التركي المذكور.
بعد أن وضعت الحرب العالمية الأولى أوزارها واحتل الفرنسيون سورية التحق بقطعات جيش الشرق الذي أسسته فرنسا في سورية وشكلته بأكثرية من عناصر عربية وغير عربية الأصل أو الانتماء مما جعل اسمه الجيش المختلط.
رقي الزعيم في سلم الرتب العسكرية في الجيش المذكور حتى بلغ رتبة (كومندان) أي مقدم، واشترك خلال خدمته في الجيش الفرنسي المذكور بجميع الأعمال التي قام بها هذا الجيش بما فيها ضرب وسحق الثوات السورية التي نشبت عقب الاحتلال الفرنسي لسورية بدءاً من ثورة 1925م، ومروراً بقمع كل التحركات الوطنية التي قامت ضد المستعمر الفرنسي.
عندما دقت الجيوش البريطانية والفرنسية الديغولية أبواب سورية لاقتلاع الفيشيين التابعين لحكومة المارشال بيتان في فرنسا كان حسني الزعيم في عداد القطعات الفرنسية المعسكرة حول دمشق ولما اقتربت قوات الجيش البريطاني التاسع مع القوات الفرنسية الحرة من أبواب دمشق عهد الفيشيون الى المقدم حسني الزعيم بتشكيل عصابات محلية وزودوه بكميات كبيرة من الأسلحة ومبالغ ضخمة من المال وكانت مهمته مع عصاباته مناوشة القوات الزاحفة وتأخير تقدمها بغية حماية مؤخرة القطعات الفيشية خلال انسحابها، ولكن ما أن أصبحت القوات المتقدمة عند قرية الكسوة حتى فر حسني الزعيم حالاً الأموال التي أخذها من الفرنسيين وتاركاً أفراد عصابته يتشرذمون وكانوا بغالبيتهم من الأكراد والشراكس.
تمكن الفرنسيون الديغوليون من احتلال دمشق من إلقاء القبض على حسني الزعيم الذي كان مختبئاً بحي الأكراد واقتادوه إلى السجن ثم حوكم بعد ذلك أمام محكمة عسكرية فرنسية في بيروت أصدرت حكمها عليه بالطرد من الجيش الفرنسي وبسجنه لمدة عشرين عاماً وبإعادة الأموال التي قبضها من الفيشيين وأودع سجن الرمل ثم مالبث بعد استعطافات وتوسلات أن نقل من سجن الرمل في بيروت إلى سجن القلعة في دمشق.
كان حسني الزعيم خلال سجنه في قلعة دمشق – وبعد أن بدد ما قبضه من الفرنسيين – يعيش حياة بائسة وكان يتولى الإنفاق عليه في السجن سجين آخر يدعى رضا الغزي، كان قد حكم عليه بالسجن المؤبد بسبب إقدمه على دس السم لعمه فوزي الغزي، وكان من كبار الرجال الوطنيين الذين ناضلوا ضد الاحتلال الفرنسي، وإلى جانب ذلك كان حقوقياً دولياً حيث شارك في وضع الدستور السوري بعد الاستقلال وارتكب جريمته آنذاك بسبب عشقه لزوجة المغدور وبغية التخلص منه للاستحواذ عليها.
كان رضا الغزي ميسوراً يملك أراض واسعة حول دمشق، وكان الزعيم يتولى خدمته وتسليته في مهجع السجن مقابل تكفل الغزي بجميع نفقاته، وقد استثني الغزي من أي عفو صدر عن السجناء في سورية بسبب جريمته النكراء، وكان حسني الزعيم يقول له اصبر لن يخرجك من السجن سواي لأني بعد خروجي من السجن سأعود للجيش وأحكم سورية وحينها سأخرج أنا من السجن، وكان الغزي يسخر من هذا القول ويعتبره محض “علاك كما كان يقول” وقد تحققت نبوءة حسني الزعيم بعد بضعة سنوات ونفذ وعده.
عندما حل موعد جلاء الفرنسيين عن سورية نقلوا السجناء المحكومين من قبل محاكمهم العسكرية إلى بيروت وأطلقوا فيها بعضهم بشرط الإقامة الإجبارية ريثما يبت بأمرهم وكان حسني الزعيم من أولئك الذين أطلقوا بشرط إثنات وجودهم كل صباح ومساء في المخافر العائدة للسلطات الفرنسية، بقي حسني الزعيم على هذه الحال حتى جلاء الفرنسيين فأخلي سبيله نهائياً.