وثائق سوريا
بيان النقابات المهنية العلمية في حمص عام 1980
في التاسع من آذار (مارس) عام 1980م رُفع أول بيان جريء رفع هذا البيان وذيله بتوقيعه كل من نقيب أطباء محافظة حمص الدكتور عبدالعزيز الأتاسي، ونقيب صيادلتها خلوصي الأتاسي، ونقيب مهندسيها وجيه السيد سليمان الأتاسي، ونقيب محاميها انطوان الطرابلسي….ونقيب أطباء الأسنان.
نص البيان:
“إن مجالس فروع النقابات المهنية العلمية في حمص (الأطباء-المحامين-المهندسين-الصيادلة-أطباء الأسنان) المنعقد اجتماعهم صباح هذا اليوم الأحد الواقع في 9-3-1980، في مقر فرع نقابة الأطباء في حمص، بعد استعراضها للظروف الخطيرة التي يمر بها وطننا الحبيب سورية، داخلياً وخارجياً، والتدوال في شؤون الوطن والمواطنين كافة، ترى أن أسباب هذا التردي في الأوضاع الداخلية مرده إلى غياب الحرية الديمقراطية، وسيادة الدستور والقانون، وحلول الإرهاب النفسي والفعلي بحق المواطنين وانتشار المظاهر المسلحة، وإن توزيع السلاح في هذا الوقت الحرج على بعض الهيئات أمر قد تتمخض عنه مضاعفات تؤدي إلى تمزيق الوحدة الداخلية، وهو وضع لا يستفيد منه إلا الاستعمار واسرائيل، وخاصة أطراف كامب ديفيد.
وشعوراً بالواجب والمسؤولية اللذين يترتبان علينا كمواطنين والاسهام في الدفاع عن هذا الوطن وحفاظاً على وحدة الصف الوطني نرى وجوب تحقيق المطالب التالية:
أولا-تأمين الحرية والديموقراطية للمواطنين كافة ومنحهم الحق بالتعبير عن معتقداتهم وآرائهم السياسية والفكرية وتحقيق ذلك بشكل عملي.
ثانياً-إلغاء حالة الطوارئ في سورية وقصرها على أماكن الحدود والتماس مع اسرائيل.
ثالثاً-العمل على سحب السلاح الذي تم توزيعه على بعض الفئات والهيئات، وأننا لنرى أن هذا التدبير قد تكون نتائجه الزيادة في تسعير استمرار الأزمة المتفاقمة في هذا الوطن في الوقت الحاضر.
رابعاً-إزالة الأسباب التي أدت وتؤدي إلى بروز الممارسات الطائفية من أي جهة كانت، ومهما كان مصدرها، والضرب بيد من حديد على مثيريها ومستغليها ومفتعليها.
خامساً-تقليص أجهزة القمع وصلاحياتها، وقصر الملاحقات على رجال الضابطة العدلية ضمن حدود الدستور والقانون.
سادساً-إطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين والموقوفين لسبب معتقداتهم السياسية والفكرية، والذين أوقفوا بدون مذكرات قضائية صادرة عن القضاء العادي، وإحالة المذنبين منهم إلى المحاكم المختصة المدنية، وحصر أماكن التوقيف في الأماكن الخاصة بالنيابة العامة.
وإننا لنرى أن تحقيق هذه المطالب كفيل بالقضاء على جميع أسباب هذه الأزمات التي يعاني منها الوطن، كما أننا نعتبر تحقيقها دليل صحة وقوة وليس دليل ضعف، لأنه لا يمكن مجابهة اسرائيل وأعداء الوطن بدعائم لا تتمتع بحدود دنيا من الحرية والديمقراطية والكرامة.
وفي الختام فإننا نهيب بالمواطنين التحلي بالصبر وضبط النفس لتمر هذه الأزمة بسلام، لا سيما أن قطرنا العربي السوري مستهدف من قبل الاستعمار والصهيونية الذين يتوخون تحطيمه وتجزئته.
فرع نقابة الأطباء: عبدالعزيز الأتاسي
فرع نقابة المهندسين: وجيه السيد سليمان الأتاسي
فرع نقابة المحامين: انطون الطرابلسي
فرع نقابة الصيادلة: خلوصي الأتاسي
وثائق وبيانات سورية 1900 – 2000