ولد شاكر محمد كامل الفحّام. في حمص عام 1921م.
تلقّى تعليمه الأساسي في حمص، ثم تابع تعليمه الثانوي فدرس في حمص بدايةً وانتقل بعدها إلى دمشق، وهناك استحصل على شهادته الثانوية.
وفور تخرّجه من المرحلة الثانوية عيّن مدرسًا في قرية “تسيل” بالجولان عام 1941م، ثم أوفد إلى جامعة القاهرة لدراسة الأدب العربي، فتخرّج منها عام 1946م، ثم عاد بعدها إلى سورية وقام بالتدريس في ثانويات دمشق وحمص والحسكة حتى عام 1957م. وخلال تلك الفترة كان قد تم تأسيس حزب البعث العربي الاشتراكي، فكان من أقدم أركان الحزب.
وفي عام 1957م أعيد إيفاده إلى القاهرة لاستكمال دراساته العليا، فنال شهادة الماجستير عام 1960م، وشهادة الدكتوراه عام 1963م، متخصصًا في أشعار الفرزدق وبشار بن برد. عاد بعدها إلى سورية ليعمل مدرسًا في كلية الآداب بجامعة دمشق.
وزارتيّ التربية والتعليم العالي ورئاسة جامعة دمشق :
بعد وصول حزب البعث إلى السلطة في 8 آذار 1963م انتدبه صلاح البيطار لحكومته الثالثة وعيّنه وزيرًا للتربية والتعليم، فظلّ في الوزارة بين 4 آب و 12 تشرين الثاني من عام 1963م، حيث استقالت الحكومة كاملةً.
وقد تعاقب على رئاسة الحكومة رئيس الدولة أمين الحافظ، حيث شكّل وزارته وأبعد د.شاكر الفحام عن سورية وعيّنه سفيرًا في الجزائر، فظلّ الفحّام في هذا المنصب حتى عام 1968م، وهناك قام بدور بارز في حركة التعريب بعد استقلال الجزائر، وأصبح المشاور المعتمد في شؤون حركة التعريب تلك.
ثم عاد إلى سورية بعد أن صدر قرار تعيينه رئيسًا لجامعة دمشق (1968-1970م)، وبذلك كان الحمصي الوحيد الذي يتولّى رئاسة الجامعة بالأصالة.
وفي 21 تشرين الثاني 1970م عيّن وزيرًا وزيرًا للتعليم العالي عين وزيراً للتعليم في الحكومة التي شكلها حافظ الأسد عام 1971م(1).
حافظ على منصبه في وزارة التعليم العالي خلال حكومة عبد الرحمن الخليفاوي الأولى وحكومة محمود الأيوبي، أي حتى 7 آب 1976م، ثم سُمّي في حكومة عبد الرحمن الخليفاوي الثانية وزيرًا للتربية والتعليم حتى 30 آذار 1978م، ثم أعيد تعيينه وزيرًا للتعليم العالي في حكومة محمد العلي الحلبي، فظلّ في الوزارة حتى انتهاء مدة الحكومة في 14 كانون الثاني 1980م.
وقد سعى خلال وزارته الأخيرة بتطوير جامعة دمشق، فوجّه باستحداث كرسي الكيمياء الفيزيائية في قسم الكيمياء بكلية العلوم، وكرسي الأمراض العقلية والنفسية في قسم الطب الباطني بكلية الطب(2).
عُين عضواً في مجلس الشعب بموجب المرسوم 466 الصادر في السادس عشر من شباط 1971 ، وظلّ في المجلس حتى عام 1973م(3).
رئاسة مجمع اللغة العربية:
انتخب د. شاكر الفحّام عضوًا عاملًا في مجمع اللغة العربية بدمشق في الجلسة المنعقدة بتاريخ 19 تشرين الثاني 1970م خلفًا للأمير مصطفى الشهابي، وصدر مرسوم تعيينه في 16 شباط 1971م، وأقيمت حفلة استقباله في 5 حزيران 1975م.
ثم انتخب نائبًا لرئيس المجمع في 31 كانون الأول 1977م، وظلّ يشغل هذا المنصب حتى عام 1993م، حيث عيّن رئيسًا للمجمع أصالةً بتاريخ 1 نيسان 1993م، فكان بذلك الرئيس الخامس للمجمع منذ تأسيسه، والرئيس الحمصي الوحيد له، وظلّ يشغل هذا المنصب إلى حين وفاته عام 2008م.
شارك د. شاكر الفحام في أعمال المؤتمر السنوي الأول والثالث والرابع والخامس لمجمع اللغة العربية بدمشق سنوات 2002-2004-2005-2006م، وألقى فيها كلمة رئيس المجمع في جلستيّ الافتتاح والختام.
كما شغل د. شاكر منصب الأمين العام المساعد لاتحاد المجامع العربية، وعضوية مجمع اللغة العربية في القاهرة، وكان عضوًا مؤازرًا في المجمع العلمي العراقي، وعضو شرف في مجمع اللغة العربية بالأردن، وعضوًا عاملًا في المجمع الملكي لبحوث الحضارة الإسلامية، وعضوًا مشاركًا في الأكاديمية الملكية المغربية، وعضوًا مراسلًا في المجمع العلمي الهندي.
مؤلفاته وآثاره العلمية:
للدكتور شاكر الفحّام إرث علمي هائل في حقل اللغة العربية وآدابها، وله الفضل في تطوير الكثير من مراجع اللغة وتنظيمها. وإنه بالإضافة إلى مقالاته الغزيرة فقد درس على يديه العديد من الطلاب ممّن تبوّؤوا مناصبًا مختلفة أو ممن استحصلوا على شهادات عليا. وقد نال بسبب إسهاماته العلمية جائزة الملك فيصل للغة العربية عام 1989م، وهي من أرفع الجوائز الفكرية في الوطن العربي.
نشر د.شاكر في مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق 130 مقالًا بين عاميّ 1973-2006م، وقد تضمّنت تلك المقالات:
– التعريف بالكتب:
كتاب اللامات، كتاب الدلائل في غريب الحديث (5 مقالات)، وقفة مع ديوان بشار بن برد (5 مقالات)، شعر منصور النمري، ديوان ابن الرومي، وغيرها.
– التراجم:
عبد العزيز الميمني الراجكوتي، فقيد المجمع: الأستاذ علي الفقيه حسن، فقيد المجمع: الأستاذ الدكتور حسني سبح، فقيد المجمع: الأستاذ الدكتور محمد كامل عياد، وغيرها.
– التعقيبات والملاحظات:
كتعقيبه على ترجمة المتنبي، وجملة ملاحظ تتناول نص ديوان بشار بن برد للأستاذ عامر غديرة، وتعليق وجيز على مقالة مطاع الطرابيشي، وتعقيب بعنوان: أطلس العالم وتشوية الأسماء، وتعقيب بعنوان: من سهو العلماء، وآخر بعنوان: من أوهام المحققين في العروض، وغيرها.
– البحوث:
حديث الشعبي في صفة الغيث، وديوان أبي الفتح البستي، وأبو علي الفارسي، وقضية المصطلح العلمي في نطاق تعريب التعليم العالي، والكويكبات، وأبو منصر الثعالبي، والمختار من شعر بشار.
كما نشر عددًا كبيرًا من البحوث والمقالات في مجلة مجمع اللغة العربية بالقاهرة، ومجلة معهد المخطوطات العربية بالكويت، ومجلة المجمع العلمي الهندي، ومجلة العرب السعودية، ومجلة العربي الكويتية، ومجلة الثقافة السورية. ومجلة كلية الدراسات الإسلامية والعربية في دبي، ومجلّتي العربية للثقافة والرصد الثقافي في بيروت، ومجلة المجلّة في القاهرة، ومجلة الفيصل بالرياض، ومجلة الثقافة لمدحت عكاش، ومجلة العرف، بالإضافة إلى مجلات دمشق: مجلة المعلم العربي، مجلة المعرفة، مجلة دراسات تاريخية، مجلة صوت المعلمين، مجلة الأسبوع الأدبي.
وله من المؤلفات المطبوعة:
1- ديوان الفرزدق (ج1)، مطبوعات مجمع اللغة العربية بدمشق، 1966م – دار الفكر بدمشق، 1977م.
2- كتاب اللامات لابن فارس (تحقيق)، مطبوعات مجمع اللغة العربية بدمشق، 1973م.
3- الدلائل في غريب الحديث للسرقسطي (تحقيق)، مطبوعات مجمع اللغة العربية بدمشق، 1976م
4- مختارات من شعر الأندلس، المطبعة التعاونية بدمشق، 1979م.
5- نظرات في شعر بشار بن برد، مطبوعات مجمع اللغة العربية بدمشق، 1983م.
6- الأستاذ عبد الهادي هاشم فقيد المجمع، مطبوعات اللغة العربية بدمشق، 1988م.
وفاته:
توفي الدكتور شاكر الفحام في دمشق بتاريخ 28 حزيران 2008م، وأطلق اسمه على مدرسة في حيّ الغوطة بحمص.
كان الدكتور قد اقترن بالسيدة مديحة عنبري مديرة منظمة S.O.S في سورية، وابنته الدكتورة ديما الفحّام هي زوجة العالم المصري الحائز على جائزة نوبل أحمد زويل(4).
(3) مجلس الشعب بموجب المرسوم 466 الصادر في السادس عشر من شباط 1971
(4) البواب (مروان)، أعلام مجمع اللغة العربية في مئة عام، مطبوعات مجمع اللغة العربية – دمشق عام 2019م، صـ 221-225
انظر:
د. عادل عبدالسلام (لاش): أنا واللغة العربية وشاكر الفحام
توقيع شاكر الفحام وزير التعليم العالي في سورية عام 1972