وُلِدَت إلفة الإدلبي في مدينة دمشق في حي الصالحية المنحدر من جبل قاسيون في عام 1912 من أبوين دمشقيين هما «أبو الخير عمر باشا» و«نجيبة الداغستاني» وكانت البنت الوحيدة بين خمسة أخوة ذكور. تلقت علومها في مدرسة تجهيز البنات.
أصيبت عام 1921 بالحمى التيفية، ونجت منها بأعجوبة، مما أخَّرَها عن الالتحاق بالمدرسة سنة كاملة، ولما أسست مدرسة «العفيف» القريبة من منزلها انتمت إليها، وكانت من المتفوقات في دروسها.
نالت الشهادة الابتدائية عام 1927 وانتقلت إلى دار المعلمات و منذ بداية تفتحها على الحياة أظهرت ميلاً واضحاً نحو الأدب. فكانت تُقبِل على القراءة، وحفظ الشعر، وتمضي الساعات الطوال مع أمهات الكتب، التي تذخَر بها مكتبة والدها. في عام 1929 تزوجت من الطبيب حمدي الإدلبي، وأنجبت له ثلاثة أولاد. كانت تقرأ عشر ساعات متواصلة يومياً، تنتقل فيها بين الأدب القديم والحديث والمترجم.
انتسبت إلى عدة جمعيات خيرية وثقافية كجمعية دوحة الأدب. وكانت تعقد في دارها ندوة كل شهر يشترك فيها عدد من أدباء دمشق وأديباتها ومثقفيها لتبادل الآراء حول الأدب والثقافة.
و في عام 1940 انتمت إلى جمعية الندوة، وقامت من خلالها بنشاط أدبي واسع، . في عام 1947، كتبت أول قصة لها بعنوان «القرار الأخير» ثم كتبت قصتها الثانية «الدرس القاسي» ، في عام 1953 أصدرت كتاب «قصص شامية» ثم انضمت الكاتبة إلى «منتدى سكينة»، كما كانت من أعضاء «جمعية الأدباء العرب» وأثناء ذلك جعلت من بيتها صالوناً أدبياً مخصصاً لاستقبال ضيوف الجمعية من الأدباء المصريين أثناء فترة الوحدة بين القطرين، إضافة إلى الأدباء والشعراء السوريين الذين هم أعضاء في «منتدى سكينة» وأعضاء في «جمعية الكتاب العرب». في عام 1963 أصدرت إلفة الإدلبي كتاب «وداعاً يا دمشق» وضم قصص: «الرقية المجربة، وداعاً يا دمشق، انهزم أمام طفل، سلاطين مخيفة، نسمة الصبا، الله كريم، خيط العنكبوت، سراب، ماتت قريرة العين».
نشرت في عام 1964 كتابها «المنوليا في دمشق وأحاديث أخرى». وتوالى النتاج الأدبي للكاتبة فأصدرت مجموعتها القصصية الثالثة «ويضحك الشيطان» عام 1970، وفي عام 1976 أصدرت مجموعة قصصية رابعة بعنوان «عصي الدمع» . ومن أهم أعمالها الأدبية أيضاً روايتان هما: «دمشق يا بسمة الحزن» (1980)، ورواية «حكاية جدي» 1990، عملت إلفة الإدلبي في لجنة النثر في المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب وذلك مدة تقرب من عشر سنوات، كما عملت في لجنة الرقابة الأخلاقية في مؤسسة السينما العربية في سورية لمدة وجيزة.
شاركت في عدة مؤتمرات عن المرأة منها: المؤتمر الخامس للاتحاد النسائي العربي الذي أقيم في بيروت عام 1962، و في بغداد عام 1969، وفي مؤتمر المغرب عام 1989.
ألقت عشرات المحاضرات في الأندية الأدبية والمراكز الثقافية، وعشرات الأحاديث الإذاعية، وأجريت معها مقابلات صحفية وتلفزيونية عديدة.
في يوم الخميس الثاني والعشرين من آذار 2007م، رحلت الأديبة إلفة الإدلبي عن عمر يناهز السادسة والتسعين عاماً، وتم تشييعها من جامع البدر في حي المالكي(1).
(1) م. حسام دمشقي – التاريخ السوري المعاصر