شاكر بريخان
ولد الممثل والملحن شاكر بريخان في حارة الجلوم في مدينة حلب عام 1926.
ظهرت موهبته الفنية وهو لايزال طالبا في المرحلة الإعدادية في أربعينيات القرن الماضي، وكان لديه ميل للتمثيل والموسيقى وكتابة الزجل.
عمل موظفاً في إذاعة حلب منذ تأسيسها عام 1950م، وكذلك ممثلاً إذاعياً ثم مخرجاً، قبل أن يحترف نظم الأغاني والتلحين.
كتب شاكر بريخان أول تمثيلية وأخرجها عام 1956 في إذاعة حلب، و أول مسرحية مرئية قدمها كانت مسرحية “نهاية سكير” وهي اجتماعية من تأليف محمد محسن تصور الحياة الاجتماعية في سورية.
أول عمل ظهر له تم بمساعدة الموسيقي أمين الخياط، وبتشجيع من مدير إذاعة حلب وقتذاك عادل خياطة، وهي حوارية ثنائية- ديالوغ- بعنوان “آه ياقليبي”، الذي غناه الثنائي فهد بلان وسحر اللذان كانا وقتذاك في بداية حياتهما الفنية.
انتقل شاكر بريخان إلى دمشق عام 1963م، ليتابع عمله في كافة المجالات الفنية من مسرح وإذاعة وتلفزيون، وأخذ يمارس أعمالاً عديدة في الإذاعة والتلفزيون وفي الأوساط الفنية، وصب جل اهتمامه في البداية في نظم الأغاني، قبل أن يدعم عمله بالتلحين لتكون باكورة تلاحينه فيها أغنية “رصوا الصفوف” القومية التي غنتها ” مها الجابري” بنجاح منقطع النظير، ثم نظم ولحن لها بمناسبة عيد الفطر أغنيته الجميلة ” الليلة عيد ” التي استقى لحنها الأساسي من لحن زكريا أحمد الرائع “حبيبي يسعد أوقاته” التي حققت نجاحاً شعبياً جعلت المطربين والمطربات يتهافتون على ألحانه.
عين بريخان نائباً لرئيس دائرة الموسيقا في التلفزيون وهنا تكرس اهتمامه بالتلحين وكان من أول الأعمال التي قدمها اسكتش “عقد اللولو” الذي شارك فيه دريد لحام ونهاد قلعي وفهد بلان.
كان له باع طويل في تلحين الأغنية الوطنية حيث قدم مئات الاغاني الجميلة التي كتب كلماتها ولحنها وغناها كبار المطربات والمطربين السوريين، فلحن “زادك الله” التي أداها ” مصطفى نصري”، وايضا لـ موفق بهجت “رعاك الله”وجلال سالم “معك الشعب” ونظم ولحن اسكتشا رائعاً في مسرحية غربة التي مثل فيها أيضاً. كذلك لحن جميع الاسكتشات التي شارك فيها تمثيلاً وغناء في مسرحية “ضيعة تشرين” لدريد لحام، التي ظهرت يعد حرب تشرين عام ١٩٧٣ . كذلك لحن في تلك الفترة من حياته أعمالاً أخرى لفاتن حناوي وسحر ومها الجابري وفهد بلان وسمير حلمي. وكان أهم أعماله آنذاك اسكتش الجلاء الذي أخرجه للتلفزيون المخرج علاء الدين كوكش. وهذا الاسكتش يروي قصة الجلاء والأحداث التي سبقته.
مال إلى فن المونولوغ الشعبي، وأعطى فيه أعمالاً هادفة للفنان رفيق سبيعي الشهير بأبي صياح من أشهرها “يا ولد لف لك شال”، و”تمام تمام”، ” و”الميني جوب”.
كانت له مشاركات في التمثيل ايضاً، وأولى مشاركات الفنان بريخان التمثيلية في التلفزيون كانت في مسلسل “مذكرات حرامي” من تأليف حكمت محسن وإخراج علاء كوكش. وحول أدائه عددا من الأدوار التمثيلية بيّن أنه لم يطرح نفسه كممثل في يوم من الأيام، وكل ما في الأمر أن مخرجا ما يطرح عليه دورا فإن وجده مناسبا قام به، وعندما أُسست “أسرة تشرين” رأى المخرج دريد لحام أنه يصلح لدور الأستاذ في مسرحية “ضيعة تشرين” فمثل الشخصية، وكان منسجما مع الدور في اسكتش الأميين لأنه كتبه ولحنه، ثم شارك في جميع مسرحيات “أسرة تشرين”؛ وإلى جانب دوره التمثيلي لحن أغاني المسرحيات ومنها “بالفرح بالعز الديار معمرة” و”الراية السودا الحزينة” و”غربة بعيدة” ليستمر بعدها مع مسرحيات “أسرة تشرين”.
يقول الفنان صميم الشريف ان عيب شاكر بريخان الوحيد أنه كان لا يتقن العزف بأية آلة موسيقية، وإن كان يلم بالمقامات والإيقاعات إلماماً لا بأس به، وسبب هذا يعود بالدرجة الأولى إلى تشتته بين مواهبه الضائعة بين نظم الأغاني والتمثيل والتلحين، ولو أنه أخلص لواحد منها لكان واحداً من المبدعين القلائل.
توفي يوم الجمعة في دمشق عن عمر يناهز 81 عاما، وذلك بعد صراع طويل مع مرض عضال.