وثائق سوريا
رسالة صلاح جديد من سجنه عام 1979م
وجهة نظر صلاح جديد أرسلها من سجنه في عام ١٩٧٩ قبيل تشكيل التجمع الوطني الديمقراطي :
شروط تكوين الجبهة العريضة
——————————
واذا كان المطلوب هو جبهة عريضة ، فهل يمكن إشراك البرجوازية أو ممثّلين لها في هذه الجبهة؟ إنّ الإجابة تستدعي معرفة مواقف مختلف شرائح البرجوازية من المسائل الأساسية التالية :
١ – الموقف من النظام الحالي منذ قيامه حتى الآن .
٢ – الموقف من حتميّة الاختيار الاشتراكي لتطوير المجتمع بشكل عام ، ومن التحوّلات الاشتراكية التي قام بها الحزب بعد ٨ آذار ، وحركة ٢٣ شباط بشكل خاص .
٣ – الموقف من من معركة تحرير الأرض المحتلّة ، ومن قضيّة فلسطين ، لا سيّما بعد معاهدة السادات مع الصهيونية .
٤ – الموقف من الهجمة الإمبريالية – الصهيونية – الرجعية في المنطقة .
٥ – الموقف من من التحالف الاستراتيجي مع السوفيت ، وقوى التحرٌر العالمية .
٦ – الموقف من الوحدة العربية وتعميق الشعور القومي على ضوء تجربة الانفصال ، وتحرٌك الأخوان المسلمين الحالي .
– إنّ البرجوازية الطفيلية ، والشريحة العليا من البرجوازية ، وجزء من البرجوازية الوسطى ، هذه الشرائح تشكٌل القاعدة الاجتماعية الداعمة للنظام منذ قيامه ، والمنتفعة منه ، والمسؤولة عن استمراره هذه المدّة الطويلة ، والتي ساهمت مساهمة كبيرة فيما وصل إليه القطر من أوضاع شاذّة وفساد سياسي واجتماعي.
وإذا كانت الآن استنفذت أغراضها من هذا الحكم ، أو بدأت تشعر بعجزه عن مواجهة الجماهير ومواجهة الجماهير وقرب نهايته ، فإنّها ستحوّل ولاءها بكل تأكيد الى الإخوان المسلمين والقوى الرجعية الأخرى ….ذلك أنّ ارتباطها الأساسي هو مع الرجعية العربية (السعودية ودول النفط الأخرى ) ، وبالتالي مع الإمبرياية ، وهم الآن المستفيدون الى أقصى الحدود من أموال النفط ، والسمسرة لأفراد النفط ، ولهم مصلحة حقيقية في انتصار خط السادات الخياني ، وإنهاء حالة الحرب في المنطقة ، وتصفية قضيّة فلسطين ، ليُتَاح لهم المزيد من الفرص لتضخيم ثرواتهم ، وزيادة أرباحهم ، وبالتالي إقامة نظام أكثر رجعية من النظام الحالي تسود فيه قيم الاستغلال والتخلّف .. ي
بقى جزء هامّ من البرجوازية المتوسطة ( وهي البرجوازية المنتجة غير المرتبطة ) والتي يمكن تسميتها بالرجوازية الوطنية غير المستغِلّة ، ولهذه الشريحة ممثلون كثيرون بين الأطبّاء والمهندسين والمحامين ، وباقي المهن الحرّة الأخرى ، وبين المثقفين والتجار والعسكريين ، وحتى بين رجال الدين المتنوّرين ، فهذه الفئات لم تتناقض بعد مصالحها مع التحوٌلات الاجتماعية التي جرت بعد الثورة ، وهي تطمح أن تلعب دوراً وطنيٌاً في مرحلة التحرّر الوطني ضدّ الصهيونية والإمبريالية ، ولها مصلحة في قيام مجتمع متطوّر حديث ، وحكم ديمقراطي منفتح على الجماهير المستقلّة.
هذه الشريحة مع جماهير البرجوازية الصغيرة يجب أن يُفسَح لها المجال في الجبهة ، وتبذل محاولات جادّة وصادقة لشدّها الى تيّار الجماهير الكادحة ، ويمكن أن يتضمٌن برنامج الجبهة ما يشجّعها ، ويُغريها في الانضمام إليها تحت قيادة الأحزاب التقدّمية
يتبع ( حول صيغة الديمقراطية المطلوبة )