محمد علي العابد أول رئيس جمهورية في سورية.
هو محمد علي بن أحمد عزت بن محيي الدين ابو الهول (هولو باشا) ابن عمر بن عبد القادر ابن محمد ابن الأمير قانص آل العابد المشرفي.
ينتمي محمد علي العابد إلى عائلة العابد من عشيرة المشارفة العربية، إحدى أهم عشائر حلف الموالي، وينتهي نسبهم إلى عدنان من ولد مشرف من آل بكر بن وائل.
ولد في دمشق سنة 1867م، وترعرع في القصر الذي بناه جده هولو في حي الساروجة في دمشق، الذي حكم منه سورية لمدة ستة أشهر، وبدأ دراسته الابتدائية بالكتاتيب والمدارس الدينية المتوافرة في ذلك العصر، وفي عام 1885 انتقل إلى بيروت حيث تتلمذ على يد الشيخ محمد عبده الذي كان منفياً إليها.
تزوج الرئيس محمد علي العابد من السيدة زهراء اليوسف.، كريمة أمير الحج الشامي عبد الرحمن باشا اليوسف، والذي شغل هذا المنصب خلال الفترة الواقعة بين عام 1892-1918م، وكان والدها من وجهاء الأكراد الذين سكنوا دمشق.
كان محمد علي العابد من أغنى رجال سورية، وربما الأغنى فيها على حد وصف فيليب الخوري الذي قدر ثروته بمليون ليرة ذهب انكليزية آنذاك. فضلاً عن استثماراته في قناة السويس وامتلاكه عقارات واراضي في الغوطة وفندق فكتوريا احد اقدم الفنادق في دمشق.
لما انتقل أبوه إلى الأستانة للعمل في بلاط السلطان عبد الحميد الثاني درس في مدرسة “غلطة سراي”، حيث أتقن بالإضافة إلى العربية لغته الأم، اللغتين التركية والفرنسية إتقانًا تامًا، كما أجاد الإنكليزية والفارسية، وأحاط بعلوم التاريخ والاقتصاد والأدب الفرنسي، ثم درس أصول الفقه الإسلامي، بعدما درس الفقه الروماني والتشريع الأوروبي.
وبعد عودته من فرنسا عام 1905 عُيِّن مستشاراً قانونياً في الباب العالي، ثم انتقل عام 1908 إلى وزارة الخارجية العثمانية وأُرسل وزيراً مفوضاً إلى واشنطن.
بعد خلع السلطان عبد الحميد عام 1909 انتقل إلى أوربا وأقام في باريس مع عائلته حتى عام 1919 حين عاد إلى دمشق وانخرط في العمل السياسي وصار عام 1923 وزيراً للمالية.
ثم جاء انقلاب الضباط الأتراك، وجمعية الاتحاد والترقي، ليقلص من صلاحيات السلطان، وآل العابد في نفس العام، قبل الاطاحة بالسلطان عبد الحميد نهائيًا، في عام 1908م، فانتقل محمد علي العابد إلى لندن، ثم أخذ يتنقل بين إنكلترا وسويسرا وفرنسا، وأقام في باريس، مع عائلته حتى عام 1919م، حيث عاد إلى دمشق.
بعيد عودته إلى دمشق أصدر الأمير فيصل إرادة قضت بتعيينه عضواً فخرياً في مجلس الشورى في شهر تموز عام 1919 .
في الخامس والعشرين من آب 1922م، عين مديراً لمالية الاتحاد السوري بموجب قرار صبحي بركات الخالدي رقم 2.
في عام 1932 رُشّح لرئاسة الجمهورية على قائمة الكتلة الوطنية ففاز بها ضد مرشح الفرنسيين صبحي بركات، وصار أول رئيس للجمهورية السورية في الانتخابات التي جرت في مجلس النواب في الحادي عشر من حزيران عام 1932م.
بقي العابد رئيساً للجمهورية السورية حتى عام 1936م (شغل منصب الرئاسة لأربع سنوات وست أشهر وعشرة أيام.
استقالة الرئيس العابد:
عاد الوفد السوري المفاوض من باريس في مطلع تشرين الأول 1936 ووصل حلب حيث استقبل استقبالاً شعبياً حافلاً أعدته له “الكتلة الوطنية” واشترك فيه المفوض السامي دي مارتيل، وأصدر المفوض السامي قراراً بتعيين موعد الانتخابات النيابية في البلاد يوم 30 تشرين الثاني 1936 لانتخاب مائة وأربعة نواب.
في التاسع من كانون الأول 1936م، صدر مرسوم جمهوري بإعلان أسماء الفائزين في الانتخابات حيث سجلت “الكتلة الوطنية” ومؤيديها انتصاراً ساحقاً، وطلب أعضاء الكتلة من الدكتور نجيب الأرمنازي أمين عام القصر الجمهوري، إبلاغ رئيس الجمهورية محمد علي بك العابد ضرورة الاستقالة لإفساح المجال أمام الكتلة لإتمام مهمتها الوطنية.
وافق الرئيس محمد علي العابد على الاستقالة، وتقدم باستقالته إلى مجلس النواب في أول جلسة له في الحادي والعشرين من كانون الأول عام 1936م.
وجاء في نص الاستقالة: (أتقدم إلى مجلسكم الموقر بكتاب الاستقالة وأنا مطمئن كل الاطمئنان إلى مستقبل هذه البلاد، وإلى حكمة زعمائها وقادتها الذين ولا شك سيقطعون بها المراحل حتى تبلغ غايتها وتحقق أمنيتها، وتتمتع باليسر والرخاء في ظل السيادة التامة والكرامة الموفورة).
مغادرة البلاد:
وغادر البلاد إلى أوربا، وكانت تلك رغبته، وكثيراً ما حدث أصدقاءه برغبته في العيش بقية عمره في أوروبا، وقد توفي بعد ذلك بثلاث سنوات في الثاني والعشرين من تشرين الأول عام 1939م، ونقل جثمانه إلى دمشق ودفن بمقبرة العائلة في حي الميدان.
اقرأ:
المراجع والهوامش:
(1). صحيفة العاصمة - دمشق، العدد 43 الصادر يوم الخميس في السابع عشر تموز عام 1919م.
المراجع والهوامش:
(1). صحيفة العاصمة - دمشق، العدد 43 الصادر يوم الخميس في السابع عشر تموز عام 1919م.