على الرغم من جميع المظاهر المناوئة للرئيس تاج الدين الحسني، سواءً بعهده كرئيس للوزارة السورية، أم بعهده كرئيس للجمهورية، إلا أن التاريخ يسجل له أن لم يأخذ ليرة واحدة من خزينة الدولة، بل كان إنفاقه كله يدخل في إطار تنمية الدولة، وتطوريها، فمات مديوناً دون أن يكون لديه أي رصيد مصرفي.
ومن القصص التي تذكر عن الرئيس تاج، أن صبحي بركات بعد أن ترك رئاسة الحكومة، بدأ يشيع بين الناس أنه ترك في خزينة الدولة السورية مايقارب ستة ملايين ليرة ذهبية عثمانية ونصف المليون، غير أنه خلال رئاسة تاج الدين لم يبقَ في هذه الخزينة سوى مليون ونصف ليرة عثمانية.
وقد سأل الشيخ تاج عن حقيقة هذه القصة، فأكد على صحتها، ولكنه أردف قائلاً، أن جميع ماتم صرفه من نفقات بعهده كان على إنشاء أبنية ومقرات للحكومة في دمشق ومحافظات حمص وحلب ومدينة القامشلي وقطنا ودوما وغيرها، وإنشاء مدرسة التجهيز ودائرة الأوقاف وبناء المصالح العقارية في دمشق وبناء فندق بلودان وغيره، وتابع يقول، أنه لولا إنفاق هذا المال بهذه المشاريع لسرقه رجال السلطة الفرنسية أو تسرب الذهب إلى فرنسا .
أما كيف اشترى الشيخ تاج منزله، فعندما كان رئيساً للحكومة اشترى داراً في حي الحلبوني من المرحوم نسيب سليق وشرع في بنائها، إلا أنه مالبث أن توقف عن إكمالها، لقلة مافي حوزته من أموال فاقترض من التاجر سليم الشلاح مائتي ليرة ذهبية وكان يسددها له على أقساط، من راتبه كرئيس للجمهورية، إلا أن المنية وافته بشكل مفاجئ، فمات وهو مديون لسليم الشلاح بباقي المبلغ، فسامحه الشلاح بباقي الدين أمام الجميع .
ويذكر أن الشيخ تاج الدين الحسيني هو أول رئيس سوري توفي خلال فترة رئاسته وذلك في 17 كانون الثاني 1943.