نظير عيسى زيتون أديب سوري مهجري عصامي، وصحفي حر الرأي، وخطيب مفوّه، وناقد وباحث عميق الغور، ومناضل قومي بقلمه ولسانه، وأحد أمراء النثر الفني في القرن العشرين. ولد في حمص، وتلقى تعليمه في المدرسة الروسية والكلية الأرثوذكسية، ونهل من ينابيع اللغة العربية وأدبها، ثم انتقل إلى المدرسة الإنجيلية الوطنية وفيها درس اللغات الإنكليزية والتركية وشيئًا من الفرنسية. هاجر الأديب نظير زيتون إلى البرازيل عام 1914 طلبًا للرزق، ولما لم يوفق في أعماله التجارية، انصرف إلى العمل في الصحافة، على الرغم من قلة زاده الثقافي آنذاك، وعكف في الوقت نفسه على القراءة والدرس وتثقيف ذاته، حتى استقامت لغته العربية، واتقن معها اللغتين البرتغالية والإسبانية، ولكن ذلك كان على حساب نظره الذي أجهده كثيرًا، واضطره إلى دخول المستشفى لمعالجة طويلة الأمد.
دُعي الأديب نظير زيتون في عام 1927 من قبل الشيخ رشيد عطية لتولي تحرير جريدته اليومية «فتى لبنان»، فنجح في الصحافة نجاحًا كبيرًا، وبرز اسمه كاتبًا قديرًا متين العبارة، وجعل من الجريدة منبرًا للذود عن قضايا الأمة العربية، وظل يحررها حتى توقفها عام1942. وحين أنشئت جمعية «العصبة الأندلسية» عام 1932 انضم إليها، وحرر في مجلتها، وظل خطيب النادي #الحمصي في مدينة ساوباولو طوال خمسة عشر عامًا، كذلك اشترك في تأسيس مجمع الثقافة العربية البرازيلي في المدينة الذي كان من أهدافه تدريس اللغة العربية في جامعتها، ونشر الأدب العربي في البرازيل، وأسهم في أعمال أخرى في حقول الجمعيات والأدب وإلقاء الخطب والمحاضرات، ودعم الحركات الوطنية والقومية. وكان خطيبًا قوي الحجة، كبير التأثير في توجيه الجالية العربية في البرازيل، والنأي بها عن النعرات الطائفية والإقليمية الضيقة.
قرر الأديب نظير زيتون العودة إلى الوطن الأم في عام 1950، بعد أن غاب عنه ستة وثلاثين عامًا، واستقر في مسقط رأسه، فانتخب عضوًا في لجنة النثر في المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية، وعضوًا مراسلاً في مجمع اللغة العربية بدمشق، وظل عاكفًا على المطالعة والكتابة والتأليف، مؤثرًا عدم الزواج، إلى أن أصيب بمرض اليرقان الذي أودى بحياته، ودفن في #حمص، وأقيم لـه حفل تأبيني في نادي «الرابطة الأخوية» هناك، تكلم فيه تسعة عشر أديبًا وشاعرًا من سورية ولبنان ومصر والأردن.
مراجع للاستزادة:
ـ جورج صيدح، أدبنا وأدباؤنا في المهاجر الأمريكية (مكتبة السائح، طرابلس، لبنان 1999).
ـ يوسف أسعد داغر، مصادر الدراسة الأدبية «الطبعة الألفية» (مكتبة لبنان، بيروت 2000).