محافظة دمشقمقالات
د. محمد مطيع الحافظ: مدرسة الطب في دمشق
سعى الوالي حسين ناظم باشا إبان ولايته الأولى لدمشق التي بدأت سنة 1313هـ/ 1895م إلى إنشاء أول مدرسة للطب في دمشق في العهد العثماني، فصدرت إرادة سنية من السلطان عبد الحميد الثاني في سنة 1321هـ 27 أيلول 1901م بإنشائها باسم (مدرسة الحياة) وخصص لبنائها عشرة آلاف ليرة، ومثلها لنفقتها السنوية ولوازمها لمنافسة مدرستي الطب في بيروت الأمريكية واليسوعية، فشرع في خريف تلك السنة بالتدريس في دار استؤجرت مؤقتاً في طريق الصالحية وهي دار زيوار باشا الكائنة بين ساحة عرنوس والمستشفى الإيطالي، وكان ذلك ريثما تبنى المدرسة الجديدة.
وعهد إلى أمير اللواء الطبيب (الحكيم) فيضي باشا بتنظيمها، وعين لها أساتذة من الآستانة، يدرّسون فيها باللغة التركية، واستمرت في دار زيوار باشا حتى سنة 1913م أيام الوالي عارف بك المارديني حيث نقلت إلى المبنى الجديد المشيد خلف مستشفى الغرباء (الوطني) ضمن حديقته، وتم تنظيمها منذ ذلك الوقت وصارت تعرف باسم (مكتب الطب) وفي عام 1915م إبان الحرب العالمية الأولى نقل مكتب الطب هذا إلى بيروت وبقي فيها إلى نهاية الحرب.
وما أن حل العهد الفيصلي حتى أعيد افتتاحه في دمشق سنة 1337هـ/ 1919م وسمي منذ ذلك التاريخ (معهد الطب العربي) وأضيفت إليه شعبة طب الأسنان عام 1340هـ/ 1922م.
وفي عام 1341هـ/ 1923م ربط هذا المعهد، ومعهد الحقوق، والمجمع العلمي العربي، ودار الآثار العربية في جسم واحد سُمي (الجامعة السورية) ثم فُصل الأخيران عن هذا الجسم عام 1344هـ/ 1926م، وأكمل مخبر الأشعة، ونقلت شعبة الأسنان، ومخابر الطبيعة والتاريخ الطبيعي والكيمياء والمشرحة والمكتبة إلى مبنى التكية السليمانية، وقد أقامت الجامعة في حديقة المستشفى الوطني بناءً فخماً فيه مدرج فسيح، تحف به القاعات الخاصة بإدارة الجامعة ومعهد الطب، ومتاحف التشريح والمخابر الحديثة، وتم البناء بكامله عام 1929م وبالتاريخ نفسه افتتحت مكتبة الجامعة في التكية السليمانية.
المصدر:
الدكتور محمد مطيع الحافظ