هاني سكرية – التاريخ السوري المعاصر
(دمشق بعد خروج جيش إبراهيم باشا )
قبل أن نكمل بحثنا (دمشق بعد خروج جيش إبراهيم باشا ) دعونا نلقي نظرة قريبة على حال دمشق وذالك بعد سقوط غزة ويافا وقبل سقوط عكا بفترة وجيزة ,
دعونا نرجع في الزمن حوالي 185 عام .
والتاريخ 11 هو جمادى الاخرة عام 1247 هـ أي حوالي عام 1832 للميلاد .
وفيما يلي أمر صادر عن والي عكا عبد الله باشا وكانه يصدر النداء الأخير قبل سقوط المدينة .
يقول فيه أن عساكر والي مصر قدمت الى بر الشام وانها دخلت غزة ويافا وأن والي مصر ارسل مراكبه بحرا ,
ونراه يحث وجهاء دمشق ومفتيها ونقيب اشرافها على التوحد والتجهيز ويؤكد عليهم تبعيتهم للسلطان العثماني ووجوب الخروج لصد ماوصفه (بالخارجي) والمقصود هنا (محمد علي ) والي مصر واصفا فعله با الوخيم ومحذرا من عواقب فعلته وما ستجرها عليه وعلى الدولة ,
ويختم عبد الله باشا والي عكا كلامه بقوله انه أرسل هذا الأمر من ديوانه في قلعة النصر داخل دار الجهاد محروسة عكا المحمية . في إشارة واضحة منه أن المدينة مازالت صامدة وأنه ممسك بزمام المبادرة محاولا من خلال ذالك رفع معنويات وجهاء دمشق وأهلها وحثهم على التجهز والخروج لصد العسكر المصري في نبرة لا تخلوا من تهديد ووعيد لكل من يخالف أمر مذكرا لهم بكون كلا بلاد الشام والديار المصرية هي ملك السلطان العثماني .
ولكن لم يحصل ماكان في الحسبان وسقطت عكا وبعدها دمشق وكل بر الشام وهذا ما سنتحدث عنه غدا بعون الله في معرض نظرتنا على دمشق قبل السقوط تمهيدا لعودتنا للموضوع الأساس (دمشق بعد خروج جيش إبراهيم باشا ) .