ولد في حلب عام 1899 ، في محلة الفرافرة، ووالده المرحوم محمد بشير الكاتب، الرئيس الأسبق لمحكمة استئناف دولة حلب، أنهى دراسته الابتدائية والإعدادية في مدارس حلب الرسمية، والثانوية في المدرسة السلطانية، حيث كان والده يشغل منصب رئيس محكمة الجنايات آنذاك .
عرف عنه الذكاء الحاد وسرعة البديهة وقوة الشخصية، والإخلاص في العمل والجرأة في القول والتشدد في نصرة الحق .
تخرج من المعهد الطبي العربي (جامعة دمشق حالياً)، بإجازة صيدلي كيميائي وذلك في عام 1920، وكانت دفعته أول دفعة تتخرج من المعهد الطبي، وبعد تخرجه عمل في مديرية صحة حلب صيدلياً ودرَّسَ الكيمياء في ثانوية حلب الوحيدة (السلطانية) المأمون حالياً، غادر سورية في عام 1921 مع لفيف من إخوانه القوميين العرب الأوائل إثر الاحتلال الفرنسي إلى إمارة شرق الأردن، حيث أسس في عمان (مصلحة الكيمياء)، وأصبح مديراً لها، في أواخر عام 1923 سافر إلى فرنسا، حيث عكف على تحضير الدكتوراه في الصيدلة، وعمل في قسم السموم .
نادى بإنشاء أمانة عامة للصيدلة في وزارة الصحة، وبتأسيس مختبر مركزي للدولة لقضايا الكيمياء الشرعية، وطالب بتدريس مادة الكيمياء الشرعية كدبلوم اختصاص في كلية الصيدلة، وسعى ما أمكنه إلى تشجيع الصناعات الدوائية الوطنية والحد من الاستيراد الأجنبي .
استطاع الدكتور أحمد صفا الكاتب بأبحاثه أن يتوصل إلى اختراع جهاز باسم (جهاز صفا) وذلك للكشف عن النسب الدنيا من الزرنيخ في الأحشاء المخربة، ولازال هذا الجهاز موجوداً في مخبر السموم في جامعة (نانسي , فرنسا) ، وتعد أطروحته أحد المراجع المعتمدة القيمة في الأبحاث.
عاد إلى حلب عام 1926 , وكان بذلك أول عربي سوري يحوز على شهادة الدكتوراه في الصيدلة، افتتح صيدلية ومختبراً للتحاليل الكيميائية تحت اسم (الصيدلية العمومية ودار التحليل)، وبقي مختبره قائماً أمام مقر شرطة النجدة في باب الفرج حتى وفاته في عام 1974 .
دخل ميدان الكفاح السياسي مع الزعيم إبراهيم هنانو الذي كان يثق به كثيراً، وكان الدكتور الكاتب يحضر القنابل في مختبره ويسلمها إلى الزعيم هنانو ليستعملها الوطنيون ضد المستعمر وأعوانه .
عام 1938 , ألف كتاباً بعنوان (نقد مبحث السموم من كتاب الطب الشرعي العملي للطبيب الشرعي توفيق مصطفى العطار)، وقد أثار هذا الكتاب ضجة في الأواسط العلمية حينذاك، وألحق هذا الكتاب بكتاب آخر عنوانه (الرد على صاحب الفوضى العلمية) .
اهتم بالعمل النقابي فأسس أول نقابة للصيادلة في حلب عام 1928، وترأسها لفترة طويلة من الزمن، ثم ترك العمل النقابي وتفرغ للعمل في مختبره .
توفي الدكتور أحمد صفا الكاتب عام 1974 وشيع جثمانه في موكب مهيب .
(1) باسل عمر حريري – الموسوعة التاريخية لأعلام حلب ،عن كتاب مئة أوائل من حلب