ظافر القاسمي ابن الشيخ جمال الدين بن محمد سعيد القاسمي
ظافر القاسمي أديب و حقوقي، مؤرخ ،
ولد في دمشق عام 1913م.
والده أحد رجال الإصلاح في العصر الحديث (1866ـ1914).
نشأ يتيماً في كفالة عمه الشيخ قاسم، وتعلم في الثانوية السلطانية (مكتب عنبر) وتلقى العلوم الإسلامية والعربية على يد تلاميذ أبيه.
أتقن الفرنسية، وكان له فيما بعد ثقافة عربية إسلامية وأخرى غربية. وبعدما تخرج في معهد الحقوق بدمشق عمل بالمحاماة مع السياسي صبري العسلي.
انتخب نقيباً للمحامين عامي 1953ـ1954، واختير عضواً للجمعية الدولية للعلوم التاريخية. شارك في مؤتمرات حقوقية، وشغل منصب نائب الرئيس لمنظمة المحامين الدولية، واعتقل زمن الرئيس أديب الشيشكلي.
رحل إلى المملكة العربية السعودية، فكان مستشاراً فيها لوزارة التجارة والصناعة. ثم ما لبث عام 1969 أن استقر في بيروت أستاذاً لتدريس العلوم العربية والحضارة الإسلامية في الجامعة اللبنانية، ومستشاراً قانونياً لدى بعض المؤسسات الكبيرة. لكنه بعد اشتعال الحرب الأهلية اللبنانية عام 1975 غادر بيروت إلى باريس فسكنها، وعلا منبر جامعتها أستاذاً زائراً للأدب العربي والحضارة الإسلامية. ولم يلبث أن وافاه أجله فيها، فنقل جثمانه إلى دمشق ودفن في مقبرة الأسرة.
اهتم ظافر القاسمي منذ شبابه بالتراث العربي والإسلامي، فأسس مع صديقيه داود الكريتي وعصام الإنكليزي مكتب النشر العربي الذي صدر عنه عدد من الكتب المهمة، إلا أن ظروف الحرب العالمية الثانية أدت إلى إغلاقه لغلاء الورق وارتفاع أجور الطباعة آنذاك.
وكان القاسمي رجلاً صادق الوطنية يعيش في قلب مجتمعه، تشغله هموم أمته ويسوؤه الظلم الذي تعرضت له. وقد انتسب إلى حزب الكتلة الوطنية مع من ضمهم من الرجال المخلصين الذين وقفوا في وجه الفرنسيين وعملائهم، وظل وفياً لها ولمبادئها ولأصدقائه فيها.
ومع أن ظافر القاسمي لم يكثر من التأليف، إلا أن الكتب التي تركها تدل على رسوخ علمه وقلمه، وأنه امتلك أدوات البحث العلمي. وهي كتب متنوعة بين التاريخ والتراجم والأدب والقانون، منها «توحيد التشريع في البلاد العربية»، «فصول في اللغة والأدب»، «جمال الدين القاسمي وعصره»، «وثائق جديدة عن الثورة السورية الكبرى»، «نظرات في الشعر الإسلامي والأموي». وقد حقق كتاب «قاموس الصناعات الشامية» من تأليف أبيه وجده وصهره.
أسلوبه في الأدب يتجلى أكثر ما يتجلى في كتابه «مكتب عنبر: صور وذكريات من حياتنا الثقافية والسياسية والاجتماعية». وهو سجل ناطق لمرحلة من حياة دمشق العامة في العشرينات إلى أواخر الثلاثينات من القرن العشرين.
وقد نشر القاسمي إلى ذلك دراسات وبحوثاً في المجلات العربية المشهورة. ومن أهم ما صنع سعايته إلى طبع تفسير والده «محاسن التأويل» في 17مجلداً(1).
الوفاة:
توفي في باريس عام 1984م،
(1) م. حسام دمشقي عن الموسوعة العربية بتصرف – التاريخ السوري المعاصر