ولد في مدينة حماة عام 1906، و في عام 1918 سجل في الكلية الإنجيلية السورية في بيروت الجامعة الأميركية الآن ودرس فيها مدة /14/عاماً شملت الدراسة الابتدائية والثانوية والجامعية وتخرج فيها طبيباً عام 1932وقد تعرف خلال دراسته الجامعية بالشاعر الفلسطيني إبراهيم طوقان ,والشاعر العراقي حافظ جميل والأديب اللبناني عمر فروخ وكانوا يعقدون اجتماعاً سموه دار الندوة وبصحبته للشاعر المذكورين قويت ملكته الشعرية …وكان ينظم الشعر مع إبراهيم طوقان ومن قصائدهما المعروفة التي نظماها معاً قصيدة “وادي الرمان “
بعد تخرجه عاد إلى حماه وفتح عيادة فيها ولم يغادرها أبداً إلا خلال دراسته في بيروت وبعض الرحلات القصيرة .
مارس مهنة الطب وبرع فيها وامتدت شهرته إلى مدينة حماه وريفها وظل يمارس الطب إلى أن أنهكه المرض .
قال الشعر في العشرين من عمره.
دواوينه الشعرية : بيني وبين الغواني 1950 ـ كذا أنا 1971 – سيد العشاق
1995.
جرى له حفل تكريم رسمي وشعبي بمناسبة بلوغه السبعين 1975, وصدر عن هذا الحفل عدد وثائقي من مجلة (الثقافة) الدمشقية. كما جرى حفل تكريم آخر له تحت رعاية وزارة الصحة بصفته أقدم طبيب 1991.
يعد الشاعر والطبيب وجيه البارودي شاعر الحب والمرأة بامتياز … يكتب القصيدة حين يأتيه شيطان الشعر ,أما إذا جفاه وقاطعه فلا يكتب لذلك جاء شعره جميلاً لا تكلف فيه ولاصنعة .
لم يحترف الشعر أبداً ,بل ظل هاوياً طوال حياته لا ينشد من الحياة سوى قصيدة عشق جميلة ,وباقة ورد وسماعة طبيب يداوي بها مرضاه .
توفي عام 1996(1) .
اخترنا لكم أبيات من بعض قصائده :
– من قصيدة الـحـــــل الأخـــــــير …
أتيتُ فما وجدتك وانتظاري ✿ بباب الدار ما أَجدى فتيلا
صبرتُ حتى عِيلَ صبري ✿وبات الصبر أمراً مستحيلا
فعدت معربداً, أهذي وأنوي✿اعـتزالا يطرح الهم الثقيلا
وقلتُ البعد يحفظ ماء وجهي✿ فلا أخشى الجفاف ولا الذبولا
– من قصيدة حـــبي عــــلى خـــــطر
أين النهاية يا جمال ورحلتي ✿طالت وطال تشردي وعذابي
ودَّعت أحبابا غنيت بغيرهم ✿عنهم وكم بدلت من أحباب
لا أســتقر بموطن فكأنني ✿الـعصفور من غاب أطير لغاب
زعموا الهوى ملك الشباب وليتهم ✿قرؤوا نسيب الشاعر المتصابي
– من قصيدة: كيفما كان حالها مقبول
كل يوم لها اعتذار جديد ✿كيفما كان عذرُها مقبولُ
وقد استنفَدَتْ جميع المعاذير✿ بقاموسها وظلت ذيول
ثم ظنت أني أصدق حقا ✿جُلّ أعذارها, وأني جهول
ضاق صدري بما تحملت منها✿ وتلاشى حلمي وصبري الجميل
(1) باسل عمر حريري، الموسوعة التاريخية لأعلام حلب، نقلا عن مجلة كفربو الثقافية