سامرة القواص – التاريخ السوري المعاصر
نسيب البكري 1884-1966
كان في طليعة الرجال الوطنيين، وكان مجاهداً من خيرة المجاهدين، وكان سليل أسرة عريقة بالمجد والتاريخ، إنه المجاهد نسيب البكري.
أبصر النور في دمشق عام 1884، والده عطا الله باشا البكري رئيس بلدية دمشق، وعضو مجلس ولاية الشام، وينتسب إلى عائلة من أشرف العائلات حيث يرتبط نسبها بالخليفة الراشد أبي بكر الصديق.
تلقى دراسته الابتدائية والثانوية في مكتب عنبر ثم تابع دراسته في المدرسة السلطانية في بيروت عام 1912.
في العام 1914 وصل الشريف فيصل إلى دمشق في طريقه إلى الأستانة، وحلَ ضيفاً في دارة والده عطا الله البكري، للتواصل مع الزعامات الدمشقية تحضيراً للثورة العربية الكبرى. في حينها كان نسيب البكري منتسباً إلى “جمعية سورية الفتاة” التي كانت قد أنشئت بهدف النضال ضد الأتراك، وكان من أعضائها شكري القوتلي، رضا الركابي، عارف الشهابي وغيرهم. زارها الشريف فيصل واجتمع بأعضائها ووجد فيها ضالته. بعد انتصار الثورة العربية ودخول الجيش العربي دمشق في مطلع تشرين أول من العام 1918 كان المجاهد نسيب البكري مع الفاتحين، وأصبح الأمير فيصل ملكاً على سورية. عين نسيب البكري مستشاراً خاصاً له وظل في منصبه حتى 24 تموز 1920 يوم معركة ميسلون وبدء الانتداب الفرنسي.
تزوج البكري من الآنسة فهمية كريمة السيد علي الدالاتي، وأنجب منها عام 1921 ابنه الوحيد القاضي الأستاذ عطا البكري رئيس محكمة الاستئناف الأولى في دمشق لاحقاً.
بعد معركة ميسلون، كان له دوراً فعالاً في ثورة 1925، غير أنَ هذه الثورة لم تستطع الصمود في وجه القوات الفرنسية، لجأ إلى فلسطين وظل لاجئاً فيها حتى عام 1928.
في عام 1933 انتخب نائباً عن دمشق، وخلال أحداث عام 1936 والإضراب الطويل قبض على البكري مع جميل مردم بك وأودعا سجن النظارة ثم نقلا إلى سجن القلعة وبقيا فيها ثمانية أيام وبعدها نفي البكري إلى أعزاز ومردم بك إلى قرق خان حيث بقيا في المنفى 25 يوماً.
في سنة 1936 انتخب البكري نائباً عن دمشق للمرة الثانية، وفي آذار 1939 عين وزيراً للعدل في وزارة لطفي الحفار إلا أنها استقالت بعد 18 يوماً بعد أن عطل الفرنسيون الدستور واضطر رئيس الجمهورية هاشم الأتاسي على الاستقالة.
في عام 1941 عين وزيراً للاقتصاد والأشغال العامة، في وزارة المرحوم خالد العظم. وفي عام 1943، انتخب نائباً للمرة الثالثة وكان ذلك مع لائحة الزعيم شكري القوتلي.
بعد خروج الفرنسيين وإرساء دعائم الحياة السياسية في البلاد، كان البكري من المؤسسين لحزب الشعب عام 1948م مع ناظم القدسي ورشدي الكيخيا وفيضي الأتاسي وآخرون، وانتخب نائب رئيس الحزب عام 1949.
عهد إليه بمنصب الوزير المفوض بجدة فرفضها عام 1951م، فعين وزيراً مفوضاً في المملكة الأردنية الهاشمية. وكان رئيساً لجمعية المجاهدين. وعين في العام 1955 سفيراً لسورية في الأردن.
منح وسام الاستحقاق السوري من الدرجة الممتازة تقديراً لوطنيته وجهاده وخدماته. كما منح شعار الجمهورية العربية السورية من إدارة الشؤون العامة والتوجيه المعنوي للجيش السوري. أطلق اسمه على شارع رئيسي في دمشق.
رحل في العام 1966 إلى جوار ربه، بعد عمر حافل بالجهاد والوطنية الصادقة. رحم الله نسيب البكري ورحم جميع رجالات سورية الذين وهبوا حياتهم لوطنهم.
المصدر الأساسي للمعلومات: أعلام ومبدعون للأستاذ عبد الغني العطري
الصور من موقع التاريخ السوري