سامرة القواص – التاريخ السوري المعاصر
علم من أعلام بلادي
الدكتور أحمد خالد المالح 1942-2016
ولد الدكتور احمد خالد المالح في حي المهاجرين بدمشق عام 1942، تلقى تعليمه الابتدائي والإعدادي والثانوي في مدارس دمشق حيث حصل على الثانوية العامة من مدرسة جودت الهاشمي عام 1960.
ثم التحق بكلية العلوم قسم الجيولوجيا في جامعة دمشق وتخرج منها في العام 1964 بمرتبة امتياز حيث حقق المرتبة الأولى على أقرانه.
عيّن منذ العام 1966 عضواً لهيئة التدريس في جامعة دمشق. أوفد إلى رومانيا لمتابعة تحصيله العلمي عام 1968 ثم إلى فرنسا حيث حصل على إجازة في الهندسة في مجال جيولوجيا البترول عام 1970 من معهد النفط في فرنسا. تابع دراسته وحصل على دكتوراه دولة من جامعة باريس السادسة في العام 1976.
عاد إلى وطنه وباشر التدريس في جامعة دمشق، عيّن في منصب رئيس قسم الجيولوجيا بكلية العلوم في العام الدراسي 1982-1983.
عمل في هيئة الطاقة الذرية اعتباراً من العام 1983 ولغاية العام 1988 رئيساً لدائرة الكشف عن الخامات النووية إلى جانب عمله في التدريس بجامعة دمشق، وكلف برئاسة الوحدة المهنية الجيولوجية الاستشارية في الجامعة.
عيّن في منصب مدير عام للمؤسسة العامة للجيولوجيا والثروة المعدنية بين عامي 1990 و 1997 وترأس مجلس إدارتها. كما سمي عضواً في اللجنة التأسيسية في شبكة العلماء والتقنيين والمبدعين في المغترب NOSTIA.
في العام 2004 ترأس جامعة القلمون الخاصة، ومن عام 2005 إلى العام 2007 سمي منسقاً واستشارياً في مشروع جامعة اليرموك الخاصة ثم ترأسها في العام الدراسي 2007-2008.
عمل أستاذاً محاضراً في الجامعة السورية الخاصة منذ العام 2011 ولغاية رحيله في آذار 2016.
نشر عشرون بحثا علميا في أكاديمية العلوم الفرنسية، وشارك في المؤتمرات الدولية في كل من: ازمير وعمان وكيوتو باليابان. ونشر 22 بحثاً هم خلاصة لبحوث علمية قدمها بمؤتمرات عربية ودولية.
كما ألف كتابين جامعيين عن جيولوجيا البترول وبترولوجيا الصخور الرسوبية بجامعة دمشق بالإضافة الى تقارير واعمال مهنية في اغلب مناطق سوريا وجبالها.
ويعتبر الدكتور المالح من الأسماء البارزة في عالَمَي الجيولوجيا والثروات المعدنية وفي العلوم الجيولوجيّة وتطبيقاتها في سوريا منذ سبعينات القرن الماضي، وله باع طويل في العلم والتعليم والتنقيب والاكتشاف والاستنباط والتطوير والإدارة والاستشارات. هذا وقد أقامت وزارة التعليم العالي في 25 نيسان حفلاً تأبينياً على مرور أربعين يوماً على وفاته، وقد حضر الاحتفال عددٌ كبيرٌ من زملائه وأصدقائه وذويه وألقيت كلماتٌ استعرض فيها المتحدّثون مناقب الفقيد وعطاءاته وشخصيّته ومكانته العلمية والمهنية والاجتماعية وسيرة حياته الغنية والمتنوّعة.
وقد تحدث الدكتور مفيد مسوح في كلمته عن الراحل الدكتور المالح حيث ذكر أنه “كان مثالَ المربّي الوطني والإنساني ورمزاً في التواضع ومحبّة الناس والتعلّق بالوطن والأصدقاء والإخلاص للمهنة ومهمّاتها والتفاؤل بالمستقبل والثقة بالأجيال الشّابّة” .
كما رثته زوجته السيدة رحاب السمان بكلمات مؤثرة أقتطف منها التالي:
“لقد لمست مدى حرصِ زوجي على أن يكون من خلال عمله وحضوره العلمي والمهني رمزاً للإنسان النزيه والمعلّم المخلص ومثالاً للمواطن السوري الصادق الوفيّ. وهو إن كان قد أحبَّ كلَّ الأماكن التي عمل وعشنا فيها أو زارها أو زرناها معاً، كانت مكانةُ دمشقَ في نفسه هي الأعلى وكان قاسيونَها له هو الأغلى وياسمينُها هو الأعطرُ والأنضَرُ والأكثرُ تحفيزاً على التّعلُّق بمدينته الأولى دمشق وبوطنه الكبير سوريا. غادرتَ دمشقَ ومازالت تتألّم صابرةً عمّا أصابها آملةً باستعادة الحياة الطبيعية. وأعرفُ أن حسرةً مِنْ هذا ملأتْ قلبكَ الكبيرَ المحبَّ الذي لم يقْوَ على تحمُّلِ كِبَرِ المأساة وفداحةِ الخسائر. إنما، وكما كنتَ تردّد.. وقريباً إن شاء الله، ستنجلي سماءُ دمشقاكَ التي أحببتَ وسيعود لها عزُّها وبهاؤها.. ستعودُ لأبنائها سعادتُهم.. وفي أيامنا الحلوة سنذكُرُكَ وسيذكرك طلابُك وزملاؤك وقاعاتُ الجامعات ودوائرُ العمل التي تحتفظُ لكَ في سجلّاتها الناصعة صفحاتٍ كثيرةً من العطاء النزيه.”
رحم الله الدكتور خالد المالح فذكراه ستبقى خالدة وعطرة ولن يغيبها الموت، فحياته كانت مسيرة عطاء وإخلاص تبعث على الافتخار بما أنجبت سورية من أبناء.