ولد في حي (قسطل الحرمي) الشعبي في حلب في 10 نوفمبر 1920
والده عبد الله ادلبي , حلبي الأصل ووالدته , لوسي بطوق, من أصل أرمني .
أتم دراسته الابتدائية في مدرسة الآباء الفرنسيسكان في حي الرام بحلب. عام 1932 اصطحبه أحد الرهبان الباسيليين الحلبيين إلى الدير الأم في دير الشير بلبنان ليتابع دراسته هناك في الإكليريكية الصغرى.
بعد انتهاء فترة الابتداء في دير مار أشعيا في برمانا, ارتدى الياس الثوب الرهباني وأعطي اسم ناوفيطوس تيمناً بالمطران ناوفيطوس مصري مطران صيدنايا وأحد الذين كرسوا البطريرك كيرلس طاناس والمتوفى عام 1733.
في 12 تشرين الثاني نوفمبر 1936 أبدى ناوفيطوس نذوره والتحق بإكليريكية القديسة حنة في القدس المدارة من قبل الآباء البيض.
عام 1938 يلتحق بالإكليريكية الكبرى ليتابع على مدى سنوات ست دروسه في اللاهوت والفلسفة. ساعدته هذه الفترة على تعميق معارفه في مجال الليتورجية البيزنطية والتشريع الكنسي.
في 20 تموز 1944 تمت سيامته الكهنوتية على يد المطران جورج حكيم رئيس أساقفة الجليل والذي سينتخب عام 1967 بطريركا تحت اسم مكسيموس الخامس.
بين عامي 1944-1946 عين معلما في مدرسة دير الشير.
عام 1946 سافر إلى روما لدارسة الحق القانوني في جامعة اللاتران .. هناك عمل تحت رعاية الكاردينال أكاكيوس كوسا وهومن الرهبنة الباسيلية الحلبية أيضا.
حصل على الدكتوراه عام 1950 عبر أطروحة بعنوان : “الاستقلال التشريعي والقضائي لمسيححي الشرق تحت السيطرة الإسلامية 633-1517”.
بين عامي 1950-1953 عمل مدرسا إلى جانب الآباء البيض في إكليريكية القديسة حنة. هناك أدخل مادة جديدة في برامج التدريس الملقاة على الطلاب : الإسلاميات. في هذه الفترة أنشأ مع الآباء البيض مجلة “الشرق الأدنى المسيحي” باللغة الفرنسية وكتب فيها مقالات عدة.
عام 1953 استدعته رهبانيته ليكون مدبرا لها وعينته روما مدبرا كنسيا للراهبات الباسيليات الحلبيات وساهم معهن بكتابة قوانينهن الجديدة التي بموجبها انتقلت الرهبنة من الحياة التأملية إلى الحياة الرسولية. عين في نفس العام أمين سر سينودس أساقفة الروم الكاثوليك وكان عضوا في اللجنتين الليتورجية والمسكونية.
عام 1959 طلب البطريرك مكسيموس الرابع صائغ من الأب ادلبي التفرع كليا للعمل كأمين سر ومساعد له خاصة في التحضيرات للمجمع الفاتيماني الثاني الذي دعا إليه البابا يوحنا 23 في كانون الثاني 1959.
في 25 شباط 1962 سيم أسقفاً بوضع يد البطريرك صائغ وبهذا يتسنى لناوفيطوس ادلبي الحق في حضور المجمع والمشاركة في نقاشاته كعضوكامل العضوية.
كان من المدافعين عن التراث الشرقي في المجمع الذي التقى من خلاله بالعديد من الاساقفة من أنحاء العالم.
اختير ايضا عضوا في اللجنة التحضيرية (والمجمعية فيما بعد) المختصة بالكنائس الشرقية.
كان في فترة المجمع بمثابة “عنصر الاتصال” مع الجماعات الاسقفية الاخرى وكان مثابرا على إلقاء المحاضرات كلما سنحت له الفرصة للتعريف بالتراث الشرقي وواقع المسيحيين في الشرق.
أثناء المجمع دون في “مفكرته” أجواء العمل والنقاش في الجلسات العامة والصعوبات التي لاقاها أساقفة الروم الكاثوليك تجاه الاساقفة الغربيين من سوء فهم وكذلك مع الاساقفة الشرقيين الآخرين في ظل غياب “استراتيجية” موحدة لإبراز قيم وتراث الكنيسة الشرقية. نشرت هذه اليوميات بالإيطالية اولا عام 1996 ثم بلغتها الفرنسية الاصلية عام 2003 .
أهم انجازاته :
– كان من رواد الحركة المسكونية، والحوار الإسلامي المسيحي، ومن مؤسسي سلسلة التراث العربي المسيحي.
– كان الساعد الأيمن للبطريرك مكسيموس الرابع في حقبة المجمع الفاتيكاني الثاني.
– كان له الفضل الكبير في صياغة القرار المجمعي حول الكنائس الشرقية الكاثوليكية والدفاع عنه.
– عرَّف عن مواقف كنيستنا الملكية الكاثوليكية في المسائل المطروحة على المجمع الفاتيكاني الثاني بنشره المجموعتين ’’صوت كنيسة الشرق‘‘ و ’’كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك في المجمع‘‘ (بالفرنسية)
– أشرف على انفتاح الراهبات الباسيليات الحلبيات على الحياة الرسولية وأدار شؤونهن كزائر رسولي أربعين سنة ونيف.
– في إطار أبرشية حلب، عمل على نشر المحبة والتعاون بين مختلف الفئات، وأشرف على إدارة المشاريع وأمّن للكهنة السكن في جوار الكنائس التي يقومون على خدمتها، وأهتم بشؤون الناس وعمل على حل مشاكلهم وعلى تثقيفهم بمقالاته ومحاضراته. وعلى صعيد البناء قامت بسعيه أبنية حديثة للوقف وعدة شقق سكنية لذوي الدخل المحدود، ورمم الكنائس القديمة، وبنى كنيسة القديس جاورجيوس في مطلع حبريته، ودشن كنيسة القديسة تيريزيا في آخر حبريته، ووسع إشعاع حلب إلى منطقة الفرات ببناء مركزين وكنيستين في مدينتي الرقة والثورة.
أهم مؤلفاته :
– الاستقلال الإداري والقانوني للجماعات المسيحية في ظل الحكم الإسلامي من عام 633 إلى 1517. (أطروحة الدكتوراه(
– كتاب الصلاة 1962.
– تفسير القرار المجمعي في الكنائس الشرقية الكاثوليكية (بالفرنسية) 1970.
– سليمان الغزي. ثلاثة أجزاء ضمن سلسلة التراث العربي المسيحي.
– أساقفة حلب الملكيين في العصر الحديث.
– صوت الراعي.
– منك وإليك.
– تاريخ الراهبات الباسيليات الحلبيات ودير الملاك ميخائيل في زوق مكايل.
– مذكرات المجمع الفاتيكاني الثاني. (بقيت مخطوطة إلى أن نشرت في ترجمتها الإيطالية في روما في العام
1996 وفي أصلها الفرنسي في بيروت في العام 2003 .
توفي صبيحة 10 حزيران 1995 وشيع جثمانه في احتفال مهيب في 12 حزيران 1995 ودفن شمال المذبح الكبير في الكنيسة الكاتدرائية.
باسل عمر حريري – الموسوعة التاريخية لأعلام حلب ، – الأب بسّام آشجي : نقلاً عن نشرة أبرشيّة الروم الكاثوليك العدد 3 1995 العدد الخاص برحيل المطران ناوفيطوس إدلبي ، د ابراهيم حسكور .