عام
التركمان في سورية
التركمان في سورية
التركمان في الرقة:
بدأت السلطة العثمانية سنة 1691 بسياسة إسكان العشائر التركمانية والكردية الرحّل، وكانت مناطق شرق شمال وشرق سورية وكذلك جنوب سورية من بين المناطق المستهدفة في عملية الإسكان، وكانت الأسباب الموجبة لسياسة الإسكان عديدة ، منها: أحياء الأرض، تخفيف الضرر على المزروعات التي تحدثها التنقلات للعشائر الرحل، كما كانت بعض المناطق مثل (الرقة) تعتبر منفى للقبائل التي تتسبب في احداث “شقاوات” وفق الوصف الملازم لأحداث الاضطراب التي تحدثها هذه القبائل.
أقدم عملية إسكان لهذه العشائر كان إسكان عشائر التركمان الرحّل في لواء الرقة، وأقدم قرار في هذا الخصوص يعود إلى شهر كانون الثاني سنة 1691م، حيث تم إسكان جموع قبيلة بي ديلي التابعة لقصر اوسكودار من طائفة التركمان الكبرى، وكذا تركمان بوزأولوس في الانحاء الممتدة من تل أبيض وعين العروس على ضفاف نهر البليخ، وصولاً إلى مدينة الرقة. وتقرر أن تخصص لهم اراضي زراعية وأماكن إقامة، وأن يدفعوا للجانب الميري خُمس أوسبع المحصول الذي تنتجه الأرض التي يزرعونها بحسب جودتها، شريطة أن يتصدوا لغارات الأعراب وسائر الأشقياء من تركمان وأكراد ويردوا خطرهم ويحافظوا على أمن وأطمئنان الأهالي. كما يحظر القرار أن يخرجوا مع مواشيهم إلى المشاتي أو المصائف ويكتفون باخراج الرعاة وهم مجبرون أن يبقوا صيفاً شتاءً في أماكن سكنهم_(1).
(1) مهند القاطع، إسكان التركمان في الرقة.
صورة نادرة لأفراد من عشيرة تركمانية في منطقة وادي البليخ في بداية القرن العشرين