أعلام وشخصيات
عبد المنعم حربلي
الدكتور المهندس المرحوم عبد المنعم حربلي 1920-1990
رائد هندسة العمارة في حلب
ولد في 16آب عام 1920 حلب.
اسم ارتبط بالعمارة في حلب, أحبها وأحبته و أخلص لها حتى آخر لحظة من حياته كان عينا لها ومعينا لترتقي سلم الحضارة والحداثة والتجديد.
أرسى في نفوس أقرانه وطلابه حب المهنة والأخلاص بالعمل وعشق البلد بكل ما يحمله من رموز وقيم ,كان عشقه لفن العمارة سر النجاح الذي وصل إليه وبعد عمل دؤوب تنقل فيه من هنا إلى هناك.
أرسى دعائم قسم العمارة في الجامعة فكان أول رئيس قسم عمارة لجامعة حلب .
أول سوري يدّرس هندسة العمارة في حلب.
درس العمارة في جامعة فؤاد الأول بالقاهرة ونال شهادة البكالوريوس عام 1951.
عمل لدى مديرية الأوقاف الأسلامية بحلب من عام 1951-1955 .
كان من الرواد المدرسين للعمارة في جامعة حلب وذلك من بداية عام 1956 وأصبح أول رئيس قسم للعمارة ولمدة 7سنوات.
حصل على شهادة دبلوم تخطيط مدن من جامعة روما عام 1958.
حصل على الدكتوراة في العمارة من جامعة روما عام 1960 .
أصبح عضوا في المجلس البلدي واللجنة العمرانية (لبلدية حلب آنذاك ) واستمر لمدة 15 سنة .
كان عضوا في مجلس دائرة الأوقاف الأسلامية بحلب ولمدة 4 سنوات.
كان عضوا بارزا في جمعية العاديات.
في كتاب مئة أوائل من حلب-أوائل وأعلام , قام المؤرخ الحلبي السيد عامر رشيد مبيض بتصنيفه في المركز الثالث ضمن أوائل المهندسين المؤثرين في العمارة في حلب.(وتجد ذلك في الفصل السابع عشر –المهندسون ).
قامت كلية الهندسة المعمارية بحلب بتسمية مدرجها الكبير باسمه تكريما له لما بذله من جهد وإخلاص في العمل .
أعماله :
– قام بالعديد والعديد من الأعمال, إبتداء من الأبنية السكنية وصولا إلى الأبنية العامة وأعمال الترميم والتحكيم لمشاريع تعود لجهات خاصة أو عامة.
الفيلات والأبنية السكنية:
– صمم العديد من الجوامع والفيلات والأبنية في مدينة حلب
نلاحظ تلاؤم الحل الوظيفي مع شكل الأرض والواجهات البسيطة والمعبرة بالإضافة لاستخدام كاسرات شاقولية لإعطاء خصوصية وجمال للمدخل.
كان رائدا من رواد العمارة في حلب, ألتزم بفكره منهجا خاصا قوامه أن البساطة في الخطوط تؤدي إلى الجمال في التكوين ,وكان يغلّب الحل الوظيفي على الحل الكتلي, فالوظيفة أهم من الشكل, وبذلك ابتعد عن الكثير من المذاهب الفكرية المعمارية الغربية التي تنطلق من الكتلة والشكل اساسا للحل ومن ثم تنتقل إلى الحل الداخلي الوظيفي, بل هو لديه( التكوين المعماري نوع من الأنسجام والتناغم بين الوظيفة والشكل) للوصول إلى ماكان يسميه (الحل السعيد).
والأصالة والتراث هما المنبع والذخيرة التي يجب أن يعتمد عليها المعمار الحلبي خاصة والعربي عامة, فهو يرفض التقليد الأعمى للأفكار الغربية البعيدة كل البعد عن المضمون الفكري والأجتماعي لدينا, رغم أنه درس الدكتوراة في جامعة روما وتخرج منها.وهذا ما نجده جليا في مشروع ترميم واجهات الجامع الكبير في حلب .حيث لم يخرج في تصميمه عن الإطار العام لعناصر الجامع والعناصر التراثية المستعملة في مئذنة الجامع تحديدا مما أضفى على الواجهات والجامع عموما بعدا جديدا يتسم بالأنسجام والأصالة.
ومن يقرأ مخططاته ورسوماته الهندسية يجد حلا بسيطا مميزا يسعى فيه إلى الوسطية بين رغبات المالك كساكن أو كتاجر وبين متطلبات الحل الهندسي الوظيفي من حيث استغلال المساحات والتوجيه والأنارة و الفتحات ودراسة الواجهات التي يغلب عليها البساطة والحداثة واستعمال للحجر المتوفر بكثرة في مدينته حلب ,خطوطه بشكل عام خطوط متعامدة سواء في المساقط أو الواجهات تبتعد عن التعقيد أو الألتفاف (الأنحناء)إلافيما ندر.
توفي رحمه الله في حادث أليم في 6 أيار 1990 (1).
(1) باسل عمر حريري، الموسوعة التاريخية لأعلام حلب.
المهندس هزاع ابراهيم باشا، مؤسسة تحت المجهر