الأحزاب السورية
الجمعية الوطنية المتحدة في سورية عام 1935
الجمعية الوطنية المتحدة في سورية 1935
في 22 تشرين الأول 1935 أعلن عن قيام “الجمعية الوطنية المتحدة” على اثر استقالة نائب دمشق زكي الخطيب من الكتلة الوطنية، وقد ضمت بداية، الأفراد الذين لم ينتسبوا إلى الكتلة الوطنية، وذلك بنشر كراس صغير من ثمان صفحات يتضمن منهاجها. معللاً ” ما يوجب إنشاء جبهة تدعمها وحدة الأفكار والأهداف بما كان في عام 1935 من الشؤون العالمية التي لها علاقة كبرى بالقضية العربية بوجه عام وقضية القطر الشامي بوجه خاص”، ولكن دونما ذكر لهذه الشؤون ولا أدنى تحليل.
ولم تختلف أهدافها عن ميثاق الاتحاد الوطني العام في أن يكون للأمة العربية وطن مستقل واحد وعلم واحد. ولكنها وهي تقصر مثله جهودها على سورية لتحريرها وإزالة تجزئتها كخطوة في الطريق إلى الوحدة العربية الكبرى، ترفض سياسة المراحل التي كان يقبل بها.
وهي مثله كانت ترمي إلى توحيد المناطق الساحلية والداخلية السورية مع اجتناب قاعدة اللامركزية على ان يستفتي جبل لبنان بحدوده في عام 1914 في تقرير مصيره. وتقبل بعقد معاهدة مع فرنسا تضمن الغاء الانتداب والاعتراف بالاستقلال والسيادة والوحدة وتكفل من الحقوق لسورية ما تضمنه المعاهدة العراقية المعقودة عام 1930 مع مراعاة الفارق الزمني. كما أنها لا تجيز ان يتنافى العمل المحلي مع مصلحة القضية العربية العامة، وتنبذ الطائفية.
وقد نبه بعض أعضاء هذه الجبهة إلى أن الحل المعروض من قبل المفوض السامي على الوطنيين غير كاف وتنصلوا من مسؤولية بلبلة الأفكار واحتمال انقسام الأمة قبل سفر الوفد للمفاوضة.
وكان الدكتور عبد الرحمن الشهبندر المقيم في القاهرة منذ نهاية الثورة السورية، يؤيد هذه الجبهة ويدعمها بنفوذه، على الرغم من أن الكتلة الوطنية كانت تعتبره عضواً فيها[1].
[1] قرقوط (ذوقان)، تطور الحركة الوطنية في سورية 1920-1939، دار طلاس، دمشق 1989، صـ 177.